تنحبس الأنفاس ترقباً لتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا في الساعات الـ48 المقبلة كما يؤمَل، إعلاناً لولادة حكومية علّها تكون إنقاذية تروي غليل الثورة في أيامها الـ92…
وما أن شاعت إيجابية المناخ السياسي السائد اليوم، حتى انخفض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي ليقفل اليوم بين 2100 و2175 ليرة، بحسب ما كشف نقيب الصيارفة محمد مراد لـ”المركزية”، عازياً تراجعه من 2500 ليرة إلى “الأخبار الإيجابية حول اقتراب موعد تشكيل الحكومة، ما ينعكس إيجاباً على سعر صرف الدولار في السوق المحلية”.
وقال: لا شيء يحرّك السوق سوى التطورات السياسية الإيجابية، أبرزها اللقاءات المعقودة في عين التينة تمهيداً لإبصار الحكومة العتيدة النور، حيث بدأت رائحة التشكيلة الحكومية تفوح بالأسماء الموزّعة على الحقائب الوزارية.
واعتبر أن “كل تلك التطورات ترتدّ إيجاباً على السوق ما يدفع الناس إلى عرض الدولار للإفادة من الأسعار إلى أقصى درجة، فينخفض سعر الصرف”.
وعن توقعاته لإقفال سعر الصرف في حال تشكّلت الحكومة في الساعات المقبلة كما يُشاع، قال: كل ذلك يعود إلى الحالة النفسية لدى المواطنين، إذا كانوا مرتاحين فسيبادرون إلى إخراج الدولارات المخبّأة في منازلهم، وعرضها ليوازي سعر الدولار 2000 ليرة ويقف عند هذا الحَدّ أو أدنى إن شاء الله، كما سبق وطُلب منا في الاجتماع الأخير مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود والمدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، وأعضاء نقابة الصرافين.
وعن مصدر كميات الدولار المتداولة في سوق الصيرفة، قال مراد: سحب اللبنانيون كميات من الدولارات من المصارف بما يقارب 4 مليارات ووضعوها في المنازل، ها هي بدأت تظهر في سوق الصيرفة في الفترة الأخيرة، تُضاف إليها العملات الأجنبية التي تأتينا من الخارج يومياً جراء شحن الأموال من لبنان لتحويلها إلى عملات أجنبية. كما هناك أيضاً تحويلات تصل إلى لبنان للأفراد لتحويلها إلى الليرة.
وأكد أن “هذه العملية طبيعية روتينية، وبالتالي لا نتعاون إطلاقاً مع المصارف في هذا الموضوع، ولا تواصل معها بتاتاً كوننا أقفلنا حساباتنا المصرفية منذ 5 سنوات”.
وإذ قال “نقوم اليوم بدور المصارف التي لا تستطيع تلبية طلب السوق”، اعتبر مراد أن أيّ “تحرّك سلبي في اتجاه الصرافين سيخلق حالة استثنائية تُضرّ بالبلاد إلى درجة الانهيار”.