التقت كنائس زحلة في لقاء صلاة من اجل وحدة المسيحيين، تحت عنوان “وأظهر لنا اهلها عطفا نادرا”.
عقد اللقاء في كاتدرائية سيدة النجاة، تلبية لدعوة مجلس اساقفة زحلة والبقاع وضمن أسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين، حيث أُقيم قداس وكانت عظة لرئيس دير مار الياس الطوق الأب سابا سعد قال فيها: “ما أشبه اجتماع اليوم باجتماع العنصرة منذ ألفي سنة، اذ تنادى تلامذة يسوع ومريم العذراء بارادة الهية، ليتلقوا نعم الروح القدس فيتجددوا بروح واحد ويتجندوا لخدمة البشارة.
وأضاف: “ويأخذنا هذا النهار الى المشهدية المصورة في انجيل القديس يوحنا في الفصل السابع عشر، حيث يبتهل السيد المسيح الى الآب الأزلي مصليا وطالبا لتلاميذه أن يكونوا واحد كما هو والآب فالوحدة المطلوبة في هذا الفصل الانجيلي تقوم على أمرين غاية في الأهمية: الأمر الأول: وحدة الثالوث هي صورة للهوية المسيحية، فكل لحظة انقسام هي عيش خارج هذه الهوية، وبالتالي الوحدة ليست ترفا أو وجهة نظر، بل هي الهوية بالذات. والقضية المركزية في قلب الكنيسة لأنها الوصية الأخيرة للسيد المسيح قبل مشروع الفداء. والثاني: أن ليس بامكان كيان غير موحد أن يشكل قوة استقطاب للآخر، فالبشارة لا تأخذ قوتها ومداها الا عندما يكون المسيحيون في العالم موحدين، وهذا ما تشير اليه الآية: ” فليكونوا بأجمعهم واحدا. ليؤمن العالم بأنك انت أرسلتني”.
وتابع:”هذا الانقسام يعطينا جوابا أن من أصل 7 مليارات انسان ليس هناك الا ميلياري يعتنقون المسيحية، متذكرين أن “الويل لي (انا المسيحي) ان لم أبشر”.
اضاف: “يهدف أيضا هذا اللقاء الى كسر جمود القلوب وتصلبها، والى الجرأة المستمدة والنابعة من الصلاة معا والتي تتجلى في: الخروج من القوقعة والشرنقة الى رحاب اللقاء الفاعل، التعبير عن الألم الناتج عن الأنقسام والتباعد، الجرأة في مواجهة الذات والاعتراف بالنقص والكسل والذاتية”.
وتابع:”كما يهدف اللقاء الى اهمية الجرأة في القول فأن الحقيقة الضائعة هي جلابة كل النزاعات، وولادة كل الخلافات، وخارج الحقيقة لا يمكن عيش السلام وبالتالي الفرح. الا ان الحقيقة النسبية والمؤقتة التي نمتلكها يجب أن لا تمنعنا من شعور القلق الدائم الذي يحثنا على متابعة المسير نحو الحقيقة المطلقة وهي يسوع المسيح”.
وتابع: “اننا ننتظر الوحدة ونؤكد أنها حاصلة لأنها ارادة المسيح، ولكننا ندرك أيضا أن رجال الكنيسة صغارا وكبارا كما المعمدين لا ينتظرون استجابة الصلاة بالترقب السلبي لوحدة بين المسيحيين تأتي جاهزة مكتملة ومعلبة، ذلك أن الوحدة المنشودة ليست معطى جامدا، بل هي قضية ومشروع عمل يومي، هي جهد وسعي مستمر، هي قابلية وطوعية لقبول التغيير واستعداد مؤمن للتخلي”.
وشارك فيه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، راعي ابرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر، القسيس رمزي ابو عسلي ممثلا الكنيسة الإنجيلية، الأب اليشان ابارتيان ممثلا الأرمن الكاثوليك، الأب طوني حمزو ممثلا السريان الكاثوليك، الأب سفر خميس ممثلا الطائفة الأشورية، المرنمة الدكتورة رانيا يونس وعدد كبير من الرهبان والراهبات وشبيبة الأبرشيات والمؤمنين.