IMLebanon

هل نشهد “14 آذار” من جديد؟

منذ يومين، عقد الحزب “التقدمي الاشتراكي” وتيار “المستقبل” اجتماعا تنسيقيا في مركز “التقدمي” في بيروت حضره عن التقدمي أمين السر العام ظافر ناصر، ومفوض الشؤون الداخلية هشام ناصر الدين، ومفوض الإعلام صالح حديفة ووكلاء الداخلية في المناطق، وعن المستقبل حضر الأمين العام للتيار أحمد الحريري، منسق الإعلام عبد السلام موسى، ومسؤولو التنظيم ومنسقو المناطق. وتطرق الاجتماع إلى الشؤون المشتركة بين الطرفين وكيفية التنسيق لمواجهة التحديات في هذه المرحلة.

وتقاطعت مواقف الاشتراكي على لسان امين السر العام الذي استعاد المسار التاريخي والمحطات النضالية المشتركة التي جمعت رئيس الحزب وليد جنبلاط والرئيس الشهيد رفيق الحريري واستُكملت مع الرئيس سعد الحريري لأجل سيادة واستقلال لبنان، مع تأكيد “المستقبل” من خلال امينه العام العمل المشترك للسير ضمن نهج مستقبلي يستند إلى مؤسسات الدولة بعيدا من التعطيل الذي يضرب ميثاق الوحدة الوطنية والطائف.

فهل يُعد هذا الاجتماع القيادي المشترك مقدّمة لإعادة تنظيم صفوف التحالف السياسي التقليدي الذي ينضويان تحت رايته منذ العام 2005، اي قوى الرابع عشر من آذار، عشية الذكرى الخامسة عشرة لانفجار 14 شباط؟ ام ان الظروف الحالية التي يمرّ بها البلد والتي فرضت خروجهما من الحكومة الى صفوف المعارضة فرضت عليهما اعادة تجديد تحالفهما، لكن بحلّة جديدة بعيدا من الاصطاف السياسي التقليدي بين 8 و14 آذار وتشكيل جبهة معارضة بنّاءة لحكومة الرئيس حسان دياب”؟

اوساط في تيار “المستقبل” وضعت، عبر “المركزية”، “الاجتماع المشترك مع قيادة الحزب الاشتراكي في خانة التنسيق انطلاقا من العلاقة التاريخية التي تجمعهما منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمستمرة اليوم بين الرئيس الحريري وجنبلاط”. وحرصت على التأكيد أن “العلاقة بين بيت الوسط والمختارة تاريخية وليست مرحلية ولو انها مرّت بمراحل من الفتور على اعتاب استحقاقات متعددة. وعلى رغم التباين في وجهات النظر تجاه قضايا عدة، الا ان التواصل بين القيادتين لم ينقطع وهناك حرص مشترك على تنظيم اي خلاف بينهما وعدم تجاوزه حدود العلاقة التاريخية”.

وأكدت اوساط التيار الازرق أن “لقاء قيادة الحزبين مقدّمة للقاءات واجتماعات لاحقة ستشمل القطاعات والمنسقيات كافة وفي معظم المناطق من اجل تعزيز قنوات التواصل، لاسيما في هذه المرحلة التي احوج ما نكون فيها الى شدّ اواصر العلاقات بين الحلفاء، كما سيتم تشكيل لجان مشتركة لتنسيق العمل في قطاعات عدة”.

ورفضت الاوساط اعتبار ما جرى خطوة أولى لتشكيل جبهة سياسية قد تتوسّع لاحقا فتكون نسخة شبيهة بتحالف 14 آذار “ولو ان ما فرّقته بعض القضايا الداخلية قد تجمعه معارضة الحكومة الحالية”، مشددةً على أن “الاجتماعات اللاحقة كفيلة بتحديد مسار الامور تبعا لتطور الاوضاع، لاسيما على جبهة الحكومة”.

وفي مقابل تعزيز قنوات التواصل بين “المستقبل” و”الاشتراكي”، شبه انقطاع على ضفة “المستقبل” و”القوات” عزّزه الفراق الحكومي أخيرا بعد رفض تكتل “الجمهورية القوية” تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.

ولم تستبعد اوساط “المستقبل” أن يُشكّل احتفال ذكرى 14 شباط الذي “يُنظّمه “المستقبل” في واجهة بيروت البحرية الجمعة المقبل مناسبة لإعادة ترتيب العلاقة بين الطرفين، وقد وُجهت دعوة ‘لى رئيس “القوات” سمير جعجع للحضور، خصوصا أن كلمة الحريري ستكون اساسية لجهة ترسيخ العلاقات بين الحلفاء وتوطيدها للمرحلة المقبلة التي تتطلّب رصّ الصفوف وتوحيد الرؤى”.