يرفع حزب “القوات اللبنانية” الصوت في مواجهة التسريبات عن التشكيلة الحكومية المرتقبة، وهو الذي كان من اول الداعين الى تشكيل حكومة مستقلين اخصائيين، حتى قبل أن يبدأ الحراك وتحديداً منذ الثاني من أيلول 2019 عندما عقد الإجتماع الإقتصادي الإستثنائي في بعبدا، حينما طرح رئيس الحزب سمير جعجع خلال الاجتماع، “تشكيل حكومة أخصائيين مستقلين أي وجوه جديدة توحي بالثقة ولديها إلمام ومعرفة بأمور الإقتصاد والمال والبنى التحتيّة وأن يكون اعضاؤها مستقيمين ونظيفي الكف حتى النهاية”. فكيف ينظر “القوات” الى هذه التسريبات؟
أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم أكد لـ”المركزية” “أننا نعلّق على بعض المعلومات التي تصل الى الاعلام والتي ليست سرية، وهي تؤكد العودة الى مفهوم المحاصصة وكأن شيئاً لم يحصل في 17 تشرين الاول ولم يتغير الواقع اللبناني”، مشددا على “أننا نشهد من قبل افرقاء السلطة محاولة للعودة الى الستاتيكو الذي كانوا قد وضعوه ما قبل 17 تشرين الاول والذي ادى الى فشل وفساد في الادارة والى انهيار اقتصادي كبير”.
ولفت كرم الى “ان محاولة افرقاء السلطة القفز فوق ما حدث من انتفاضة شعبية وحراك شعبي محاولة يائسة، تتمثل من خلال محاولة اعادة تركيب حكومة محاصصات، تحفظ نفوذ الافرقاء السياسيين المشاركين في السلطة على مؤسسات الدولة ووضعها في خدمة رصيدهم والتسلط على الشعب”، جازماً “ان هذا الامر كان قد رفضه الشعب”، معتبراً “أنهم بمحاولتهم اليائسة، يضيّعون الوقت على الشعب اللبناني لإنقاذ نفسه، لكن الشعب اصبح واعياً بأن عملية الانقاذ تكون بحكومة مستقلين اخصائيين بعيدين عن الحسابات المحاصصاتية وعن ابقاء نفوذ الاحزاب على مؤسسات الدولة”.
وعن التفاؤل الحكومي أجاب: “تفاؤلنا غير مبني على “هل هناك حكومة ام لا” إنما على تركيبة الحكومة وذهنية تأليفها، لأن تأليف حكومة محاصصات واحزاب ستأخذ لبنان بأسرع وقت الى الانهيار الكامل، اما حكومة حيادية من مستقلين واخصائيين فعلينا تشكيلها اليوم قبل الغد”.
وعن مقتل قاسم سليماني وتأثيره على الوضع المحلي، قال: “علينا كلبنانيين، اذا كنا نعي مصلحة وطننا الا تؤثر الاحداث الاقليمية على وضعنا الداخلي بل ان يكون هدفنا الاوحد انقاذ الوضع الاقتصادي الذي نمر به بغض النظر عما يحدث في المنطقة”. مضيفاً: “يكفينا دفع ثمن الصراعات الاقليمية والدولية في المنطقة العربية، وكشعب لبناني لا يمكننا ان نتحمل تردداتها على وضعنا الداخلي”. وختم: “علينا أن نتفق كلبنانيين على تحييد لبنان، لأن في حال قرر فريق الاستمرار بوصل لبنان بالاحداث الاقليمية، فإن من شأن ذلك أن يرتب على لبنان عواقب وخيمة”.