الرسالة التي وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى محازبي حركة “امل” خصوصا واللبنانيين عموما يحذرهم فيها من فتنة في لبنان يعمل “بعض مستغلي الشارع” على وأدها ودعوته تاليا “الحركيين” الى الخروج من الساحات لتجنب الوقوع في فخ الصراع المذهبي، هذه الرسالة ومنذ لحظة توزيعها من عين التينة بعد ظهر امس هي موضع عناية ودراسة من قبل الاندية السياسية والديبوماسية على حد سواء لمعرفة خلفياتها وابعادها.
نائب حركة “امل” عن الدائرة الثانية في البقاع محمد نصرالله يقول، لـ”المركزية”: “إن كلام الرئيس بري وما تضمنته الرسالة التي وجهها الى اللبنانيين ليست للتخويف، انما ترتكز الى قراءات دقيقة ومعطيات قد تكون توافرت لدى رئيس المجلس، وله وحده ان يكشف عنها، ولكن اسمح لنفسي هنا ان اقول ان تداعيات “صفقة القرن” التي لن تكون دول المنطقة في منأى عنها وبالطبع منها لبنان كونه ساحة مفتوحة لكل ما يجري في المنطقة ولديه على ارضه من الفلسطينيين المسلحين الذين من البديهي ان يتحركوا رفضا لهذه الصفقة مع ما تتضمنه من مؤشرات واضحة لتوطين فلسطينيي الشتات في الدول التي يوجدون فيها، كل ذلك يستدعي التحسب واتخاذ الخطوات اللازمة لتجاوز مفاعيل هذه “الصفقة” – الصفعة، مع الأخذ بالاعتبار ان غالبية اللبنانيين يرفضون التوطين ولهم مع الفلسطينيين المسلحين تجارب مريرة”.
وهل من تخوف من فتنة سنية – شيعية انطلاقا من المناوشات التي تجري على الارض وفي ساحات الحراك، يقول نصرالله إن “هذا الموضوع تم تجاوزه منذ زمن، ولم يعد في الحسبان لدى الجانبين وذلك بفضل قياداتهما الواعية لهذه الاخطار، وتاليا فإن الخطر الامني الوحيد قد ينتج عن مفاعيل صفقة القرن، وما قد يرافقها من تدخلات خارجية بغية فرضها كأمر واقع”.
النائب عن دائرة البقاع الاولى في كتلة “المستقبل” عاصم عراجي يقول: “هناك شرخ بل صراع سني – شيعي في المنطقة. وأعتقد اننا في لبنان ومن خلال الاجتماعات الدورية التي كانت تعقد في عين التينة برعاية الرئيس بري بين حزب الله وتيار المستقبل تجاوزنا هذا الموضوع وأصبح وراءنا. كما ان الرئيسين بري والحريري كانا تطرقا في اكثر من لقاء بينهما الى هذا الامر، وهما حريصان على منعه بكل الوسائل المتاحة وفي مقدمها الحوار الذي كان استباقيا وجاء تحصينا لمواجهة مفاعيله سواء أتت من الشارع او عبر اي جهة اخرى”.
ويضيف: “اما بالنسبة الى ما تخلفه صفقة القرن من تداعيات فأعتقد ان غالبية اللبنانيين رافضة لهذه الصفقة وعلى استعداد لمواجهتها والحؤول دون تطبيقها كما الفلسطينيين الموجودين في لبنان على ما اكدت قياداتهم منذ زمن رفضها للتوطين واصرارها على حق العودة”.
أما الناشط في الحراك العميد المتقاعد جورج نادر فيقول إن “الثورة، كما يعرف الجميع وعلى ما تدل الوقائع، سلمية الطابع، والخوف الوحيد من حرفها في اتجاه الشغب هو من تدخل العناصر الحزبية والاندساس فيها. لذلك على الرئيس بري الاقدام على سحب محازبيه من الشارع، كما على سائر الاحزاب الاخرى”.
ويتابع: “إن ابناء الثورة كما اهلها والمؤيدون لها يحرصون على المحافظة على طابعها السلمي كونهم هم سلميون ويسعون الى بناء الدولة العادلة والقادرة البعيدة عن المفهوم الطائفي والحزبي”.
ويدعو السلطة الى “وقف سعيها لتطييف المتظاهرين وأن تنظر اليهم بعين واحدة”، سائلا: “هل أوقفت الاجهزة من اقدم على ضرب المتظاهرين بالعصي والسلاح امام مجلسي النواب والجنوب؟ وهل سلّم بري المرتكبين الى الاجهزة الامنية والقضائية”؟