IMLebanon

رياق تُحتضر والبلدية خط أحمر!

كتبت باسكال صوما في “نداء الوطن”:

استدعي جوزيف أبو خليل إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بجرم نشر صورة لرئيس بلدية رياق في سياق انتفاضة لبنان و”كلن يعني كلن”، على سبيل أن “الريّس” جان معكرون واحد منن.

في التحقيق، طُرحت الأسئلة البوليسية غريبة الأطوار نفسها، وانتهت بطلب توقيع الشاب تعهّداً بعدم الإساءة إلى رئيس البلدية، وتعهداً آخر بعدم التعرّض للبلدية! هكذا إذاً، ممنوع التعرّض للبلديات التي تضاف إلى لائحة الخطوط الحمر التي لا يجوز الاقتراب منها أو انتقادها أو مساءلتها، ما يمنحها حرية التصرّف بمصائر الأهالي وأحوال القرى والبلدات والمدن.

ورياق لمن لا يعرفها بلدة بقاعية تاريخية جميلة تمّ تدميرها معنوياً وبيئياً وسياحياً على مرّ السنين، حتى تحوّلت الآن إلى بؤرة حُفر وخنادق خطيرة وطرق غير آمنة، إضافة إلى موجات السرقات والحوادث الأمنية لا سيما في الفترة الأخيرة. كل فترة ينتشر خبر سار في البلدة مفاده أنّ الزفت وصل وستصبح الطرق قابلة للسير، لكنّ الخبر ما يلبث أن يتلاشى حين يتبيّن أن الزفت مخصص لنصف طريق هنا وحيٍّ هناك وربع ساحة هناك. وبذلك تتحوّل طرق البلدة إلى بقع مضحكة مبكية من الزفت، فيما يغرق ما تبقى من البلدة في خنادق الصرف الصحي والحفر القاتلة. قد يقول قائل إن البلديات ليست مسؤولة عن تمويل تزفيت الطرق بل وزارة الأشغال، لكنّ البلديات في كل الأحوال مسؤولة عن المطالبة والدفاع عن شؤون القرية ومطاردة حقوقها من فم الوزارات المسؤولة.

تصل إلى رياق آتياً من جهة زحلة، وحين تتلفت يساراً ستجد شيئاً يشبه الحديقة قرب السكك الحديد الأثرية. هذه الشبه حديقة كان يفترض أن تصبح حديقة عامة يمكن أن يلعب الأطفال في أرجائها أو يجلس فيها الناس لشم هواء نظيف. لكن لسبب ما توقف العمل في الحديقة مع أن التمويل مؤمن! وتضاف إلى شبه الحديقة، الوعود التي لا تنتهي التي قدّمتها البلدية للناس ولم تفعل منها أي شيء.

رياق السهول الكثيرة، الأشجار العالية، البيوت الفرنسية القديمة، السوق الأثري، محطة السكك الحديد التي تشبه الجنة على رغم الإهمال والنفايات وإفشال خطة الترميم مجتمعة. رياق هذه، تحتاج إلى بلدية تعمل ولا تتفرّج، تبحث عن آليات لتحسين أحوال البلدة بدل تعقّب النشطاء ومطاردة الصور على “السوشيل ميديا”.

جوزيف وعدد من أهالي البلدة نظموا وقفة احتجاجية أمام بلدية رياق يوم الجمعة 3 كانون الأول، احتجاجاً على التجاوزات التي تقوم بها البلدية على مدى ولايتين متتاليتين.

ويتحدّث الشبان بناءً على متابعتهم وملاحظتهم عن صفقات وممارسات غير قانونية وغير شفافة تتحمّل مسؤوليتها بلدية رياق، منها أنها “تمنع تقديم أرض لبناء مبنى لاتحاد بلديات شرق زحلة، مع العلم أن المبنى على نفقة الاتحاد الأوروبي. كما أنها لم تنفذ حتى الآن أمر محافظ زحلة بفتح الطريق الممتد من سوق الأحد إلى مطبعة عباس وإزالة التعديات. إضافة إلى عدم الإعلان عن المناقصات ما يجعلها غير شفافة، وعدم وضع خطة مناسبة لحماية المواطنين وممتلكاتهم من موجة السرقات والتعديات. يضاف إلى ذلك حال الإنارة والطرق والوضع البيئي المزري ومشكلة قنوات الصرف الصحي، وغياب أي نشاطات ثقافية أو رياضية في البلدة، حتى أن البلدية امتنعت عن تقديم أرض لإنشاء ملعب “ميني فوتبول” مع حديقة عامة لأهل رياق، مع العلم أن المشروع على نفقة الاتحاد الأوروبي”.