كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
ما ان ارتفعت درجة الحرارة قليلاً، حتى اعتبرها الثوار فرصة لهم بعد اسبوعين عاصفين، لتأجيج حراك ثورتهم في البقاع يوم امس، بعدما اقتصر تحركهم في الايام الاخيرة على الاعتصام امام الدوائر الرسمية والاحتجاج داخل المصارف وشركتي الخلوي والكهرباء في البقاعين الغربي والأوسط.
وعلى أثر دعوة الثوار الى يوم “ثلثاء الغضب” انقسم الثوار البقاعيون الى ثلاثة أقسام:
قسم احتشد عند مستديرة زحلة حيث اعتصم المئات من قرى البقاع الأوسط و”عروس البقاع” مدينة زحلة، وهتفوا بإسقاط النظام الطائفي، واسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون ومنظومته. وجدّدوا مطالبتهم بانتخابات نيابية مبكرة بهدف الوصول الى آلية لمحاسبة الفاسدين واسترداد المال المنهوب.
وقسم آخر لبّى دعوة ثوار منطقة راشيا والبقاع الغربي الى الاعتصام عند مستديرة ضهر الأحمر، تعبيراً عن رفضهم تكليف حسان دياب ومطالبتهم بتنحّي الرئيس عون.
وقسم ثالث رفد الدعوة الى امام منزل الرئيس المكلف حيث احتشد المئات مطالبين باعتذاره عن التأليف، والى ساحتي رياض الصلح والشهداء. وتزامناً مع انطلاق حراك الغضب، قطع الثوار طريق برالياس، المرج، طريق الشام بالإطارات المشتعلة، وطريق جب جنين ـ كامد اللوز ـ البقاع الغربي، وعند مفرق جديتا العالي، طريق ضهر البيدر. وعند الساعة السادسة مساء، قُطعت طريق تعلبايا بالاتجاهين بالاطارات المشتعلة.
وعزا الناشط في الثورة في البقاع الغربي محمد الشياح برودة الانتفاضة في الايام السابقة الى اسباب عدّة: “من بينها الطقس العاصف، والوضع الاقتصادي الصعب للناشطين، عدا عن أن هناك حالات راهنت على اعطاء دياب فرصة التأليف، فوقعت في فخ التسويف”. كذلك من اسباب تراجع الثورة: عدم انتظام الصفوف فيها، فشكّل تأخّر دياب في تأليف الحكومة فرصة لدى البعض لاعادة ترتيب وضعه الداخلي لاخراجها من العفوية التي بدأت فيها عند الغالبية. وقال: “نعمل اليوم على تنظيم وضعنا، وعندما تكتمل الصفوف سنعود اقوى بكثير مما بدأنا”. واعتبر الشياح أن “الضائقة الاقتصادية ستساعد كثيراً في تزخيم الثورة، وبذلك ستثبت ان هذه الاحزاب فاشلة وغير كفوءة وانها لن تستطيع تأمين ابسط مقومات العيش لأي مواطن لبناني”.
وجددت الناشطة وصول غنيم دعوتها الى عدم اعتماد قطع الطرقات، الحراك الوحيد، انما تدعيم تحركات الشباب باتجاه القطاعات والمؤسسات الرسمية والشركات والمؤسسات العامة، وقالت: “ركزنا عملنا خلال الاسابيع الاخيرة على المؤسسات واستطعنا وقف العمل فيها بشكل اصبح التحرك يومياً وناجحاً واستطعنا تعطيل شركتي “ألفا” و”تاتش”، و”ليبان بوست”، والضمان الاجتماعي، عدا عن تحركاتنا باتجاه المصارف، حتى اصبح موظفو المصارف يعرفوننا، فبمجرد ان ندخل الى المصرف حتى يحلّ بعضهم الاشكالية مع المودعين”. واضافت: “في اليومين الاخيرين شعرنا باحباط بعدما تراجع زخم الثورة عند الغالبية”.
ولا يخفي الناشط حسين حرب ان انكفاء البعض بعد تكليف دياب، واجراء موجة اتصالات مع ناشطين وأحزاب وجمعيات، بهدف سرقة زخم الثورة عبر اطلاق وعود بتوزير ناشطين، أضعف الحراك، لكن بعدما اكتشفت هذه الأكاذيب عادت الثورة الى رونقها. اما الهدف الاساسي الذي نعمل عليه اليوم بعد فشل التأليف وفشل ادارة الازمة، فهو رفع شعار اسقاط الرئيس ميشال عون لانه رمز من رموز هذه السلطة الفاسدة، واجراء انتخابات مبكرة، وأي طرح بتأليف حكومة يكون خارج المنطق، لأننا سنبقى في دوامة التكليف والتأليف ولن نصل الى صيغة حتى نهاية العهد.