Site icon IMLebanon

جريصاتي: أغادر وضميري مرتاح.. وقطار: لشبك الارادة والادارة!

أكد الوزير السابق فادي جريصاتي أنه يغادر اليوم وضميره مرتاح ورأسه مرفوع لأنه لم يتخذ أي قرار يخجل منه”، قائلاً: “أعطيت من كل قلبي وخدمت بلدية بلدي وبيئته”.

وجاء كلامه خلال عملية التسليم والتسلم في وزارة البيئة، بينه وبين الوزير الجديد دميانوس قطار، في حضور المدير العام للوزارة برج هتجيان ورؤساء المصالح والدوائر في الوزارة.

وقال جريصاتي: “خلال الاشهر الثمانية كوزير للبيئة، كان التحدي الاكبر أن أسترد هيبة وزارة البيئة وهذا موضوع أساسي لأنه على فترة 20 سنة كانت الوزارة مهملة وكان هناك قرار سياسي بتحجيمها سواء بإمكاناتها البشرية أو المالية، وأنا على ثقة أن معالي الوزير كما أعرفك أنك ستكمل وستكون وزارة البيئة معك وزارة سيادية كما أردتها أنا أن تكون، والآهم أن تكون نظرة الناس للوزارة مختلفة، فبرأيي المتواضع لا زراعة في لبنان في غياب البيئة ولا صحة من دون البيئة ولا سياحة من دون البيئة. خلال هذه الاشهر الثمانية حاولت تطبيق شعاري الذي أطلقته منذ اليوم الاول “البيئة بتجمعنا” فقد حيدت نفسي عن السياسة تماما ولم أدل بأي تصريح سياسي طيلة هذه الفترة، ولم أشترك في أي حوار سياسي بقرار مني وليس لعدم إلمامي بالسياسة، وكانت قناعتي أن البيئة تجمعنا وتحتاج الى توحيد جهود كل الناس كي ننهض بها لأننا بغنى عن التشنجات”.

وأضاف: “بالنسبة الى ما وعدت به، هناك بيان وزاري صدر منذ سنة ووضعنا فيه بنودا والتزمنا بمعظمها رغم قصر الولاية، وأذكر على سبيل المثال:

. الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة:
خارطة طريق من 10 نقاط، موافق عليها من مجلس الوزراء، وأهم النقاط:
– مرسوم الفرز من المصدر.
– مرسوم النفايات الخطرة، و3 قرارات تطبيقية.
– قرار لجنة تنسيق شؤون قطاع النفايات.

. تطبيقا للقوانين والانظمة، اعتماد دراسات الأثر البيئي في إعداد المشاريع كافة وتنفيذها:
– اعداد ارشادات مفصّلة لتقييم الأثر البيئي في قطاعي النفط والغاز، والطاقة الهوائية.

. تطبيق قانون معالجة تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون وتنفيذ “خارطة الطريق له”:
– تفعيل التزام المؤسسات الخاصة من خلال تقديم الدعم التقني والمالي اللازم LEPAP.
– اعداد مخطط توجيهي استراتيجي لأقضية البقاع الغربي وراشيا.

. إعداد وتنفيذ سياسة مستدامة لقطاع محافر الرمل والمقالع والكسارات تتضمن إعادة تأهيل المواقع المشوهة بيئيا، واعتماد مخطط توجيهي يلزم المجلس الوطني للمقالع والكسارات والإدارات والأجهزة:
– سياسة للادارة المتكاملة لقطاع محافر الرمل والمقالع والكسارات، موافق عليها من مجلس الوزراء.
– مشروع مرسوم تعديل المرسوم 8803/2002 (المخطط التوجيهي للمقالع) موافق عليها مجلس الوزراء- باستثناء المصادقة على الخريطة والتي أجلت إلى الجلسة المقبلة.

. وضع حد لظاهرة الامتداد العمراني العشوائي من خلال اعداد وتنفيذ سياسة لحماية قمم الجبال والشواطىء والأراضي الزراعية والمساحات الخضراء، من خلال تطبيق مرسوم ترتيب الأراضي:
– موافقة مجلس الوزراء، بموجب قراره رقم 50 تاريخ 5/9/2019، على اقتراح وزارة البيئة اعداد مخطط توجيهي لحماية قمم الجبال والمناطق الطبيعية، وتنظيم استثمار الشواطىء والمساحات الخضراء والأراضي الزراعية في لبنان، وتكليف مجلس الإنماء والإعمار اعداده، على أن يصار إلى التنسيق بهذا الخصوص مع الوزارات المعنية.

. تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وخطة العمل 2016-2030 التي أقرتها الحكومة السابقة:
– قانون للمناطق المحمية، بعد 22 سنة على اعداده.
– 4 مشاريع قوانين محميّات بانتظار اقرارها من المجلس النيابي على أمل أن نبارك لك فيهم (الريحان واللزاب – الضنية قبل عهد هذه الحكومة، وشاطىء العبّاسية، والنميرية في عهد هذه الحكومة)
– 3 بانتظار احالتهما إلى المجلس النيابي (رأش الشقعة – البترون، عندقت، حرمون)
–  محميات في طور انجاز المستندات الخاصة بها تمهيدا لموافقة مجلس الوزراء عليها.
-. إصدار المراسيم التطبيقية لقانون حماية نوعية الهواء وتحفيز العمل المناخي (رقم 78/2018):
– موافقة مجلس الوزراء على الاستراتيجية الوطنية لإدارة نوعية الهواء 2015-2030؛
– الموافقة على إبرام اتفاق باريس الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
– الموافقة على الانضمام إلى تعديلات كيغالي- روندا المتعلقة ببروتوكول مونتريال حول حماية طبقة الأوزون من المواد المستنفدة لها”.

واضاف جريصاتي: “تسنى لي التعرف الى مئات من بلديات لبنان واجتمعت مع حوالى 520 بلدية بالمباشر وغير المباشر، وزرت كل محافظات لبنان وهذه واجباتي، وقمنا بأكثر من 120 جولة على المناطق اللبنانية وتعرفت الى مناطق لم أكن أعرفها وهذا يعطيك حافزا للدفاع أكثر عن البيئة وللحفاظ على البلد”.

وختم بتوجيه الشكر الى رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل “الذي كلفني ووثق بي، والشكر الثاني لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي هو القائد والملهم بالنسبة إلي وأعطاني كل الثقة والدعم، والشكر ايضا للرئيس سعد الحريري الذي أعطاني الدعم ولكل الوزراء الذين تعاونت معهم في ملفات عديدة، والشكر للنواب وأخص رئيس لجنة البيئة النائب مروان حماده الذي أخذت منه دعما كبيرا، والشكر لفريق عملي الذي بمعظمه عمل مجانا، كما أشكر من كل قلبي فريق عمل وزارة البيئة فردا فردا، وتغيرت نظرتي الى وزارة البيئة من ورائكم وأعدكم أنني سأبقى أبذل جهدي لتنالوا حقوقكم ولتتغير نظرة الناس تجاهكم، فهناك حكم مسبق وظالم على موظفي الدولة والتعميم أصبح موضة “كلن يعني كلن” علما أن لدينا طاقات رائعة في وزارة البيئة نفتخر بها، وهؤلاء الموظفون على قلتهم لأنهم 100 موظف فقط نأمل أن يأخذوا حقهم وينصفهم الشعب اللبناني. كما أشكر والدي وهما من أبناء الدولة، وكذلك أشكر ربي على منحي هذه الفرصة، وأخيرا الشكر من قلبي لزوجتي وبناتي ولا سيما في الاشهر الثلاثة الاخيرة على ما تعرضنا له من اهانات وظلم واضطهاد وأعتذر منهن، وأنا اليوم أسلم لصديق شخصي وصديق للعائلة وأنا أغادر مرتاح الضمير ومطمئن بأن وزارة البيئة ستكون بألف خير مع رجل مؤسسات وانسان معروف بنزاهته وبنظافة كفه ومهنيته، وسأكون الى جانبك كما أنت فعلت معي، ولا أنسى الاعلام الذي كان الى جانبي وأعطاني حقي”.

ثم تحدث قطار، فشكر جريصاتي على كلامه “وهو إبن عائلة عميقة في القضاء والقانون واحترام الدولة، وللأسف كانت فترة توليه الوزارة قصيرة وبالجهد الذي قام به يعتقد الانسان أنه مضى عليه سنتان في وزارة البيئة وليس 8 أشهر”.

وقال: “فور تسميتي لوزارة البيئة إتصل بي كل اصدقائي الاجانب لتهنئتي لأنهم يعتبرون أنها أهم وزارة في الدولة، أما اصدقائي اللبنانيون فاتصلوا بي وكأنهم سيعزونني على هذا الامر”.

وأضاف: “أنا واثق أن الجهد الذي تم بشكل تراكمي في هذه الوزارة وبمجهود كبير وبصلاحيات ضيقة يمكن أن نتقدم في المرحلة المقبلة، وأذكر في الصليب الاحمر عندما دربونا على الاولويات قيل لنا إن من يصرخ لا تنظر اليه بل أنظر الى من لا يصرخ، فربما وضعه أكثر صعوبة وربما قلبه متوقف، وفي البيئة ربما سنذهب الى الاولويات التي فيها مخاطر أكثر من الصوت الاعلى، وهذا ما لمسته في الاولويات في خلال خلوتي الاولى مع الوزير جريصاتي وما زالت لدينا جلسات أعمق”.

وأكد “أن موضوع البيئة ليس موضوع ادارة بل هو مثل دراجة هوائية بدولابين: دولاب الارادة ودولاب الادارة. الارادة تنطلق من المنازل الى البلديات الى اصحاب المصالح والسلطة، واذا استطعنا أن نشبك شبكة الارادة بشكل صحيح فهي الدولاب الامامي الذي يدفع الى الامام، أما الدولاب الخلفي فهو الادارة اي ادارة البيوت والاحياء والبلديات ومستوى الدولة والمجتمع المدني وكل السلطات المعنية بإدارة البيئة. وأعتقد أننا اذا شبكنا الارادة مع الادارة تتقدم ليس فقط وزارة البيئة الى واقع أقوى بل يتقدم لبنان الى واقع أفضل، الناس تريد كل شيء بسرعة وتبين معنا أن هذا النوع من الادارة يوصلنا الى ازمات كبرى، وأعتقد أننا في هذه الوزارة ليس لدينا وقت لبعض المواضيع إنما لدينا وقت لنفكر ونفعل في مواضيع أعمق وأبعد، ونتمنى لك التوفيق ونتمنى لكل الفريق الجهد والقدرة لي ليكملوا في هذه الوزارة الدقيقة والمهمة جدا والتي تحتاج الى عمل كبير، وقد ظهر الوزير جريصاتي بحركته وإرادته الصلبة أن البيئة موقع استراتيجي في قلب لبنان، وأعتقد أننا اذا إستطعنا الاستمرار بالمحاور التي انطلقت يمكن أن نؤكد أكثر وأكثر على اهمية هذه الوزارة كي لا تكون وزارة النفايات، ويجب ألا نقرأ أن وزارة البيئة هي وزارة النفايات، فالنفايات أزمة تبدأ من ارادة الناس قبل ادارة الدولة وشكرا”.