تتفاقم الازمات المعيشية في لبنان يوما بعد يوم مع بدء تلمّس اللبنانيين تداعياتها الكارثية عليهم، والتي تجلّت بارتفاع كبير في اسعار السلع الغذائية الأساسية، وشبه انقطاع في الوقود، وشحّ كبير في السيولة، بعد زيادة تقنين البنوك في عمليات السحب حتى بالليرة اللبنانية، في وقت استفاق المواطنون مع بداية الاسبوع على سعر صرف الدولار في سوق الصيارفة وصل إلى 2500 ليرة (السعر الرسمي 1515 ليرة)، مع تحذير نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة من ان المستشفيات غير قادرة على الاستحصال على المستلزمات الطبية بالسعر الرسمي، وقد وصلنا إلى صلب الأزمة قبل الموعد المتوقّع.
هذه المعطيات الكارثية اعادت المنتفضين إلى الشوارع بزخم أكبر، وسط دعوات بتكثيف تدريجي للاحتجاجات في أشكال وتكتيات جديدة؛ تبدأ بالاعتصامات امام المرافق العامة الى التظاهرات والاضرابات وقطع الطرق، ومطاردة النواب والوزراء في الأماكن العامة ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية.
وفي هذا، الاطار استمرت امس مظاهر طرد الناشطين للوزراء والنواب من المطاعم، فبعد طرد وزير الاشغال يوسف فنيانوس من مقهى يوم الاحد، عمد الثوار امس إلى طرد النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله من احد المطاعم. وبينما ينحو المشهد نحو واقع اكثر سوداوية في مقابل غياب اي مبادرة انقاذية حتى الآن من قبل الطبقة الحاكمة، طلب قائد الجيش العماد جوزف عون من العسكريين ضبطاً للنفس في التعامل مع التحركات، قائلا انه «سيأتي يوم أقل ما يقال فيه إنَّ الجيش قد أنقذ لبنان».