أشار رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي إلى أن “الحكومة الجديدة التي بدلت اسمها من “حكومة الإنقاذ” إلى “حكومة مواجهة التحديات”، أطلت ببيان وزاري فضفاض حمل الكثير من العناوين المكررة التي لا تحاكي فعليًا واقع البلد المأزوم اقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا، ولا تقارب برؤية جديدة وجدية، التحديات الأساسية ومنها ملف الكهرباء الذي استنزف من الخزينة أموالًا طائلة، ناهيك عن تجاهل مطلب أساسي وهو الالتزام بوضع قانون جديد للانتخابات يلبي مطلب ثورة الناس ويؤدي إلى اختصار ولاية المجلس الحالي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة”.
وأضاف، أمام زواره في طرابلس: “إن الإصرار على اعتماد المقاربات ذاتها في موضوع خطة الكهرباء يؤكد أن المعنيين لا يعون خطورة أضرار هذا القطاع على واقع الخزينة والعجز المالي الذي سببه، ناهيك عن تجاهلهم المطالبات الدولية المتتالية بإجراء الإصلاحات المطلوبة للكهرباء وغيره كأحد شروط مساعدة لبنان على الخروج من مأزقه والمعيار الأساسي في ميزان التقييم الدولي للإصلاحات المطلوبة من الحكومة”.
وتابع: “في الاجتماعات التي أعقدها مع السفراء العرب والأجانب تطرح علينا تساؤلات واستفسارات عن الأسباب التي حالت دون تضمين الموازنة سلة الإصلاحات المطلوبة كي تشكل حافزًا مساعدًا للتجاوب الدولي بمساعدة لبنان، ناهيك عن التحدي المهم أيضًا وهو كيفية إزالة حال الجفاء والتباعد مع الدول العربية. وعلمنا أن هذه الأسئلة كانت حاضرة في اللقاء الموسع الذي عقده السفراء الأوروبيون مع رئيس الحكومة بما يؤشر إلى أن ما يعول عليه من دعم خارجي لا يبدو سهل المنال”.
وأردف: “لكل الأسباب التي سبق ذكرها، فإنني أعيد تأكيد ما سبق وأعلنته أن الحكومة الجديدة ليست على قدر التحديات الراهنة والداهمة، وبالتالي نحن أمام مأزق فعلي لا يبدو الخروج منه سهلًا، ولكننا سنظل نثابر مع جميع المخلصين للعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه تشريعيًا ورقابيًا، لوضع أسس المعالجة على السكة الصحيحة ووقف الانهيار الذي بلغ مستويات متقدمة للأسف”.
وختم: “إنني أخشى أن تتحول “حكومة مواجهة التحديات” في الفترة المقبلة إلى حكومة تحدي المواجهات وأبرزها مواجهة ثورة الناس في الشارع، وما رشح عن مقررات اجتماع مجلس الدفاع الأعلى يؤشر إلى اتجاه لتحدي ارادة الناس بقوة السلطة”.
وردا على سؤال عن الأخبار الملفقة ضده، قال: “نعلم أن الهدف من وراء كل هذه التسريبات والتلفيقات تشويه صورتنا التي حافظنا عليها بصدق العمل وبالاستقامة عندما تولينا المسؤولية العامة، والأيام المقبلة ستظهر صدق أقوالنا ونظافة أفعالنا، ولن يضرنا قول هذا وذاك فضميرنا مرتاح والقانون هو الحكم النهائي في كل القضايا”.
وكان ميقاتي استقبل، في مكتبه بطرابلس، وفودا شعبية من مختلف مناطق طرابلس والشمال، وأكد أمامهم أن “طرابلس كانت وستبقى عروس الشمال وكل لبنان لأن أهلها مسالمون وملاذهم الأول والأخير هو الدولة العادلة التي تعطي الحقوق لجميع اللبنانيين بعدالة ومساواة ويتسلم زمامها من هو أهل لتولي السلطة”.