IMLebanon

التعثر الحكومي في عيون المعارضة.. أين الحلّ ومن يتحمّل المسؤولية؟

يصرّ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب على تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين، والسبب برأيه، أن الجميع أيّد تأليفها خلال الاستشارات، فماذا عدا ممّا بَدا حتى تغيّر الغالبية الساحقة التي سَمّته رأيها وتطالب بحكومة تكنو- سياسية أو سياسية إذا اقتضى الأمر في ضوء التطور الأخير الذي شهده العراق؟ وهل نشهد ولادة قريبة للحكومة أم أن الخلافات بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة “أمل” ستؤدي إلى تعثرها وبالتالي استبعاد ولادتها في المدى القريب؟ كيف ينظر “القوات اللبنانية” و”الكتائب” إلى عدم قدرة الفريق ذي اللون الواحد، على التشكيل؟

عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش، تحدث لـ”المركزية” عن أسباب العرقلة بالقول: “الفريق الذي سمّى حسان دياب، هو نفسه المعرقل، وكأن الأمور بألف خير”، مشددا على أن “كلًا منهم يريد حصّة ووزارة أو وزارتين وثلاثًا، في الوقت الذي لم يتبقَ أي شيء في البلد. لو أنهم يعون الفقر الذي وصل إليه المواطنون والاهتراء الذي تعاني منه إدارات الدولة، ما كانوا ليتصرفوا بهذه الطريقة. وإذا كانوا لا يعلمون فمشكلة، وفي الحالتين لا يمكنهم البقاء في موقع المسؤولية. فهذا الحديث السياسي عن التأخير بالتكليف للتسريع بالتأليف، شعارات رفعت ولم ينفذ منها شيء. البلد ينهار وهم ينظرون إليه”.

وأضاف: “اختاروا الرئيس دياب فليؤلفوا الحكومة ويسيروا نحو الأمام. جل ما نطلبه، منذ البداية، حتى منذ ما قبل بدء الثورة، إجراء انتخابات نيابية جديدة، وقدمنا قانونًا من أجله لتقصير ولاية المجلس وسخّف حينها أهل السلطة والمعارضون والاستغلاليون وكل الأطراف الموضوع، متسائلين عن أي انتخابات جديدة نتحدث. أصبحت هناك قناعة عند الجميع ألا يمكن الخروج من هذه الأزمة إلا بتجديد وكالة الناس لهم، وإلا فالوضع متجه نحو الانفجار. لذلك نريد حكومة مستقلة كي تتمكن من إنجاز انتخابات نيابية مبكرة”.

وتابع: “نتمنى صياغة قانون جديد، إنما إذا تعثر ذلك، فلنجرها على أساس القانون الحالي لأن الأفضل التوجه إلى الانتخابات في ظل القانون الحالي على عدم إجرائها وترك البلد على حاله. انتهى البلد، لا ليرة ولا مستلزمات طبية ولا أدوية ولا مواد أولية ولا مواد أساسية، تحولنا إلى صحراء قاحلة، وما زالوا يتناتشون الحصص والوزارات”.

أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبة قاطيشا فعزا سبب التعثر الحكومي إلى أن “المحور الذي يشكل الحكومة ينصب في اتجاه واحد وهو “التيار الوطني” و”الثنائي الشيعي” وحلفاؤهم الاقليميون، لكن سبب الخلاف ليس على الشكل والاستراتيجيا، إنما على الحصص ومن سيتحكم بالوزارات وهذا جوهر خلافنا معهم على طاولة مجلس الوزراء. هذا الخلاف المحاصصاتي بأن أيضًا ضمن الحلف الواحد، لذلك لا يستطيعون تشكيل الحكومة”.

ولفت إلى أن “القوات” قامت بكل ما يلزم وأطلق يد الرئيس المكلف”، مضيفًا: “أوضحنا له أننا لا نريد في الحكومة لا حزبيًا ولا اختصاصيًا ولا نريد أن نسمي أحدًا، أعطيناه مطلق الصلاحيات، وسهّلنا طريقه إلى أبعد الحدود. الرئيس لا يشكو من عدم وجود اختصاصيين لتشكيل الحكومة إنما من عدم تسهيل مهمته، لأنهم يريدون حصصًا ويريدون التحكم بالحكومة”.

وتابع: “للأسف الحل ليس بيدنا، بل لديهم، لو طلبوا لنا تشكيل الحكومة وبالشروط والصلاحيات التي نريد لكنا نشكلها في مهلة 24 ساعة لأننا عمليون ولا نريد أي حصة لجيوبنا بل فقط إنقاذ الوطن”، مشددا على أن “نظرتنا متناقضة مع هذا الفريق. لا يستطيعون تشكيل الحكومة وهذا دليل تقصير وعجز لأنهم حصصيون ويريدون الاستمرار في التحكم بمسار الحكومة وبمسار الصلاحيات والتحكم بأموال الوزارات ومخصصاتها. لا يريدون تشكيل حكومة تعالج وتخرج البلد من هذه الأزمة”.

وعن تفعيل حكومة تصريف الأعمال قال: “ضد تفعيلها لأنه هروب من المواجهة والمسؤولية، ولأنها حكومة رفضها الشعب فكيف نطلب منها العمل ولهذا السبب استقلنا منها. الخلاف حول قضايا اساسية، فكيف نطلب منها حلّها في حين أن دورها، بحسب الدستور، يقتصر على الأمور الإدارية فقط وليس الأساسية”.