علمت «الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة قدمت معلومات للأرجنتين وكولومبيا والبرازيل والأوروغواي والبيرو، عن «شبكات دعم وتمويل» تابعة لـ«حزب الله» اللبناني، ضمن مساعيها لمحاصرة نشاط الحزب في أميركا اللاتينية، في إطار حملة الضغوط القصوى على إيران وأذرعها.
وقال مصدر دبلوماسي في واشنطن لـ«الشرق الأوسط»، إن «مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي (إف بي آي) اعتقل عدداً من المتورطين والمشبوهين من عملاء الحزب في تلك الدول»، مشيراً إلى «وجود معلومات عن عزم هؤلاء توسيع أنشطتهم داخل الولايات المتحدة».
وتزامنت هذه التحركات مع سعي الولايات المتحدة إلى توحيد جبهة دفاعية مكونة من 20 دولة من أميركا اللاتينية في مؤتمر مكافحة الإرهاب الثالث، الذي انطلق أمس في كولومبيا، بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. ودعا بومبيو عبر «تويتر»، دول العالم كافة، إلى تصنيف «حزب الله» اللبناني «منظمة إرهابية بشقيها العسكري والسياسي»، اقتداءً بالخطوة البريطانية الأسبوع الماضي.
وقال المصدر الدبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»، إن «هندوراس وغواتيمالا أبدتا عزمهما على تسمية (حزب الله) منظمة إرهابية، بعد أن أعلنت الأرجنتين والباراغواي ذلك»، داعياً الدول الأخرى إلى «اتباع هذه الأمثلة، وإعلان مزيد من الإجراءات القانونية لمحاصرة (حزب الله)».
وحسب وزارة الخارجية الأميركية، التقى بومبيو في كولومبيا، أمس، الرئيس الكولومبي إيفان دوكو، في بوغوتا، مؤكداً على «أهمية توحيد الجهود في مواجهة خطر الإرهاب ومحاصرة مصادر الدعم المتعددة، والتأكيد على الشراكة الأميركية القوية مع كولومبيا لمعالجة السلام والأمن للمواطنين ومكافحة إنتاج المخدرات والاتجار بها»، إضافة إلى مناقشة الأزمة الإنسانية للاجئين الفنزويليين.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، إن بومبيو تحدث في الاجتماع الوزاري الثالث لمكافحة الإرهاب في النصف الغربي من الكرة الأرضية في بوغوتا، «عن أنشطة (حزب الله) الإرهابي المدعوم من إيران في الدول اللاتينية، بعد حملة الاعتقالات التي نفذتها الباراغواي والبرازيل والبيرو لعملاء (حزب الله) في السنوات القليلة الماضية بتهم الإرهاب وغسل الأموال وغيرها».
وأشارت إلى أن «الولايات المتحدة تنضم إلى التجمع اللاتيني المكون من 20 دولة في مؤتمر مكافحة الإرهاب الثالث بالعاصمة الكولومبية، في أعقاب اجتماعين وزاريين سابقين في نصف الكرة الغربي لمكافحة الإرهاب استضافتهما في واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) 2018 وفي بوينس آيرس بالأرجنتين في يوليو (تموز) 2019».
وأفادت أورتاغوس، في بيان لها، بأن «الدول المتحدة اتخذت خطوات عملية في مكافحة الإرهاب، ومحاصرة منابعه، إذ تبنت الأرجنتين والباراغواي أنظمة لتسمية وفرض عقوبات على (حزب الله) وغيره من الجماعات الإرهابية خلال العام الماضي». وأضافت أن «الوزراء المشاركين أيضاً ناقشوا استضافة نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا المتعاطفين مع (حزب الله)، مما دفع الحكومة الأميركية إلى وضع فنزويلا على قائمة عدم المتعاونين في مكافحة الإرهاب منذ عام 2006».