لفت الكاثوليكوس آرام الأول إلى أنه “في الأشهر المنصرمة، ثار الشعب وانتفض في شوارع لبنان، وكانت حركة شعبية عفوية ضد الظلم المنتشر تحت أقنية مختلفة وأشكال شتى.”
وتابع: “اللامساواة الاجتماعية والهدر الفادح للمال العام من مسؤولين في الدولة والشأن العام، واللامساواة واللاعدالة والقرارات المجحفة في النظام وإدارة الشأن العام وما شابه ذلك وكلها على حساب مصالح الناس وكرامتها، ما كان بالإمكان تحملها والسكوت عنها. لهذا السبب وقفنا بجانب الشعب لأن الكنيسة مع العدالة والشعب، وهي تدافع عن حقوق الناس، كما علمنا يسوع وكما يجب أن تكون الكنيسة، المدعوة إلى إكمال رسالة يسوع المسيح”.
وقال في عظة عيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية إن “العدالة أساس السلام والقوة الدافعة للتطور، والحجر الأساس للتعايش السلمي، إذ حيث تغيب العدالة تسود الفوضى ويعم الخراب، وحيث تسود الشرور الأخلاقي تنهزم العدالة”.
وقال: “السبب الأساسي للأزمات التي تواجهها الإنسانية اليوم غياب العدالة. فالدول والمؤسسات والأشخاص ينفذون مخططاتهم بدافع من مصالحهم الشخصية متجاهلين العدالة، وينشرون حولهم الشر متسببين بالفقر والقهر والعنف وحروب وأضرار بيئية فادحة”.
وتابع: “لا يكفي إدانة الظلم، بل لا بد من النضال من أجل تحقيق العدالة. هذا ما ننتظره من المسؤولين في لبنان. لذا، الأولى أن تتشكل فورا حكومة تبعث الثقة، إذ عندما تغيب الثقة بالدولة، تستحيل قيادة البلد نحو الازدهار والتطور. ثانيا، لا يقبل الناس بأن يكونوا ضحية مصالح الآخرين، لذا علينا تجنيب لبنان قدر المستطاع، مشاكل الآخرين ومصالحهم. ثالثا، إن الحياة السياسية في حاجة إلى وجوه جديدة تأتي بأفكار جديدة ونمط عمل مختلف. لا يحق لنا أن نبقي الشباب والمثقفين والجيل الصاعد على هامش الحياة السياسية والشأن العام، بل يجب إعطاء الفرصة لهذه الطاقة الشبابية الملمة بمشاكل العالم وأزماته، وإشراكهم في الحياة السياسية”.
وختم: “ننتظر بأن يتجدد لبنان ويقوى بوجوه جديدة توحي بالثقة وتحقق مشاريع إصلاحية جديدة”.