كثّف المنتفضون احتجاجاتهم خلال عطلة نهاية الأسبوع في الوقفات الإحتجاجية والمسيرات والإعتصامات على أنواعها أمام المؤسسات والمرافق العامّة، ولم تخلُ ليلة السبت ـ الأحد من المواجهات بين عناصر قوى الأمن الداخلي وعدد من المتظاهرين. فيما انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي دعوات للحراك تطلب إلى المنتفضين في مختلف المناطق النزول إلى بيروت فجر الإثنين، لمنع الوزراء من الدخول إلى المجلس.
ودعت الطلاب الى إعلان الإضراب المفتوح والنزول إلى الطرق، وذلك اعتراضاً على إعطاء الثقة للحكومة الجديدة. كذلك أعلن عدد من المنتفضين تنفيذ «زنّار بشري» اليوم عند السابعة صباحاً، يحوط بوسط بيروت ويقفل كل المنافذ المؤدية الى مجلس النوّاب.
أكّد المغتربون اللبنانيون أمس، وقوفهم إلى جانب أهلهم في الوطن ودعمهم لمواقفهم منذ بدء انتفاضة 17 تشرين، فنظّموا تظاهراتٍ أمس في 26 مدينة، حيث رفع لبنانيو الإغتراب علمهم اللبناني ولافتاتٍ كُتب عليها «لا ثقة»، معبّرين عن رفضهم للحكومة الجديدة، وعن تضامنهم مع مطالب المنتفضين في لبنان.
وتشرف مجموعة «مغتربين مجتمعين» على التنسيق بين منظمي هذه التظاهرات. وتصدّرت العاصمة الفرنسية القائمة من حيث عدد المشاركين في التظاهرات، كذلك ضجّت كلّ من أمستردام وبرشلونة وبرلين وستوكهولم وروما ولندن وغيرها من المدن الكبيرة باللبنانيين المغتربين. فيما شهدت واشنطن مساء تحرّكاتٍ مماثلة.
مسيرات واحتجاجات
داخلياً، انطلقت مسيرة من ساحة العلم في صور، وجابت شوارع المدينة وصولاً إلى مصرف لبنان، حيث عبّر المتظاهرون عن رفضهم لـ«إعادة تدوير المحاصصة في الحكومة الجديدة»، مشدّدين على عدم إعطاء الثقة.
وفي صيدا، تجمّع ناشطو مجموعات الحراك وعددٌ من أهالي المدينة قرب محطة الكهرباء في عبرا، ثمّ انطلقوا في مسيرة تحت عنوان «لا لحكومة المحاصصة… لا ثقة»، وجابت شوارع عبرا مروراً بمفترق الخروبي وصولاً إلى ساحة الاعتصام عند تقاطع إيليا.
كذلك، نظّم حراك النبطية وكفررمان مسيرة تحت الشعار نفسه «لا ثقة»، انطلقت من أمام سرايا النبطية على وقع أغانٍ وطنيةٍ، في اتّجاه مبنى مصرف لبنان، حيث ردّدوا الشعارات المندّدة بـ«حكم المصرف».
ثم جابت المسيرة شوارع النبطية، فيما أشار المنظّمون، أنّ «هدف هذا التحرّك هو التشديد على ثلاثة عناوين، وهي معالجة الوضع الاقتصادي المتردي، معالجة أزمة المحروقات وأزمة الدولار»، مؤكّدين انّ «لا ثقة بالحكومة طالما الأزمات قائمة والمعالجات غائبة».
ودعماً للمتظاهرين في مختلف المناطق اللبنانية، نظّم ناشطون وقفة إحتجاجية في الهرمل رفضاً لـ»سياسة كمّ الأفواه وممارسات السلطة القمعية بحق المتظاهرين».
المواجهات
وبعد أن انطلقت المسيرات خلال ساعات نهار السبت من عدد من المناطق تحت شعار «لا ثقة»، تجمّعت في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت.
وقصد متظاهرون المدخل المؤدي إلى ساحة النجمة، وطرقوا على الجدران الحديدية التي وضعتها القوى الأمنية عند هذا المدخل، وأطلقوا هتافات في اتجاه السراي الحكومي تدعو رئيس مجلس الوزراء حسان دياب إلى التنحّي، وتصف حكومته بـ«حكومة المحاصصة السياسية»، وبادر عددٌ من المتظاهرين الى رشق عناصر القوى الأمنية المولجة حماية السراي الحكومي، بالحجارة، بعد ازالتهم الشريط الشائك.
وعلى الأثر، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر موقعها على «تويتر»: «بدأت أعمال الشغب والاعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين مغادرة ساحة رياض الصلح حفاظاً على سلامتهم»، لتبدأ بعدها المواجهات المعتادة، إنّما هذه المرّة من أمام السراي الحكومي.
وانتشر «فيديو» عبر مواقع التواصل الإجتماعي لأبٍ يحمل ابنه وسط المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وسط خراطيم المياه التي كانت موجّهة نحو المتظاهرين، ما أثار غضب روّاد هذه المواقع وطالبوا بتوقيف الأب على الفور.
أمّا في طرابلس، فانطلقت مسيرة عنوانها «الغليان» عند الثالثة بعد ظهر السبت من «ساحة النور» بدعوة من مجموعات ناشطة «لمناسبة مئوية 17 تشرين». وارتدى المحتجون الملابس الداكنة «حداداً على ضمير الطبقة السياسية». وإنطلقت المسيرة في شوارع المدينة، ردّد المشاركون فيها هتافات تدعو الى عدم منح الثقة للحكومة.