تفقد وزير الثقافة والزراعة عباس مرتضى المبنى الذي تعرض للانهيار في منطقة الأشرفية، بحضور الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير والمدير العام للأثار المهندس سركيس الخوري.
وأسف مرتضى لـ”خسارة مدينة بيروت أحد الأبنية التراثية التاريخية”، لافتا إلى أن “البناء القائم على العقار رقم 1117 في منطقة الأشرفية العقارية هو من الأبنية التراثية المميزة في مدينة بيروت، وهو يعود لنمط الأبنية ذات البهو الوسطي والقناطر الثلاث”.
وأشار إلى أنه “سبق للمديرية العامة للأثار ان قامت بالكشف على هذا العقار عندما تقدم طلب في عهد الوزير طارق متري وأبدت بموجب كتابها رقم 1086/2007 عدم موافقتها على شطب هذا البناء المصنف ضمن المجموعة “ب” في لائحة الأبنية التراثية المجمد هدمها في مدينة بيروت، وذلك لأهميته، ومبدية أيضًا ضرورة مبادرة مالكي العقار لترميمه وفقًا للأصول كونه يعاني من بعض المشاكل الإنشائية التي تستوجب المعالجة حفاظًا على سلامة البناء التراثية والسلامة العامة”.
وقال: “ما لمسناه أن الأمر لم يؤخذ على محمل الجد وأهمل، وما أريد قوله إني اتصلت بوزير الداخلية وبكل القيمين والمعنيين لأنه من غير المسموح تجاهل مثل هذه المباني التراثية لما تشكل من قيمة معنوية وتاريخية لمدينة بيروت. ونسعى لمعرفة سبب انهيار المبنى سواء عن قصد أو غير قصد، لن نتساهل في هذا الموضوع خاصة وأن في المنطقة عددًا لا يستهان به من المباني التراثية التي تختزن حضارة وعراقة مدينة بيروت. وندعو كل الأجهزة الأمنية والمعنية لفتح تحقيق في انهيار هذا المبنى وتحويل الملف إلى القضاء”.
وردا على سؤال عن عدم استجابة أصحاب المبنى لكتاب موجه من مديرية عام الأثار عام 2012 يطلب الترميم، وإذا كان الانهيار مقصودًا، قال: “كل ما حصل سيوضع في ملف برسم الجهات المعنية، وسيتحمل المسؤولية كل من تجاهل الموضوع لأنه لن يكون هناك أي تساهل بما حصل، وقد يكون ما حصل مخططًا له عن سابق نية، ونحن نتوقع كل الاحتمالات سيفتح التحقيق على مصراعيه وما يصدر عن القضاء يبنى على الشيء مقتضاه”.
بدوره، أمل خير “ألا تتكرر الحادثة ودائما بتوجهات من رئيس مجلس الوزراء حسان دياب لمواكبة ما يجري والاطلاع على الوضع الاجتماعي للأشخاص”، داعيًا “البلديات في كل المناطق، وبناء على التعميم الذي وصل من وزارة الداخلية، إلى وضع لائحة بالعقارات التي تحتاج الى ترميم سواء كانت تراثية أو غير تراثية، كي لا يتكرر ما حصل أيضًا في مدينة طرابلس”.
وبعد ذلك، جال وزير الثقافة والوفد المرافق على عدد من الأبنية التراثية في الأشرفية.