رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “لا معالجة للثورة قبل معالجة الأسباب التي أدت إلى انتفاضة 17 تشرين الاول”، معتبرا أن “الانفجار الذي حصل في الشارع والسبب الرئيسي له هو سوء إدارة المؤسسات، غياب الرؤية، عدم وجود التخطيط وأمور اخرى مع انعكاس وقاع قطاع الكهرباء والانتفاخ الوظيفي وزيادة الدين العام”.
وقال بو عاصي، ردا على سؤال خلال مقابلة لبرنامج “الجمهورية القوية” عبر إذاعة “لبنان الحر”: “إن شارع حركة “أمل” و”حزب الله” يتحرك وفقا لأمر عمليات الحزبين، لكن شارع الثورة من المستحيل تحريكه من قبل أي فريق”، مشددا على أن “لا وجود للاعبين اقليمين او دوليين يحركون الشارع اللبناني ولا مخابرات تركية”.
أما على المستوى الأمني، فاعتبر بو عاصي أن “لا خطر من عسكرة الثورة لأن هذا الخطر يأتي فقط متى تعسكرت الطوائف”.
وفي الشأن الحكومي، شدد بو عاصي على أنه “لا يحق للخارج وضع شروط لتشكيل الحكومة إلا في حال تقديم المساعدات حينها يمكن ان يقدم شروطا”، آسفا لأن “هناك عدم ادراك من السلطة لخطورة الوضع بشكل واضح”. وأضاف: “يجب إما القول الامر لي وتشكيل حكومة من لون واحد وإما تشكيل حكومة تلبي مطالب الناس، اذ لا تستطيع الدولة ان تستمع الى مطالب الناس وتذهب للعمل كما تريد السلطة في آن معا فهذا يعني اما انفصام في الشخصية او استخفاف بعقول العالم”.
وتابع: “حزب الله كان يريد في الاساس حكومة سياسية و”التيار الوطني الحر” أيضا وفقا لنتائج الانتخابات الأخيرة وهذه وجهة نظر، لكن الشارع يطالب بحكومة اختصاصيين مستقليين ولأننا بظرف استثنائي يجب تشكيل حكومة كهذه”.
ورأى بو عاصي أنهم “لا يستطيعون الاستمرار بـ”تناتش” الحصص وتشكيل حكومة ظاهرها من اختصاصين ومضمونها سياسي، هذه جريمة بحق الشعب اللبناني”، مشددا على أن “حزب “القوات اللبنانية” مع الناس ولا يستطيع احد الكذب على الشعب بعد الآن”.
ولفت الى أن “الخلاف يجب ان يكون على البرامج وليس على الحصص لأن ذلك يعني تشكيل كذبة كبيرة وليس حكومة”، مشيرا الى ان “الفريق الآخر غير متجانس يجمعه التناتش والمصالح، ونوايا تقاسم الحصص في ما بينه واضحة تماما”.
وأردف قائلا: “لم نقدم هذا الكم الهائل من الشهداء والتضحيات من اجل الوصول إلى ما هو عليه لبنان اليوم. صحيح ان نجاحنا بتأمين خروج الدكتور سمير جعجع من المعتقل بعد 11 عاما وإخراجنا الجيش السوري من لبنان عام 2005 وهذا مهم جدا، وإنما للاسف ما زال بعضهم يعتمد نهج النظام السوري. استعدنا السيادة مع جوانب منتقصة ولكن في الوقت نفسه النتيجة لم تكن على قدر الطموحات، لذا ما زلنا نطالب بتغير الاداء”.
وتابع: “منذ الطائف الذي دفعنا ثمنه كثيرا ننادي بأن هذه المنظومة غير قابلة بنهوض البلاد واذا كانت هذه المنظومة بحاجة إلى تغيير فلنفعل ذلك. بعض الافرقاء يتصرفون بالنهج ذاته منذ العام 1990 ويعتبرون ان الوزارات ملكا لهم. استمر البعض وكأن هذه ليست بلادهم، اذ لا احد يبقى 10 و20 سنة من دون كهرباء وبمنظومة الاتصالات كما هي اليوم ولا محاولات لتحسين وضع الميزان التجاري. اعتقد اننا لم ندخل بمنطق بناء الدولة حتى اليوم”.