Site icon IMLebanon

بيروت تنبض “ثورة”.. ولدياب: “فل فل… منّك مستقل”!

كتبت مريم سيف الدين في صحيفة “نداء الوطن”:

قرر المنتفضون العودة إلى التصعيد، بعد أيام من الهدوء النسبي عاش فيها أهل السلطة حالة إنكار للواقع. وبينما كان رئيس الجمهورية يلقي خطاباً لا يحمل جديداً، ويكرر فيه النغمة ذاتها، عاد المنتفضون في بيروت إلى الشوارع وصعّدوا تحركاتهم، وفرضوا إغلاق جسر الرينغ وعدد من الطرقات بعد أن حاولت القوى الأمنية منعهم عن ذلك.

كما شهدت بيروت تحركات عدة أمس، فمن جسر الرينغ إلى أمام منزل الرئيس المكلف حسان دياب، مروراً بمصرف لبنان، كرر المنتفضون مطالبهم وهتافاتهم. فأكدوا رفض تكليف دياب أو إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، وهاجموا سياسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وحجز أموال المودعين في المصارف. ولقيت التحركات استحساناً من معظم المواطنين المتواجدين في المباني التي مر المنتفضون بقربها، فخرج هؤلاء إلى الشرفات لتحية المنتفضين. ولم يمض اليوم من دون استخدام القوى الأمنية للعنف ضد المتظاهرين أمام مصرف لبنان، بعد أن حاولوا الدخول إلى باحته. فوقع اشتباك بين الطرفين حيث جرح واعتقل عدد من المتظاهرين.

أسبوع الغضب” من الرينغ إلى مصرف لبنان

وفي “أسبوع الغضب” بدأت الاحتجاجات صباحاً، وازداد زخمها بعد أن نجحت مجموعة من المحتجين بإقفال جسر الرينغ، فانضم اليها المزيد من المتظاهرين واستمر قطع “الرينغ” طوال اليوم. وهو ما لم يكن يحصل خلال الأيام الأخيرة التي شهدت فتوراً في التحركات، إذ كان يعجز المتظاهرون عن قطعه لوقت طويل. وهتف المتظاهرون “هيلا هيلا هيلا هوو الساحة رجعت يا حلو” لتأكيد عودتهم. تزامناً أقفلت طرق عدة في بيروت بشكل متقطع. وعملت مجموعة أخرى على قطع الطريق أمام مصرف لبنان حيث استمرت الإحتجاجات لساعات، وانتهت بمشهد ضرب الهراوات وإلقاء القنابل المسيلة للدموع التي قابلها رشق بالحجارة. من ساحة الشهداء انطلقت مجموعة من المتظاهرين، توجهت إلى الرينغ ومنه اتجهت باتجاه منزل دياب. وعندما وصلت المسيرة إلى التقاطع بالقرب من مصرف لبنان، اختلف المتظاهرون في ما بينهم. فمنهم من أراد الاحتجاج أمام مصرف لبنان باعتباره المسؤول عن الأزمة، معتبراً أن التظاهر أمام منزل دياب فخ لإلهائهم عن معركتهم. ومنهم من رغب بالتوجه إلى منزل دياب لتأكيد رفض تشكيله الحكومة ومطالبته بالاعتذار عن التأليف. فكان أن مرّت المسيرة من أمام المصرف وأكملت باتجاه منزل دياب. إذ نجح من يملك الصوتيات والقدرة المالية الأكبر على جذب معظم المتظاهرين للسير خلفه، وفق ما يقول لـ”نداء الوطن” ماهر أبو شقرا، من مجموعة “لحقي” التي دعت للاعتصام اليوم أمام المصرف.

تزامن التحركان إذاً أمام المصرف وأمام منزل الرئيس المكلف بعدما لم يتفق المنتفضون على نقطة واحدة. وعلى مقربة من منزل دياب صادف المنتفضون حرس مجلس النواب الذين انتظروا مرور المسيرة، فهتف المتظاهرون منددين برئيس المجلس نبيه بري وبالمجلس. وأمام منزل دياب كانت قوى مكافحة الشغب والجيش على أهبة الاستعداد بانتظار وصول المتظاهرين. وطالب هؤلاء دياب بالاعتذار عن التكليف هاتفين: “فل فل فل منك مستقل”، وغنوا “حسان حسان حسونة مش حتشكل الحكومة، لو بتشك براسك ريش إنت وحزب الليمونة”.

وبينما تراجعت الاحتجاجات أمام منزل دياب، تصاعدت أمام مصرف لبنان. حيث واجهت القوى الأمنية محاولة بعض المحتجين الدخول إلى باحة المصرف بعنف وحزم. وكان لافتاً إطفاء الإنارة أمام المصرف عند بداية المساء، وكأن الأمر مقصود، فاعتصم المحتجون في الظلام. قبل أن يفضّ التحرك بالقوة.

يقول أبو شقرا إن “لحقي” كتنظيم سياسي حدد الخصوم، “وهم الأقلية الحاكمة، أي الزعماء السياسيون والمنتفعون وكبار المحتكرين، ومالكو المصارف ومصرف لبنان والكارتيلات الكبيرة. لقد أصبح الاشتباك معهم بعد أن سقطت الحكومة التي تعبر عنهم”. ويرفض حصر المعركة برياض سلامة، وإنما يعتبره أحد الخصوم، “خصوصاً أنه ألقى باللوم على الثورة وحملها مسؤولية ما وصلت إليه الليرة بشكل غير مباشر، كذلك أظهر خطابه للإعلام انعداماً للمسؤولية”. وعن القول بأن التحركات أمام المصرف استهداف من “حزب الله” لسلامة، يرى أبو شقرا أن لا أحد من قوى السلطة ومن بينهم “حزب الله” يرغب برحيله وإلا لما جددت له السلطة. ويعتبر أبو شقرا سلامة “مركز تقاطع بين قوى السلطة، وينفذ مصالح التركيبة بأكملها على حساب الناس لتحميلهم تبعات الأزمة”.