كتبت فاتن الحاج في صحيفة “الأخبار”:
أن يكون أحد القضاة الأعضاء في الهيئة الاتهامية في بيروت التي جرّمت عصام خليفة متعاقداً في الجامعة اللبنانية، فهذا سبب كافٍ لعدم حيادية المحكمة بالنسبة إلى مجموعات أكاديمية ومدنية ونقابية وثقافية خرجت، أمس، للتضامن مع خليفة ومع جامعته التي دخلها طالباً مناضلاً ومُنع من الالتحاق بها أستاذاً متعاقداً «لأسباب سياسية»، قبل أن «ينتزع» من ملاكها صفة الأستاذ النقابي لنحو 30 عاماً.
«عصام خليفة ليس وحيداً». هذا ما قاله متضامنون كثر ساروا أمس من الإدارة المركزية للجامعة إلى قصر العدل، دفاعاً عن «الحريات النقابية والأكاديمية وحرية التعبير»، ورفضاً لـ«سوء استخدام السلطة»، مطالِبين بتبرئة خليفة وبحيادية القضاء واستقلاله.
ليس مستغرباً، كما قالت الأستاذة الجامعية الناشطة وفاء نون باسم المجموعات المتضامنة، «أن يسعى إلى تجريم خليفة من سعى إلى تنزيه وتحصين نفسه والجامعة اللبنانية من أي نقد عبر الطلب من القضاء حذف المقالات التي تناولته وتناولت الجامعة وعبر منع النشر للمستقبل، ومن ألغى مجلس الجامعة وحصر القرارات بنفسه لكونه رئيساً، وهو لن يتوانى عن إسكات أي صوت يلعب دور المراقب في الجامعة ويطالب بالمحاسبة». وتحدثت عن «قضاة غير شفّافين يمارسون القمع والرقابة المسبقة على حرية التعبير ويحاكمون أصحاب الكلمة الحرة والنقد على أنهم مجرمون وفاسدون، فيما ينخر الفساد صروح القضاء ومجمل المؤسسات العامة ومن ضمنها الجامعة اللبنانية». واستغربت «صمت الأساتذة وأداتهم النقابية، أي رابطة الأساتذة المتفرّغين، إزاء مهزلة كهذه في حق نقابي كرّس حياته للدفاع عن الجامعة ».
رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة، يوسف ضاهر، كان حاضراً في المسيرة التضامنية ليس بصفته الرسمية، إنما «كأستاذ ونقابي في الجامعة».
وفي مقابل غياب رابطة أساتذة الجامعة اللبنانية عن الحدث، أدان أساتذة الجامعة الأميركية، في بيان، القرار «الذي يؤكد ارتهان السلطة السياسية للقرار القضائي وارتهان الجامعة للانتقام الفردي». ورأوا أنّه «يشكل التفافاً على مبادئ ثورة 17 تشرين التي نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات واستقلالية القضاء».
غابت رابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة عن الحملات التضامنية
ومن المجموعات المتضامنة مع خليفة: مرصد مكافحة الفساد، من أجل جامعة وطنية مستقلّة ومنتجة، تكتل أساتذة الجامعة اللبنانية، تجمع أساتذة مستقلين في الجامعات، تجمع مهنيات ومهنيين، التيار النقابي المستقل، تكتل طلاب الجامعة اللبنانية، تجمع نقابة الصحافة البديلة، المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين، قطاعا التربية والطلاب الحزب الشيوعي، اتحاد الشباب الديمقراطي، بيروت مدينتي، حركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، مجموعة لحقي، ولجنة العسكريين المتقاعدين.
رابطة قدامى أساتذة الجامعة اللبنانية رأت، في بيان، أنّ «سَوْق عصام خليفة مخفوراً إلى القضاء يعني سَوْق الجامعة الوطنية إلى السجن»، داعية إلى جمعية عمومية، الثانية عشرة من الثلاثاء في 7 الجاري، للتداول والتنسيق مع أساتذة الجامعة وطلابها والفعّاليات النقابية والثقافية والإعلامية ومختلف فصائل الحراك الشعبي بكل تنوّعاته بما يعيد الاعتبار إلى الجامعة اللبنانية وتصويب مساراتها.
رئيس «المجلس الثقافي في بلاد جبيل» نوفل نوفل قال، في بيان، إنّ «لعصام خليفة آلافاً من الخفر سيرافقونه إلى الدوائر القضائية ويهتفون للبنان والجامعة اللبنانية وحقّ الناس في العلم والاطلاع».