أحدثت تصريحات زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، الثلاثاء رجة في صفوف المعنيين بتشكيل الحكومة في لبنان، حيث تسارعت، بعد المؤتمر الصحافي المثير الذي عقده في مقره ببنشعي شمال البلاد، وتيرة الاتصالات بين فريق 8 آذار وسط أجواء تتحدث عن أن إعلان الحكومة العتيدة سيتم خلال ساعات.
ووفق التسريبات فإن تيار المردة الذي لوح رئيسه بعدم المشاركة سيكون حاضرا في التشكيل الحكومي الجديد، عبر وزارتي الأشغال والعمل التي اختار لها ميشال نجار العميد السابق لكلية الهندسة في جامعة البلمند.
وغرد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل على حسابه بتويتر مساء “ساعات ونكون أمام حكومة جديدة”. وأوضح خليل “رئيس مجلس النواب نبيه بري بذل أقصى ما يمكن لتسهيل ولادتها وكان على تواصل مع الجميع طوال اليوم وتيار المردة جزء منها وحزب الله لم يتخلَ عن دوره الإيجابي أبداً”.
من جهته قال النائب جميل السيد القريب من حزب الله في تغريدة “كما يقال اشتدّي أزمة تنفرجي .. حصلت تنازلات متبادلة مع الرئيس المكلف مساء الثلاثاء وتحلحلت”، فيما بدا إشارة إلى قبول الرئيس حسان دياب بحكومة تضم عشرين وزيرا بعد أن كان يصر على تأليف حكومة مصغرة تضم 18 وزيرا.
جميل السيد: حصلت تنازلات مع الرئيس المكلف مساء الثلاثاء وتحلحلت
وكانت حكومة حسان دياب على أبواب الإعلان عنها الخميس الماضي لكن لعنة اللحظات الأخيرة أجهضتها، وسط اتهامات لباسيل بمحاولة الاستئثار بحصة الأسد من الحكومة.
وكان فرنجية الأكثر وضوحا في توجيه الاتهام لباسيل حيث صرح في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل ظهر أمس أن “طمع الوزير جبران باسيل وجشعه هو ما يعرقل تأليف الحكومة”، في إشارة إلى سعي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال للحصول على العدد الأكبر من الوزراء في الحكومة بما يمنحه حق “الثلث المعطّل”.
وأردف فرنجية الذي ينتمي وباسيل إلى ذات التحالف أي 8 آذار “نرفض أن يأخذ أيّ فريق الثلث المعطّل في الحكومة (الثلث يمكن أن يعطل أي قرار)، ولكن نحن لن نعرقل، وسنبقى خارج الحكومة”.
وقال زعيم المردة “فليشكل وزير الخارجية جبران باسيل الحكومة التي يريد فهو من يعرقل الحكومة بجشعه وطمعه، ولا يمكن القول إنّ من ينتفض على كرامته هو من يعرقل، ولا يمكن أن نلغي أنفسنا من أجل شخص يسير بنا إلى الهاوية”.
وفيما فهم من حديث فرنجية خروجه من حكومة الرئيس دياب الموعودة مع التعهد بمنحها الثقة، قالت مصادر إن جهودا تبذل لرأب الصدع بين فرقاء الصف الواحد المتحالف مع حزب الله لإعلان “تشكيل الحكومة في أسرع وقت”، وفق ما نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما تحقق فعلا لجهة منح زعيم المردة ما يريده أي حقيبتان.
واعتبر محللون أن هجوم فرنجية العنيف على باسيل ما كان ليتم لولا وجود ضوء أخضر من حزب الله الذي كشفت مصادر مقربة منه عن امتعاضه من أسلوب باسيل ورغبته المحمومة في امتلاك الثلث المعطل.
علي حسن خليل: ساعات ونكون أمام حكومة لبنانية جديدة
ويحرص حزب الله على تجنب ضرب العلاقة بينه وبين التيار الوطني الحر حيث تعد الرافعة التي يستند إليها في مواجهة الضغوط الداخلية والدولية على وجه الخصوص والتي تشي الخطوة البريطانية بتفعيل إجراءات ضم الحزب لقائمة الإرهاب بأن هناك توجها دوليا لزيادتها.
ومن صالح حزب الله تشكيل حكومة في لبنان في أسرع وقت ممكن في ظل التدهور الاقتصادي والاجتماعي الحاصل في لبنان معطوفا عليه الوضع الإقليمي والدولي الحرج والذي يفرض عليه تسريع توفير غطاء سياسي.
ويعد الغمز لفرنجية بالتحرك والتصويب على باسيل الخيار الأمثل لحزب الله خاصة وأن العلاقة بين الطرفين لطالما كانت متوترة في ظل تنافس شديد بينهما على الساحة المسيحية.
ويقول مراقبون إن تشكيل حكومة لا يعني أن الأزمة في لبنان تتجه لانفراجة، خاصة وأن هناك فيتو من قبل المحتجين على حكومة غير مستقلة سياسيا.
ويواجه لبنان منذ 17 أكتوبر مظاهرات شعبية، اتخذت في الأيام الأخيرة منحى خطيرا، وسط إصرار المتظاهرين على رحيل كل الطبقة السياسية التي يحملونها مسؤولية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها لبنان، ويدعو المحتجون إلى تشكيل حكومة تكنوقراط.
وإلى جانب الموقف الشعبي هناك تساؤلات بشأن موقف المجتمع الدولي فهل سيقبل بحكومة رسم ملامحها حزب الله وحلفاؤه؟ وهل سيمد يده لدعم لبنان اقتصاديا؟