Site icon IMLebanon

عندما قال نصرالله “لقد ملأتم قلبي قيحاً”… تشكّلت الحكومة

مع تأليف الحكومة من فريق الاكثرية المتصارع والمتعارض، وبعد إقرار الموازنة في مجلس النواب، سنشهد أقطاب مكونات هذه الاكثرية يتوافدون تباعاً الى حارة حريك، لتوضيح موقفهم الذي خرج “عن الخط” خلال الاشتباك أثناء عملية التأليف، الامر الذي أظهر أن هذه الاكثرية لا رابط بينها، وكل فريق منها يسبح في فضاء أمنياته التي يبحث عن تحقيقها بشتى السبل.

ووفق مصادر قوى “8 آذار” فإن “أول الوافدين الى مقر “الحارة” كان وفد الحزب “السوري القومي الاجتماعي”، الذي لا يحتمل زعلاً ولا زغلاً بينه وبين “الحزب”، لأن نائبين من كتلته الثلاثية ما كانا ليدخلان الى البرلمان لولا “التكليف الشرعي” الذي وزّع الاصوات التفضيلية، وأمّن فوز كل من أسعد حردان وألبير منصور، وحتى سليم سعادة في الكورة نال حصة من أصوات هذا التكليف “على قلتها”، وحكماً سيتبعه الآخرون، وربما يحتاج بعضهم ليس إلى مسؤول ملف الوزراء والنواب وكبار الموظفين نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، الذي كان كثير الوفاء مع بلدته كفرملكي التي حازت على وزير للمرة الأولى في تاريخها هو عماد حب الله، إنما الى السيد حسن نصرالله بذاته، خصوصاً في ما يتصل بالمرشحين الرئاسيين سليمان فرنجية وجبران باسيل، وإن كان العتب المضمر وغير المعلن من قبل “الحزب” هو أكبر على الزغرتاوي منه على البتروني”.ومن اطّلع على مسار تأليف الحكومة، خصوصاً في اليومين الأخيرين، يعرف أن الذي جعل المحركات تعمل بكل قوتها، لا سيما على خط عين التينة باتجاه “القومي” و”المردة”، وأفضى الى تنازل الرئيس حسان دياب عن التمسك بصيغة الثمانية عشر وزيراً وتنازل جبران باسيل عن الوزير الارثوذكسي الاضافي، يعود إلى عبارة كانت صادمة للجميع، إذ كلّف نصرالله موفده الامني الدائم وفيق صفا إيصالها الى من يعنيهم الامر ومفادها، “يا حاج وفيق أبلغهم جميعهم أن السيد نصرالله يقول لكم لقد ملأتم قلبي قيحا”، وفق المصادر نفسها.

وكعادته، سارع صفا الى إيصال الرسالة القاسية التي تستبطن قرفاً صريحاً من نصرالله جراء “الولدنات” التي دخل فيها حلفاؤه المتنازعين على الحقائب وعدد الوزارات، بينما هو منشغل الى فوق رأسه بمرحلة ما بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، حيث اصبح هو القائد الوحيد للمحور الذي تعاون مع سليماني في أحلك الظروف على قيادته.

أول من وصلته الرسالة كان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان يعمل على تشكيل تكتل وزاري ونيابي من ضمن الاكثرية، قوامه هو و”المردة” و”القومي” في مواجهة باسيل والنائب طلال ارسلان، فسارع الى استدعاء اسعد حردان وأبلغه إما أن تقبل بالوزير الدرزي او تنسحب بإيجابية، وهو يعرف سلفاً انه لن يقبل بالدرزي، فكان أن رضخ حردان للانسحاب وحصل بري على مراده وهو إدخال جنبلاط الى الحكومة لضمان هدوئه في مرحلة ما بعد التأليف، ثم تواصل مع رئيس “المردة” سليمان فرنجية الذي أصر على وزيرين فكان له ما أراد وقبل ارسلان بوزير مع حقيبتين.

وتقول المصادر: “هذا الواقع الذي لا يخفي أركان الاكثرية أنه مؤلم، دفع بالمعنيين بالاستحقاق الرئاسي المفتوح منذ اليوم الاول للعهد، أن تداعياته على مستوى قيادة “الحزب” وفي الظرف الحساس والصعب ليس بالامر الذي يمكن “بلعه” بسهولة، فسارعوا الى بعث الرسائل وعبر الموفد الامني الدائم نفسه أي وفيق صفا، خاطبين ودّ السيد من جديد، إلا أن لا جواب يشفي غليلهم بعد”، مضيفة أن “الايجابية الوحيدة التي سجلت في خانة قيادة حزب الله، هي أنها تحررت الى حد كبير من الضغط الذي كان يمارس عليها من مرشحي الرئاسة فرنجية وباسيل، للحصول على تعهد بالدعم في الاستحقاق الرئاسي المقبل، وصار الجواب واضحاً: “للرئاسة توقيتها وظروفها المختلفة حكماً عما سبق انتخاب الرئيس ميشال عون”، إلا أنه، حسب المعطيات، النقزة كبرت من فرنجية مع مراعاة إيجابية لمصلحة باسيل، وهذا الامر سيبقى يشغل الرجلين في حين أن “الحزب” سيرتاح من “نقّهما” المتواصل ليتفرغ الى ما هو أهم وأكبر وأخطر”.