اعتبر الرئيس سليم الحص في بيان، أنه “بالامس أطل علينا الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمشهد هوليودي استفز مشاعر العرب مسلمين ومسيحيين، ويصح فيه القول أنه مشهد مهين للشرعة الدولية، ضاربا عرض الحائط قرارات الامم المتحدة، معلنا عما يسمى بصفقة القرن للسلام بين الفلسطينيين والعدو الاسرائيلي، وكأن السلام بحاجة إلى صفقة بمثابة جريمة نكراء، لأنها أهدرت حق شعب، وطمست أنبل قضية وجدانية تلغي وطنا عربيا اسمه فلسطين”.
وقال: “بإعلانه عن الصفقه الجريمة، بدا الرئيس الاميركي متفاخرا بجريمته، وكأنه ملك على غابة بلا قوانين، يمتلك حق الضم والفرز لتوزيع أرض فلسطين التاريخية، كما يحلو له وبما يخدم المحتل الاسرائيلي. لا غلو بالقول، لقد خذلنا بعض العرب بحضورهم ذاك الاعلان عن الصفقة المقيتة، وكأن فلسطين صارت عبئا عليهم، وإنهاء قضيتها باتت تتقدم أولوياتهم، جاعلين من العدو الاسرائيلي المحتل لارض فلسطين حليفا وصديقا”.
وأضاف: “أمام هذا المشهد المقزز، نقول بأن بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعا، لأن تمادي الاحتلال الاسرائيلي المستمر بهضم الحق العربي، مدعوما بصلف أميركي وموافقة بعض العرب، أضحى أمرا عاديا والعياذ بالله”.
وتابع: “إنطلاقا من واجبي القومي وبضمير عروبي خالص، أتوجه للاخوة الفلسطينيين لاقول، ان فلسطين هي القضية الساكنة في القلب والوجدان، لانها بوصلة الاحرار في العالم. فلسطين تتكالب عليها قوى الشر والظلم بتواطؤ فاضح من بعض الدول العربية، تارة عبر مبادرات أثبتت عقمها، أو الشروع بمفاوضات مع العدو المحتل لم تؤت أكلها، أو عبر صفقة القرن أقل ما يقال فيها انها اغتصاب القرن، وكل ذلك بهدف انهاء القضية والحقوق الفلسطينية”.
وتوجه الى “المناضلين في فلسطين” بالقول: “لا تعولوا على المبادرات الدولية، فالدول تحكمها لغة المصالح ولا تفاوضوا محتلا غاصبا، لأن المحتل لن يقدم أي تنازل طالما بقي قويا، فهو الذي احتل أرضكم واغتصب حقوقكم وهدم منازلكم، وشرد أهلكم، واعتقل المناضلين مصرا على قهركم، مزورا التاريخ، ساعيا الى رسم خارطة جديدة للمنطقة بحيث تلغى منها فلسطين التاريخية. ها هو ترامب تراه لاهثا خلف مشروع تهويد القدس بتغيير هويتها العربية، لاغيا صفحات التاريخ إرضاء لعدو مغتصب”.
أضاف: “أيها الفلسطينيون المقاومون، اعتمدوا فقط على سواعدكم في مقاومة الاحتلال وحصنوا وحدة موقفكم من أجل انهاك قوة المحتل وتقطيع سبل احتلاله، وتذكروا بأن سلاح الموقف هو أمضى سلاح”.
وتابع: “أيها الاشاوس في فلسطين، ان الحق المغتصب، لا يسترد بالمفاوضات ولا بصفقات سلام مذلة، بل إن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فلا سلام ولا مساومة ولا اعتراف بمحتل غاصب. ان فلسطين ستبقى قضية الامة تتوارثها الأجيال، أما القدس فهي تمثل نبض القضية وروحها الجامعة للاديان السماوية”.
ورأى أن “هول ما تتعرض له فلسطين من تواطؤ وتآمر، يجب ان يكون سببا في التئام الموقف الفلسطيني وانهاء الانقسام الفلسطيني الحاصل فورا، ودون اي تلكؤ تلبية لارادة الشعب الفلسطيني المتمسك بالمقاومة والانتفاضة ضد المحتل، وذلك لمواجهة ما يحاك ضد فلسطين التاريخية وشعبها الأبي، وبما يضمن اسقاط الصفقات ومنع حصول اغتصاب القرن المعلن في أميركا بتواطؤ عربي فاضح”.
وقال: “إن دماء الشهداء الأبطال أمانة في اعناقنا، فلا تدعوا دماء الشهداء الزكية تذهب هدرا او هباء منثورا، بل اجعلوا من تلك الدماء التي سالت لأجل فلسطين ومن أرواح الشهداء التي قدمت فداء لفلسطين، مشعلا يضيء درب انتفاضة مجيدة ضد العدو الاسرائيلي، وذخيرة تقاومون بها المحتل الغاصب لنيل الحرية، ولتكن رسالة فلسطينية بأنكم شعب يستحق الحياة بكرامة فلا تخذلوا الشهداء، وحافظوا على العهد والوعد ولا تخذلوا الاجيال القادمة، واجعلوها تفخر بكم وبنضالكم، واجعلوا البوصلة دائما نحو الهدف المنشود، وهو تحرير فلسطين كل فلسطين من عدو مغتصب”.
أضاف: “أحبائي الابطال في فلسطين. أقول لكم وإني على يقين مخلص لفلسطين. إن ضاعت القدس ضاعت كل فلسطين، وإن ضاعت فلسطين ضاعت الأمة العربية، وضاع معها تاريخها وعزتها وكرامتها. مدينة القدس فيها ولد السيد المسيح، وفيها عرج محمد رسول الله، وفيها تلتقي الاديان وعظمة الرسالات الالهية التحررية ايمانا وانتصارا للانسانية، فالقدس هي قطب الرحى”.
وتابع: “أيها الفلسطينيون الأبطال، أنظارنا شاخصة نحوكم، نتطلع إليكم، ننتظر شرارتكم لاشعال الانتفاضة العارمة في وجه العدو الغاصب رفضا لكل الاتفاقات والصفقات دفاعا عن فلسطين ونصرة للقدس. فاتحدوا وانتفضوا وقاوموا الاحتلال واجعلوا من انتفاضتكم ومقاومتكم آية تدرس في كتب النضال المشرف، لتبقى فلسطين عربية الهوية وعاصمتها الأبدية القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى. ومهما بلغت التضحيات”.
وختم: “من تخلى عن فلسطين تخلى الله عنه وهزمه، ومن أعز فلسطين أعزه الله ونصره، وإنني على ثقة أن فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، ستبقى في ضمائرنا، وفي وجداننا عربيه الهوية حرة عزيزة مهما طال الزمن”.