كتبت مريم سيف الدين في “نداء الوطن”:
ولدت الحكومة، وبينما ننتظر التسمية التي ستطلق عليها رسمياً، بدأ المواطنون بإطلاق تسمياتهم، فأطلقوا عليها أسماء مختلفة: “حكومة الإنهيار”، “كبش فداء”، “حكومة جميل السيد وميشال سماحة”، وغيرها من الأسماء. وتقدم على تويتر، أمس، اسم #ما_في_فرصة للإشارة إلى الموقف الرافض لمنح الحكومة الجديدة فرصة، لكن ذلك لم يأت من عبث، إذ برر المواطنون موقفهم بأن الحكومة تشكلت وفق التحاصص الطائفي والحزبي. وعمل إعلاميون وناشطون على نبش تاريخ الوزراء الجدد لمعرفة خلفياتهم. فنشرت العديد من القصص التي تكشف تاريخ بعض الوزراء كما نشرت النكات حول التشكيلة الجديدة.
بالشكل، التفت المواطنون لارتفاع عدد النساء في الحكومة إلى 6. ونشر مغردون صور حكومات سابقة قارنوها بصورة الحكومة الحالية فاستنتجوا أن الثابت دوماً هو العلم اللبناني ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كما لفت انتباه المواطنين الحذاء الرياضي الذي ينتعله وزير الإقتصاد راؤول نعمة.
وبدأ إعلاميون وناشطون بالبحث في تاريخ الوزراء. وبمجرد قراءة السيرة الذاتية لوزير الداخلية محمد فهمي، ترحموا على زمن الوزيرة ريا الحسن. وربما يوم قالت الحسن “نشالله تجي حكومة تتعامل بطريقة أفضل يا رب” كانت تعلم إسم خلفها. فالوزير فهمي استلم رئاسة فرع الأمن العسكري في مديرية المخابرات زمن الهيمنة السورية. ويشغل فهمي اليوم منصب مستشار الأمن والسلامة لمجلس ادارة مصرف بلوم بنك، ما يعني أنه سيكون حازماً في حماية المصارف على حد تحليل الناشطين.
وعلى الرغم من تقدير العديد من المنتفضين لوزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار غير أنهم استغربوا قبوله بالطريقة التي عومل بها، وبنقل تسميته من وزارة إلى أخرى أقل شأناً ليستقر به الحال في وزارة البيئة وشؤون التنمية الإدارية.
ونشر المدير التنفيذي لمنظمة “سمكس”، محمد نجم، صورة لحساب وزير الإتصالات الجديد طلال حواط على موقع “لينكد إن”، وتشير إلى أنه عمِل في شركة “Sandvine”. ووفق نجم فقد قدمت هذه الشركة خدمات تقنية لتركيا وبلدان ثانية، تستخدم فيها برمجيات تسمح بالتجسس ضد المواطنين بحسب ما كشفه تقرير CitizenLab. وهو ما يقلق المواطنين، فهل ستستخدم الحكومة مهارات حواط للتجسس على اللبنانيين؟
وسرعان ما انتشرت صور لعماد حب الله وزير الصناعة، في مؤتمر صحافي عقده إلى جانب النائب حسن فضل الله، للدفاع عن المتهمين باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. حيث دافع حب الله عن المتهمين، معتبراً أن “إسرائيل” اخترقت داتا الاتصالات وربما تكون قد لفقت التهمة لـ”حزب الله”. ويُتهم حب الله من قبل وزير الاتصالات السابق بطرس حرب بمخالفة قانون المحاسبة العمومية وصرف 32 ملياراً و500 مليون لغير الغاية المخصصة لها. وتشير المعلومات إلى أن حب الله شغل رئاسة الهيئة الناظمة للاتصالات ثلاث سنوات اضافية بعد انتهاء ولايته، وخرج بديون على الهيئة بلغت مئة مليون دولار. كذلك اتهم وزير الصحة حمد حسن بالقيام بتوظيفات عشوائية عندما شغل منصب رئيس بلدية بعلبك، وبأنه قام بصرف مليارات الليرات بطريقة مخالفة للقانون قبل الانتخابات البلدية بأيام واسابيع، وأنه يملك مختبراً بني بالاعتداء على حرم النهر. وفي حين نجحت الحكومة في تعيين وزير مالية خبير اقتصادي وهو غازي وزنة، لكن الخيار لم يلق رضا المنتفضين باعتبار وزنة مستشاراً لبري. وسخر مواطنون من دمج وزارة الزراعة مع وزارة الثقافة. ولام عدد من الناشطين منال عبد الصمد لقبولها تولي وزارة الإعلام كـ”ممثلة للثورة” واعتبروها خائنة لها، بينما دعاها آخرون بمودة للاعتذار عن استلام المنصب، فيما نشر غيرهم صوراً تؤكد علاقتها المميزة بالحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه وليد جنبلاط. وفيما افتخرت الوزيرة زينة عكر عدرا بمنصبها كأول وزيرة دفاع في بلد عربي، ربط العديد من الناشطين بينها وبين زوجها جواد عدرا الذي طرح اسمه كوزير عن مقعد سني في الحكومة السابقة. ففيما فشل الزوج سابقاً بالوصول إلى الوزارة عن المقعد السني وصلت الزوجة على مقعد أورثوذكسي كما باتت نائبة رئيس الحكومة. لكن كثراً استغربوا اختيار صيدلانية كوزيرة للدفاع.