Site icon IMLebanon

عشية عيد ميلاده الـ27 جاد كاد يفقد بصره في الثورة!

لم يدرك جاد اسطفان أنه سيدفع غالياً ثمن مشاركته في الثورة، وأن قنبلة مسيّلة للدموع ستحرمه من نظره في عينه اليسرى، وستضعف نظره في عينه اليمنى وتكسر عظام وجهه.

جاد اسطفان، ابن بلدة عوكر، قضاء المتن، صودف عيد ميلاده الـ27 الخميس 23 كانون الثاني. وتوجه في هذه المناسبة، إلى الثوار قائلاً: “الله يحميكم، أنتو أبطال، انتو عم تكتبوا التاريخ بإيدكم، نحنا رح نخلي اللبناني يرجع يفتخر بجواز سفره وبجنسيته اللبنانية”.

ويلفت في حديث لـ”IMLebanon” إلى أنه لم يندم أبداً لمشاركته في تلك الثورة الرائعة، ولو عاد به الزمن إلى الوراء لشارك من جديد، لأنه يحلم بلبنان الأفضل، الذي من أجله نزل إلى الشارع.

وعن الحادثة الأليمة، يقول جاد: “مثل كل الشباب، نزلت إلى الشارع منذ 17 تشرين الأول، كنا ولا زلنا مؤمنين أن تغييراً ما سيحصل. وفي اليوم الذي أصبت فيه، كنت موجوداً في ساحة رياض الصلح، وعندما بدأت القوى الأمنية تلقي علينا القنابل المسيلة للدموع انتقلت إلى شارع المصارف.

وأثناء ملاحقة القوى الأمنية لبعض المندسين الذين كانوا يراشقونها بالمفرقعات، التفتّ لأرى ماذا يحدث، فأصابت القنبلة وجهي، وكل ما أذكره بعد أن وقعت أرضاً، هو قيام أشخاص لا أعرفهم من الثوار بنقلي إلى الدفاع المدني، الذين نقلوني بدورهم إلى المستشفى.

وعن والديه، يقول جاد: “أهلي من الثانية الأولى وقفوا إلى جانبي ولم يشعروني أبداً أنني أخطأت بشيء ما، بل اعتبروني بطلاً وأكدوا لي أنهم فخورون بي”.

وقال جاد لموقعنا: “إلى كل الثوار الذين تعرضوا لإصابات مثلي، أقول لهم “عندما يتحسن وضع البلد، سنكون فخورين بأننا أُصِبنا بالثورة التي غيرت البلد”.

وتابع: “اليوم أنا أتابع ما يحدث عبر التلفاز وأشارك أيضاً في بعض الساحات ولكنني أبقى بعيداً عن الأماكن التي قد تتواجد فيها القنابل المسيلة للدموع أو المفرقعات، بسبب وضعي الصحي.”

وفي ختام حديثنا معه، يقول جاد عن الحكومة الجديدة: “قد تعمل قليلاً ولكنها لن تستطيع محاسبة الحكومة التي سبقتها لأن المسؤولين السابقين هم الذين أتوا بها”.

إستال خليل