رأى النائب عن تكتل الجمهورية القوية زياد حواط أن معيار نجاح الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب مرتبط بمدى قدرتها على استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم، كما استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان، معتبرا ان هذه الحكومة ليست على قدر طموح الشباب الثائر منذ أكثر من مائة يوم مطالبا بأبسط حقوقه، متمنيا لو كانت تشكلت حكومة استثنائية في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها لبنان الذي يتخبط بأزماته المتعددة منذ أكثر من عشرين عاما لكانت أحدثت صدمة إيجابية إنما حصل العكس وجاءت ردة فعل الشارع المنتفض رافضة لها بشكل قاطع.
وأوضح حواط في تصريح لـ «الأنباء» أن موضوع الثقة التي سيمنحها التكتل لحكومة دياب رهن بقدرتها على تقديم بيان وزاري مختلف لا نسخة طبق الأصل عن البيانات السابقة، مشددا على مدى قدرة البيان الوزاري على مقاربة الملفات الاقتصادية والمالية والاجتماعية وملفات الفساد وسلاح حزب الله ومعالجة كل هذه الملفات من زاوية مصارحة اللبنانيين وإلا فلا مستقبل للبنان.
وأكد أن أمام الحكومة الجديدة تحديات كبيرة، أولها تقديم رؤية واضحة وصريحة عن حجم الأزمة التي يواجهها لبنان على كافة الصعد وكيفية إدارتها والتصدي لها بشكل صريح بعيدا عن إطلاق الوعود، لافتا الى ان اللبنانيين اليوم يقعون بين سوء إدارة الدولة وملاحقة قضاياهم الحياتية والمعيشية اليومية وبين الصراع الإقليمي الذي انهك لبنان.
ولفت حواط الى أن القوات اللبنانية سبق لها أن طالبت بحكومة من اختصاصيين مستقلين غير مرتبطين بالأجندات الحزبية والخارجية واعتبرونا أننا نعطل تشكيل الحكومة، مؤكدا أن موقف القوات يومذاك ناجم عن رؤيتها أنه لم يعد بمقدور هذه الطبقة السياسية أن تشكل حكومة في حجم المرحلة التي يمر بها لبنان خصوصا ان لاعبا جديدا فرض نفسه وبقوة على الحياة السياسية وهو هؤلاء الثوار في المدن والمناطق اللبنانية المختلفة الذين يرفعون الشعارات المطلبية.
واعتبر حواط أننا اليوم أمام حكومة جديدة عنوانها العريض لا يوحي بالثقة، آملا أن يكون الأداء الحكومي على قدر طموح اللبنانيين، مؤكدا ان ذلك مرتبط بطبيعة الجدية المفترض ان تتعاطى بها الحكومة مع الملفات الشائكة وكيفية مقاربتها للأزمة الخانقة التي تشتد على اللبنانيين يوما بعد يوم من غلاء في الأسعار وتراجع في الخدمات الأساسية وإقفال للمؤسسات، مشيرا الى ان هناك وزراء في هذه الحكومة يتمتعون بالمصداقية وعلينا الانتظار والمراقبة، والعبرة في النتائج.