IMLebanon

“الوفاء للمقاومة”: المستجدات تفرض تشكيل حكومة تنهض بمسؤولية إدارة البلاد

رأت كتلة “الوفاء للمقاومة” أن “العدوانية الأميركية تفرض نفسها مجددًا حدثًا إرهابيًا وجريمة منظمة تنفذ فصولها في مطار بغداد فجر الثاني من كانون الثاني الجاري، بهدف إخضاع إرادات وإملاء سياسات تنسجم مع منهج فرض الوصاية على الشعوب بقوة الحديد والنار”، معتبرة أنه “حين يستبيح الطاغية الدماء، ويوغل في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية ورموزها ومقدساتها وأوطانها، يغدو الصبر إذعانًا والصمت إقرارًا، والقعود عن المواجهة جبنا وذلا وهوانا”.

وأشارت، في بيان إثر اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد، إلى أن “الإدارة الاميركية بلغت في ممارسة جبروتها حدا صير كراهية الشعوب لسياساتها وريبتهم إزاء كل ما يمت إليها أمرًا مفهومًا ومبررًا، لأن منطقها وأداءها خارجان على كل القيم والشرائع والقوانين، وفائض القوة لديها يحفزها دوما لاستباحة كل شيء، دونما رادع أو اي احساس بالحاجة الى مراعاة او حساب. انه مسلك وحش الغاب الذي تنبذه البشرية وتأبى المساكنة معه، فضلا عن الالتزام بمشيئته”.

ولفتت إلى أنه “طبيعي، والحال هذه، أن يستعر الصراع ويتوسع بين هذا الوحش الاستباحي ولأحرار والشرفاء من الناس أفرادا كانوا أم جماعات، قيادات أم مجتمعات”، معتبرة أن “قاسم سليماني رمز نقيض للسلطوي الأميركي المتوحش، فهو يمثل مجتمعًا إنسانيًا وحضاريًا راقيًا له تجربته ونموذجه المتألق في تجسيد الحرية والأمن والعدل والكرامة، حمل هم قضايا الشعوب المستضعفة للتحرر من الهيمنة والاحتلال وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة، ومثل الترجمان الميداني لآمال شعوب المنطقة وأحلامها في التحرر من الارهاب التكفيري. لقد اختار هذا المجتمع الحضاري لقيادة شؤونه ورعاية مصالحه من يتوسم فيهم من أبنائه النزاهة والصدق والحكمة والشجاعة والعدل والتضحية وحب الخير للآخرين، في الوقت الذي يتطلع فيه للإسهام في تطوير الحياة البشرية بمناحيها كافة وتحقيق الرقي والإنصاف لتنوعات المجتمع الإنساني عموما. أما دونالد ترامب، فهو ذاك المنتفخ بوهم العظمة، الداعم الأول للكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين ورمزها القدس. والذي ليس بوسعه أن يرى في قاسم سليماني وقيادته ومجتمعه إلا التمرد على استعلائه وطغيانه وهو أمر يستوجب بنظره العقاب لهم بالقتل والإبادة والالغاء، دون أن يمنحوا أي فرصة للتعبير عن نموذجهم المختلف بل المتميز عن النموذج الأميركي في العيش والسلوك”.

واعتبرت أن “الإدارة الأميركية التي يمثلها ترامب ونظراؤه، بلغت من الغطرسة والغرور والاستعلاء ما يجعلها تعتقد أن من حقها الطبيعي فرض قناعاتها على العالم ووصايتها على دوله وشعوبه. ومن يبلغ هذا المستوى من الاحساس المتضخم بالقدرة فمن المستحيل ان يحظى باحترام المستضعفين او المظلومين أو أن ينأى بنفسه عن كراهية البشرية له ولمشروعه. دونالد ترامب هو سلطوي غاشم وشرير أقدم على قتل قاسم سليماني ومعه ابو مهدي المهندس وبعض اخوة لهما، بأسلوب وحشي سافر، فاستشعر أحرار العالم من جريمته وعلى الاخص في ايران والعراق، ان الادارة الاميركية تعمدت قتل النموذج الذي يحظى بمحبة عميقة في قلوبهم نابعة من معرفتهم بصدقيته وقيمه واخلاقه ومشروعه”.

وأعلنت أنها “أمام هذا الحدث المفصلي، تتقدم بتعازيها الحارة وتبريكاتها بشهادة القائد الفريق قاسم سليماني والقائد الجهادي أبي مهدي المهندس وإخوانهما المجاهدين، وترفع ذلك للولي القائد السيد علي الخامنئي دام ظله، وللمراجع العظام، وللمسؤولين في كل من إيران والعراق، وللشعبين العزيزين ولحرس الثورة الاسلامية قيادةً وضباطًا وأفرادُا ولأسر الشهداء الأعزاء فردا فردا، وتؤكد اعتزازها بمسيرة هذين القائدين الشهيدين وبالنهج المقاوم الذي التزماه للدفاع عن شعبيهم وبلديهم وأمتهم”.

وأشارت إلى أن “الحضور الجماهيري المنقطع النظير الذي شهدته محافظات العراق وإيران إبان التشييع المهيب يعكس ثقة عارمة بالنهج الذي مضى عليه الشهداء ويلتزمه المسؤولون في البلاد، كما يعكس حجم القدرة والتأييد للسياسات التي يترجمها هؤلاء المسؤولون في المحافل والمنتديات الإقليمية والدولية وفي مجالس صناعة القرار”، معلنة أنها “لا يفوتها أن تبدي تضامنها وتعاطفها وأن تقدم تعازيها أيضا لذوي ضحايا التدافع من أبناء الشعب الإيراني، وكذلك لذوي ضحايا الطائرة الأوكرانية التي سقطت بعيد إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران”، سائلة “المولى عزوجل أن يبلسم أحزانهم ويدخل السكينة الى قلوبهم”.

وشددت الكتلة على أن “خروج الإيرانيين والعراقيين بقضهم وقضيضهم إلى الشوارع على مدى أيام متتالية للمشاركة في تشييع الفريق قاسم سليماني والقائد الجهادي أبي مهدي المهندس وإخوانهم المجاهدين إلى مثواهم الأخير، إن دل على شيء فإنما يدل على الرسالة التي أراد الشعبان تبليغها لترامب وللإدارة الأميركية ولكل العالم ومفادها: أن “لا مكان للوجود الأميركي العسكري في منطقتنا”، “أخرجوا منها قبل أن نخرجكم على طريقتنا”. والصلية الأولى التي وصلتكم إلى قاعدة عين الأسد في أنبار العراق، والكاشفة عن جرأة في اتخاذ القرار وإقدام شجاع على مستوى التنفيذ ورغم انها أدت مهمتها الا انها ليست الا الصفعة الاولى في هذا السياق”.

ودعت الكتلة “شعوب منطقتنا العربية والإسلامية ودولها وقواها، إلى قراءة التطورات الساخنة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية وتقف على دلالاتها وأبعادها وما تنطوي عليه من نقاط قوة ونوافذ رؤية، وذلك بغية الاستفادة منها ومن دروسها لمصلحة تحرر شعوب المنطقة وتعزيز جرأتها وشجاعتها في مواجهة المعتدين والظالمين مع توفير المقدمات الضرورية لتلك المواجهة”.

وأوضحت أن “شعبنا في لبنان قد عانى طويلا من الاحتلال الصهيوني المدعوم من الإدارة الاميركية ولا يزال مستهدفا في أمنه واستقراره وثرواته الواعدة بالنفط والغاز من السياسات الأميركية الظالمة والضاغطة لتحقيق مطامع ومكاسب للكيان الصهيوني الغاشم، ولذلك فإن الشعب اللبناني له مصلحة أكيدة في تحقق أهداف قوى التحرر والعدالة والمقاومة للاحتلال والتبعية والارتهان. ومن الطبيعي أن يكون معنيا كغيره من شعوب منطقتنا بالتخلص من سياسات الهيمنة والعدوان”.

وختمت: “إن المستجدات المحلية والإقليمية تفرض تشكيل حكومة تنهض بمسؤولية إدارة شؤون البلاد وحماية مصالح اللبنانيين، وتولي عنايتها الفائقة لتصحيح الأوضاع المالية والنقدية والاقتصادية والمعيشية وتعيد الانتظام لعمل المؤسسات والإدارات والأجهزة كافة ومعالجة الأزمات المتراكمة”.