Site icon IMLebanon

التشكيل ينتظر حل العقدة المارونية

في يوم العمل الرسمي الاول من العام 2020، سجل الحدث السياسي ثلاث محطات اساسية، الحكومة العيدية لم تولد والرئيس المكلف حسّان دياب يواصل مساعيه لتذليل ما تبقى من عقبات في طريق ابصارها النور. الثورة استعادت زخمها، قطع طرق ووقفات احتجاجية امام مرافق عامة، متحدية الطقس البارد والعاصف بعد استكانة فرضتها عطلة الاعياد، وقضية فرار كارلوس غصن الى لبنان تفتح باب ازمة جديدة مع استلام لبنان اليوم طلباً من الانتربول لتوقيفه، بعدما اوقفت تركيا 7 أشخاص بينهم 4 طيارين على صلة بمرور غصن عبر اراضيها خلال عودته الى لبنان.

عام مفتوح على مزيد من الازمات التي يتفنن اهل السلطة في استيلادها، ستستكمل فيه ثورة 17 تشرين نضالها لبلوغ الجمهورية الثالثة، والسياسيون مشوار محاولة تنظيف سجلاتهم هربا من العقاب المُستحق، والرئيس دياب مهمته البالغة الصعوبة في انقاذ البلاد من الانهيار الذي تتخبط فيه اذا ما تستنى له تشكيل الحكومة التي ستوضع تحت مجهر المعاينتين المحلية والدولية.

على الخط الحكومي، أفيد ان لقاء سيعقد بين الرئيس المكلف حسان دياب ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل للبت في نقاط عالقة تمهيداً لاعلان الحكومة قبل نهاية الاسبوع. في المقابل، نفت مصادر باسيل امكانية حصول هذا اللقاء.

واشارت معلومات اخرى الى ان اي لقاء لم يسجل اليوم يتناول الشأن الحكومي في قصر بعبدا وان الأنظار تتّجه إلى لقاء سيجمع دياب مع باسيل من شأنه أن يحسم مسألة الحصة المسيحية وسط حديث عن أن الأخير يصر على ابقاء بعض الحقائب الاساسية من حصة تياره، لافتة الى ان اسم الوزير السابق دميانوس قطار يبدو استبعد لاصرار التيار على ابقاء الخارجية من ضمن حصته. ولفتت الى  حسم الحقائب التي ستنسد للثنائي الشيعي كما ان العقدة الدرزية يتم تذليلها بإسم يرضى به الاشتراكي وإرسلان. ونقلت معلوماتٍ اخرى أن دياب وجد حلاً لعقدة وزارة الداخلية من خلال شخص سني هو قاضٍ أو محامٍ.

الى ذلك، قالت مصادر متابعة لاتصالات تأليف الحكومة ان العقدة الدرزية حلّت بإعطاء الوزير الدرزي حقيبتين هما على الأرجح البيئة والمهجرين. وأفيد ايضا ان “حزب الله” و”أمل” لن يُعيدا تسمية جميل جبق وحسن اللقيس، بل سيسمّيان أشخاصاً جددًا لن يُعلنا عنهم بعد، فيما المحسوم من هذه الحصّة حتى الآن هي وزارة المال لغازي وزني.

من جهتها قالت مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان أحد المعنيين المسيحيين في عملية التأليف يرفض كل ما يقترحه الرئيس المكلف من أسماء ويصر على تسمية الوزراء المسيحيين وحتى غير المسيحيين في حين ان الرئيس المكلف يرفض مثل هذه المواقف وينطلق من معايير واضحة ومحددة كان انطلق على اساسها في عملية التشكيل وعرضها على كل من التقاهم من رؤساء وقيادات وكتل نيابية ولقي منهم التأييد المطلوب لانطلاقته هذه.  واعتبرت ان من الضروري الحديث عن العقدة المسيحية قبل الكلام عن العقدتين السنية والدرزية والتزام الجميع بالمعايير التي حددها الرئيس المكلف الذي يصر على اعتمادها وتطبيقها على الجميع.

في المقابل، بدا ان فرصة السماح التي اعطاها الثوار للسلطة انتهت. ففي اليوم الـ 78 للانتفاضة الشعبية، عادت التحركات الى الارض. فنفّذ عدد من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام مدخل مرفأ بيروت، معتبرين أنه من أبرز بؤر الهدر والفساد. وتجمع عدد من المتظاهرين صباحا أمام مدخل مرفأ طرابلس، مرددين هتافات تطالب بـ”وقف الفساد وتطهير المرفأ من الفاسدين”. كما أقدم عدد آخر من المتظاهرين على أقفال مداخل مؤسسات عامة من طرابلس الى حلبا وصولا الى زحلة. الى ذلك، تم قطع شوارع العاصمة في قصقص وكورنيش المزرعة وفي البقاع أيضا، وهي المناطق التي غالبا ما يتحرك فيها مناصرو الرئيس سعد الحريري، رافضين تكليف حسان دياب.

وليس بعيدا، وفي وقت استمرت التحركات الاجتجاجية التي قام بها الثوار في المصارف من جهة، وفي حين يشهد بعضها توترات بين الزبائن والموظفين، أعلن اتحاد نقابات موظفي المصارف أنه سيُضطر “في حال لم تردع القوى الأمنية المشاغبين، إلى اتخاذ القرار بإعلان الإضراب العام مُجدداً في القطاع المصرفي، إلى حين عودة الاستقرار وأجواء الهدوء إلى أماكن العمل في كل فروع المصارف على مساحة الوطن”.