بالاستناد الى موجات التفاؤل التي بثّها الفريق الذي كلّف الرئيس حسان دياب، كان من المُفترض بالمولود الحكومي أن يُبصر النور نهاية الاسبوع الجاري كحدّ اقصى، باعتبار ان سعاة الخير عملوا على تفكيك الالغام “الصديقة” من امام مهمة الرئيس.
ومع ان فريق “اللون الواحد” السياسي ابدى منذ تكليف الرئيس دياب نيّته بتسهيل مهمته، لأن الاوضاع الدقيقة والحسّاسة التي يمرّ بها البلد لا تسمح بترف المناورات وتسجيل الاهداف السياسية كما يقول، الا ان ما ظهر اخيرا في المشهد الحكومي يُشير الى ان خلافات “اهل البيت” على الحقائب كمّا ونوعا تحت مسمّيات وعناوين متعددة على اشدّه، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تاريخ انتهاء صلاحيات هذه الحكومة الموعودة ما دامت الخلافات حولها قد نبشت منذ اليوم الاوّل على تكليف الرئيس دياب.
ويأتي في السياق، ما اعلنه عضو “اللقاء التشاوري” للنواب السنّة المستقلين النائب جهاد الصمد عن اتّجاهه الى حجب الثقة عن هذه الحكومة، واصفا إياها بـ”حكومة المستشارين المقنّعة”، لكنه استدرك أن قراره يعود إليه شخصيا فقط ولا يلزم تكتله.
وعلى الخط، فضّلت مصادر “اللقاء التشاوري” عبر “المركزية” “عدم اعطاء موقف من الشأن الحكومي حرصا على عدم التشويش على مهمة الرئيس المكلّف التي باتت في الامتار الاخيرة ويتوقّع ان تُعلن مراسيم الحكومة في الساعات المقبلة بعد معالجة العقد المتبقية التي ظهرت اخيرا”.
وأوضحت المصادر أن “لكل نائب في اللقاء الحق في التعبير عن رأيه وإطلاق الموقف الذي يراه مناسبا، فنحن في النهاية لقاء يضمّ مجموعة نوّاب وليس حزبا، وهم على تواصل دائم ومستمر ويومي للبحث في مختلف التطورات والمسائل المطروحة على بساط البحث”.
ولفتت الى أن “ما يهمّ اللقاء تشكيل حكومة تُشبه الرئيس دياب، التكنوقراط والمستقلّ الذي يتمتّع بصفات اكاديمية، وعندما التقيناه خلال الاستشارات النيابية غير المُلزمة في مجلس النواب ابلغناه اننا نؤيّد جهوده في تشكيل حكومة تحظى بثقة اللبنانيين، وأن تضمّ وزراء يمثّلون مناطق نواب اللقاء”.
وإذ رفضت المصادر التعليق على الخلافات القائمة بين فريق التكليف، أعلنت أن “اللقاء ينتظر صدور التركيبة الوزارية ليُحدد موقفه منها، وأن منحها الثقة مرهون ببرنامج عملها ومقاربتها لكيفية الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلد”. وشددت على أن “الاوضاع لا تحتمل المزيد من التأخير”.
ونفت مصادر “اللقاء التشاوري” أن “تكون الاسماء السنّية المستقلّة المطروحة في التشكيلة الوزارية نهائية، وعثمان مجذوب المطروح لتولّي وزارة التربية هو من حصّة الرئيس المكلّف”، مجددةً تأكيدها “اننا لا نرشّح اسماء انما “صفات” تُشبه الى حدّ كبير صفات الرئيس دياب، وعلى هذا الاساس نمنح الثقة للحكومة”.