كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
خلافاً للأجواء الباردة والماطرة، تفرض الأوضاع السياسية والامنية “الساخنة” في المنطقة، واحتمالات تداعياتها على لبنان، نفسها على جدول أعمال القوى الوطنية والاسلامية الصيداوية، التي تتابع باهتمام بالغ التطورات المتسارعة أمنياً على ضوء خلط الأوراق وتغيير “قواعد الاشتباك”، بعد اغتيال قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” العراقي أبو مهدي المهندس في بغداد، وسياسياً في لبنان لجهة تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف حسان دياب، والبدء باجراءات عملية تمنع الإنهيار الاقتصادي الكبير في ظل الغلاء والتلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي.
وفي انتظار ما ستؤول اليه التطورات، دخل “الحراك الشعبي” يومه الثاني والثمانين في صيدا، وسط تركيز لافت على قضيتين أساسيتين، الاولى: التقنين القاسي للتيار الكهربائي في المدينة ومنطقتها، حيث تدنت ساعات التغذية بالتيار الى حدودها القصوى وبلغت نحو ثماني ساعات كل اربع وعشرين ساعة، رغم ازدياد الحاجة الى التيار الكهربائي مع الطقس العاصف والماطر والبرودة، وقد تُرجم الاستياء باعتصام شعبي إحتجاجي أمام مؤسسة كهرباء لبنان الجنوبي، وسط إجراءات أمنية للجيش اللبناني والقوى الامنية، وبتنظيم وقفة احتجاجية في جميع انحاء المدينة وصولاً الى “ساحة الثورة” عند “تقاطع ايليا”، لرفع الصوت الاعتراضي عالياً بأن المدينة تريد “حقوقها المشروعة” من خدمات الدولة، وأن زمن الحرمان قد ولى بلا رجعة وقد جاء وقت الحساب.
والثانية، إستمرار التوجه الى فروع المصارف في صيدا، من أجل سحب أموال المودعين الذين عبروا عن رفضهم “الحظر الجزئي” الذي تتخذه ادارة المصارف على أموالهم، بتحديدها سقفاً للسحوبات سواء بالدولار أو بالليرة اللبنانية، نقداً أو شيكات، وقد شهدت المدينة حادثة لافتة، هي الاولى من نوعها، وتمثلت بإقدام موظف في شركة “البيطار للرافعات”، بإقفال مدخل الى فرع “بنك لبنان والخليج”، برافعة وآليات ثقيلة، وذلك على خلفية رفض الادارة صرف شيك له بتعويض “نهاية الخدمة” صادر عن “الضمان الاجتماعي” بقيمة نحو 16 مليوناً و900 الف ليرة لبنانية، ورفض فتح حساب له وإيداع الشيك فيه… لكنه قَبِل بصرف 900 ألف ليرة وتحويل الـ 16 مليوناً الى شيك بنكي لوضعه في حساب صاحب الشركة في مصرف آخر، فتبين أن هذا الشيك يحتاج لثلاثة اشهر ليصبح بالإمكان سحبه من الحساب، وقد حضرت عناصر من قوى الامن الداخلي الى المكان، طالبين نقل الآليات، إلا أنه رفض حتى دفع قيمة الشيك، ولاحقاً قام مدير المصرف بدفع قيمة الشيك المصرفي كاملاً، وتم سحب الآليات وإعادة فتح أبواب المصرف امام المواطنين.
وقد سبق هذه الحادثة، قيام بعض المحتجين في “حراك صيدا” بدمغ عبارة “مش دافعين” باللون الأحمر على أبواب عدد من المصارف، وكذلك على آليات صرف المال التابعة لها، وذلك في إطار تحركاتهم باتجاهها رفضاً للقيود التي تضعها وتحتجز بموجبها أموال المواطنين ولا سيما صغار المودعين والرواتب.
برد وانهيار
ومع الحراك، خيم الطقس العاصف والماطر على المدينة ومنطقتها، مع تدنّ لافت في درجات الحرارة، وتساقط الامطار الغزيرة، التي أدت الى انهيار جدار دعم لورشة بناء في منطقة سيروب – صيدا، وفيما لم يفد عن وقوع اصابات، الا انه أحدث حالة من الهلع لدى قاطني المنطقة، بعد سقوط اجزاء منه على منازل سكنية، كما تسبب تساقط الامطار الغزيرة بانهيار التربة على طريق بقسطا – وادي اشمون، ما أدى الى إغلاقها وصعوبة مرور السيارات.
واستنفرت فرق الطوارئ في بلدية بقسطا، وعملت الآليات على ازالة الاتربة والحجارة من الطريق، فأعيد فتحها وعادت الامور الى طبيعتها، فيما عملت شرطة البلدية على تسهيل مرور السيارات، بينما تمكنت الفرق المختصة بالتعاون مع شرطة البلدية من تصريف مياه الأمطار من الشوارع. وتفقد رئيس بلدية بقسطا ابراهيم مزهر المكان حيث أشرف على اعادة فتح الطريق وعودة الامور الى طبيعتها”، مؤكداً ان البلدية وضعت جميع آلياتها في حالة جهوزية تامة تحسباً لأي طارئ، وقد تمت إعادة فتح الطرقات بالسرعة المطلوبة، موضحاً أن “شرطة البلدية تسيّر دوريات ليلاً ونهاراً لمساعدة المواطنين”.
كنزة الشتاء
وطرداً للبرد، نفذت “الرعاية” مرحلة جديدة من مشروع “كنزة الشتاء 2020″، حيث قدمت لـ 154 طالباً من طلاب مدرسة عين الحلوة الإبتدائية الرسمية في مرحلتي الروضات والإبتدائي من عمر 4 لغاية 10 سنوات، حيث جال مدير المدرسة محمد حنينة مع وفد الرعاية الذي ضم مدير العلاقات العامة والإعلام غسان حنقير، مديرة مشغل ومعهد الأم وفاء وهبي ومديرة البرامج المحلية ليلى سعد الدين، على الصفوف وقاموا بتسليم الكنزة للطلاب.