IMLebanon

فاجعة سيدني.. الجنازة في أستراليا والجرحى تجاوزوا الخطر

كتبت مريم سيف الدين في  صحيفة “نداء الوطن”:

مربكاً أمام الكاميرات وقف الوالد المفجوع دانيال عبدالله ينعي أطفاله الثلاثة وطفلة شقيقة زوجته، الذين قتلوا دهساً في أحد شوارع أوتلاند شمال غربي أستراليا. حيث قضى الأطفال اللبنانيون الأربعة ضحية تهوّر سائق مخمور، فيما أصيب ثلاث أطفال آخرون بجروح. وتحت تأثير صدمة الخسارة تحدث عبدالله عن مزايا أطفاله الثلاثة الذين خسرهم فجأة، فصاروا مع نسيبتهم خبراً ينقل عبر وسائل الإعلام. ولم يجد الوالد ما يعزيه سوى القول إن الأطفال ذهبوا إلى مكان أفضل. فيما تلقى لبنان الخبر بصدمة وأسى وتعاطف كبير مع ذوي الضحايا.

وبينما يعيش الوالد كابوس فقدان أبنائه الثلاثة، لم يجد ما يواجه به أسئلة الإعلاميين، المتأثرين هم أيضاً بالحادثة، سوى التمني من السائقين القيادة بحذر. الصفعة القوية التي تلقاها الوالد أشعرته بأنه مخدّر، وفق تعبيره، الأمر الذي منحه، ربما، القدرة على الوقوف وتقبل التعازي. واستذكر الوالد أطفاله: “أنطوني الصبي الرائع ذو الثلاث عشرة سنة، يحبّ كرة السلة، استيقظ صباحاً وقال سنلعب لعبة من أجل كوبي براينت. انجيلينا إبنة الـ 12 عاماً كلما احتجت إلى شيء كانت خلفي. سيانا وتبلغ عشر سنوات صغيرتي الجميلة وممثلتي الصغيرة. كانوا أولويتي واليوم رحلوا”. أما الطفلة الرابعة فاسمها فيرونيك صقر وتبلغ 11 عاماً. وكان الأطفال في طريقهم لشراء المثلجات قبل أن تنحرف سيارة رباعية الدفع عن الطريق وتدهسهم.

وفي وقت سابق تحدث الوالد عن دخول ابنه شربل، 9 سنوات، في غيبوبة نتيجة الحادث، بينما أكد غابي جعجع، قريب الوالدة ليلى جعجع، في حديث إلى “نداء الوطن” أن جميع الأطفال الجرحى الثلاثة تجاوزوا مرحلة الخطر. وكشف جعجع أن طفلة عبدالله المصابة ستخضع لعملية في وجهها. أما جنازة الأطفال الأربعة فستتمّ في أستراليا، البلد الذي ولد وترعرع فيه الوالد.

وفي جلسة المحاكمة وجهت إلى سائق السيارة، صموئيل ديفيدسون، عشرون تهمة تصل مدة عقوبتها إلى السجن 25 عاماً، من بينها تهمة القتل غير المتعمد والقيادة بطريقة خطرة تؤدي إلى القتل، والقيادة المسببة بأضرار جسدية خطيرة، إضافة إلى القيادة بحالة السكر. وكشفت فحوصات الشرطة أن نسبة الكحول في دم السائق فاقت ثلاث مرات الحد المسموح به. وهو ما جعله يفقد السيطرة على سيارته التي انحرفت باتجاه الأطفال. وبعد الحادث تجمهر بعض المارة حول السيارة ومنعوا سائقها من الفرار إلى حين وصول الشرطة لاعتقاله.

وتعليقاً على الحادث تعهدت وزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم بأن تتابع بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين التحقيقات حتى جلاء الحقيقة. تعهد لا معنى له، فالحادث لم يقع في لبنان ليتخوّف اللبنانيون من ممارسة الضغوط لحماية الجاني. كذلك أعطى وزير الخارجية ناصيف حتّي تعليماته إلى سفير لبنان في أستراليا لمتابعة الموضوع وتقديم كل مساعدة ممكنة لأهل الضحايا.