Site icon IMLebanon

مصير الحكومة مستمر في «الغموض»

كتب عمر حبنجر في “الانباء الكويتية”:

 

دخل لبنان، مع مقتل قاسم سليماني، متاها جديدا غامض المعالم، استنادا الى اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من لبنان حرب المقاومة على الوجود الاميركي في كل المنطقة، وذلك على خلفية قوله «ان الرد على اغتيال سليماني ليس شأنا ايرانيا، بل هو يعني محور المقاومة كله».

وبررت بعض الأوساط القريبة من الحزب اعلان السيد نصرالله الحرب على الوجود الاميركي في المنطقة بالقول: انه كان يخاطب فصائل المقاومة التي فقدت قائدها، دون ان يحمل لبنان مسؤولية ذلك، لكن هذه التبريرات لم تزل مخاوف الخائفين على لبنان من توريطه في قضايا تفوق طاقاته، ما دفع بوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الى التشديد على وجوب ابعاد لبنان عن التداعيات السلبية للتصعيد الأميركي ـ الإيراني الحاصل، مؤكدا الحاجة الى التفاوض بدلا من العنف، لأن الحوار يؤمن الحلول ويحفظ الامن والاستقرار وكلاهما حاجة حيوية للبنان لإخراجه من ضائقته المالية الصعبة. وقال باسيل في تصريحه انه لمس تفهما كاملا للوضع اللبناني، والى الحاجة لتجنيبه اي أضرار اضافية.

بعض الاوساط اللبنانية اطلعت على موقف وزير الخارجية، لكنها رأت انه لا يكفي، بل المطلوب موقف باسم الدولة اللبنانية يعتبر فيه ان ما ادلى به نصرالله لا يعني الدولة اللبنانية، ولا يلزم الا صاحبه، مع التأكيد والإصرار على النأي بلبنان عن صراعات الآخرين.

حكوميا، لم يبرح تشكيل الحكومة دائرة الغموض التي حاصرته منذ حادثة اغتيال اللواء سليماني قرب مطار بغداد، والتي قالت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله انها غيرت المعادلات، ولا يمكن الجزم اليوم ما اذا كان تأليف الحكومة يصب في مصلحتنا ام لا!

ويذكر ان سليماني ابلغ السيد نصرالله والوزير باسيل في زيارة خاطفة له الى بيروت قبل يوم من اغتياله في بغداد انه لا مصلحة لمحور المقاومة بحكومة تكنوقراط ينسق رئيسها مع الدوائر الاميركية.

ومذاك، بدأت التعقيدات في الحقائب والاسماء، خصوصا على صعيد التمثيل المسيحي، في ظل تمسك الوزير جبران باسيل بحصرية تسمية الوزراء المسيحيين، عدا ممثل «المردة»، فضلا عن وضع «فيتو» على الاسم الذي اقترحه الرئيس المكلف حسان دياب لوزارة الخارجية وهو الوزير السابق دميانوس قطار رغبة منه في ان يتولى وزارة الخارجية من يعيد تصويب مسارها في اتجاه تحسين العلاقات اللبنانية مع العواصم العربية المنقطعة عن بيروت بصورة شبه تامة، ويعارض باسيل ايضا بتولي الوزير السابق زياد بارود حقيبة وزارة العدل، وذكرت مصادر ان موقع وزير الخارجية يعني حزب الله. وجرى التداول باسم ناصيف حتي لوزارة الخارجية، لكن حتي نفى ان يكون تلقى اي اتصال.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرد على تويتر قائلا: وصلتنا رسالة الممانعة في محاولتها تشكيل وزارة اللون الواحد، والتي غالبيتها من الفاشلين وتجار العقارات وغير العقارات «ويا لها من آخرة لهذا العهد».

وأضاف: هذا العهد لم نعد نفهم من يمثله او يقوده، افعلوا ما تشاؤون وسنمتنع على طريقتنا ونواجه هذه الحفلة من التزوير والتحريف بغض النظر عن اصوات التشكيك.

في هذه الاثناء، اضطر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الى الانسحاب من مطعم في بيروت اثر تحلق حراكيين من حوله في المطعم وهم يهتفون «ثورة.. ثورة».

سُنيا، نفى المكتب الاعلامي في دار الفتوى ما نشر حول طرح ثلاثة اسماء على سماحة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان ليختار واحدا منهم، وقال البيان «هذا الخبر عار عن الصحة».

الى ذلك، انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين السياسيين في لبنان الذين يعرقلون إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنهم أوصلوا البلاد إلى التدهور الاقتصادي والمالي والمعيشي الحاد الذي يشهده لبنان حاليا.

واعتبر بطريرك الموارنة، امس خلال عظة عيد الغطاس، أن سياسة المحاصصة في الوظائف والمال العام التي انتهجها المسؤولون السياسيون والتفرد لأغراض خاصة وانتهاكهم المتكرر للدستور ووثيقة الوفاق الوطني اللبناني (اتفاق الطائف) تسببت في الأوضاع الراهنة شديدة التدهور والتأزم.

وأشار إلى أن هناك حالة من التجاهل و«صم الآذان» عن صرخة النقابيين في إضراباتهم، ومطالب انتفاضة الشعب في جميع المناطق اللبنانية ومن جميع الطوائف والأحزاب والمستمرة منذ أكثر من 80 يوما.

وأعرب البطريرك الماروني عن أمله في أن يتجاوز لبنان أزماته الراهنة عبر تشكيل حكومة متحررة من نفوذ السياسيين والحزبيين «المأسورين في مصالحهم وحساباتهم الخاصة»، على حد تعبيره.