كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
أكد مسؤول فلسطيني بارز لـ “نداء الوطن” أن القوى السياسية والشعبية في المخيمات، باشرت إعداد خطة موحدة ومتدحرجة للتعبير عن الموقف الواحد الرافض لـصفقة القرن الأميركية، إسقاطاً لرهان البعض بأن الشعب سيثور ويفور وفي نهاية المطاف سيهدأ للقبول بالامر الواقع.
وشددت المصادر ذاتها، أن خطة الإحتجاج ستأخذ بعين الإعتبار:
أولاً: “تدحرج الخطة نظراً لطول الفترة الزمنية لتطبيقها، والمقدرة سلباً او إيجاباً ربطاً بنتائج الإنتخابات الأميركية في نهاية العام، وما اذا جرى إعادة انتخاب الرئيس رونالد ترامب لولاية ثانية، وربطاً بمدى صلابة الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي بالرفض ومواجهة الضغوطات وبمواقف الدول المعنية.
ثانياً: الحفاظ على سلمية التحركات تحت سقف القانون اللبناني، من دون المساس بأمنه واستقرراه ومسيرة السلم الاهلي، الى جانب حفظ أمن واستقرار المخيمات وتحصين الوحدة وتعزيز التعاون لقطع الطريق على أي محاولة لتوتيرها لحرف الأنظار عن الإهتمام بمتابعة تفاصيله.
ثالثاً: التنسيق مع القوى السياسية اللبنانية والأجهزة الأمنية الرسمية ومع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني من أجل توحيد الموقف للتصدي لهذه الصفقة، المشؤومة بموقف مشترك يكون أقوى للطرفين، على قاعدة ان “لبنان يرفض التوطين.. والشعب الفلسطيني يصر على حق العودة”.
خطة موحدة
وتقرأ الأوساط الشعبية في الخطة الموحدة والمتدحرجة أنها تنطلق من كافة المخيمات بسلسلة من التحركات الإحتجاجية من مسيرات واعتصامات ولقاءات تضامنية، ثم تنتقل الى المدن اللبنانية ومن بينها بعض ساحات الحراك الشعبي، وقد بدأت أولى مؤشراتها في صيدا (مسيرات سيارة، وقفة تضامنة في “ساحة الثورة” عند “تقاطع ايليا”، ولقاء تضامني لبناني فلسطيني في مركز “معروف سعد الثقافي”، حيث جرى بحث تنظيم مسيرة مركزية مشتركة واعتصامات إحتجاجية أمام السفارة الأميركية في عوكر، وقد وجهت الدعوة لذلك الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاحد المقبل في 2 شباط القادم، تحت شعار “رفضاً لصفقة القرن التي أعلنتها الادارة الاميركية ولان فلسطين، كل فلسطين لنا ولأولادنا واحفادنا من بعدنا”، وقد تصل الى تنظيم اعتصامات مماثلة أمام سفارات بعض الدول العربية وخاصة تلك التي شارك سفراؤها في “كرنفال” إعلان الصفقة، وصولاً الى الإحتجاج أمام السفارات الأجنبية ومقرات “المنظمات الدولية” من الأمم المتحدة.
تناسي الخلافات
وستعمل القوى الفلسطينية على ترجمة الوحدة التي ظهرت بالرفض المشترك للصفقة على إنهاء الإنقسام الداخلي لا سيما بين حركتي “فتح” و”حماس” وتكريس الوحدة الوطنية على اعتبارها أساس القوة والمدماك الأول للمواجهة، واعتبار الساحة الفلسطينية في لبنان استثنائية نظراً لخصوصية الوجود الفلسطيني المعقد والمتداخل في المشهد السياسي اللبناني، خاصة وانها تأتي في ظل ضعف عربي وصمت مطبق، وتواطؤ دولي. وما يزيد القلق الخوف ان لا شيء جديداً تغير في المشهد الدولي والإقليمي، بعد سنوات من التأجيل، والرفض القاطع الرسمي للسلطة الفلسطينية، والسياسي للقوى والفصائل، والشعبي لابناء الداخل والشتات، ما يدل على رغبة اميركية جارفة بتقديم المزيد من عناصر “القوة” الى “اسرائيل”، على أبواب الإنتخابات التشريعية مجدداً في بداية آذار، والضغط على الجانب الفلسطيني استكمالاً للقرارات الاميركية السابقة ضد القضية وشعبها، ومنها نقل السفارة الاميركية الى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ “اسرائيل”، وقف المساعدات المالية لوكالة “الاونروا”، واقفال مكتب “منظمة التحرير الفلسطينية” في واشنطن.
القيادة الفلسطينية
ومواجهة صفقة القرن لا تتعلق بأبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان فقط، القيادة الفلسطينية وضعت خطة استراتيجية للتصدي لهذه الصفقة “المشؤومة” في تكرار لمشهد “نكبة فلسطين”. وتقوم الخطة على التحرك بثلاثة اتجاهات، الأول: سيكون على المستوى الدولي، عبر التوجه لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومحكمة لاهاي، “من أجل اتخاذ القرارات الهادفة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حسب القانون والشرعية الدولية”، والثاني: “تفعيل كل أشكال المقاومة، ووضع حد للاتفاقات الأمنية والسياسية، وسحب الاعتراف بالاحتلال، وتجسيد الدولة على الأرض”، وفرض مقاطعة شاملة على الاحتلال، والثالث: التحرك نحو الدول العربية ومجلس التعاون الاسلامي والاصدقاء والاحرار في العالم لدعم الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة.
مسيرات ووقفات
ميدانياً، لم يهدأ مخيم عين الحلوة بحراكه الإحتجاجي السياسي منه والشعبي والشبابي، ونظم “شباب المخيم” تظاهرة جماهيرية غاضبة هي الثانية في غضون يومين، انطلقت من امام مفرق “سوق الخضار” في الشارع التحتاني، وجابت شوارعه وهي ترفع الاعلام الفلسطينية وتندد بالصفقة الشؤومة.
وفي صيدا، نظم التنظيم الشعبي الناصري مسيرة سيارات انطلقت من “ساحة الشهداء” وجابت ساحات وشوارع المدينة، وقد رفع المشاركون فيها الاعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات التنظيم ورددوا هتافات ترفض مشروع التوطين وتؤكد على التمسك بحق العودة وبخيار المقاومة لاسترجاع فلسطين.
كما نظم “حراك صيدا”، وقفة احتجاجية في ساحة الثورة عند “تقاطع ايليا”، عبر فيها عن تضامنه مع الشعب ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية وهتفوا هتافات تنديداً بالرئيس الاميركي والعدو الصهيوني وتأكيداً على ان القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية.