Site icon IMLebanon

زياد أسود… توقّع السفر في يخت فهرب في “فلوكة”!

كتبت نوال نصر في “نداء الوطن”:

أعاد غضب نائب جزين العارم وصراخه في الثوار “روحوا انضبوا” الأذهان الى محطاتٍ كثيرة خرج فيها الرجل عن طوره رامياً كل ما يُضمر، على كلِّ من صادف، في ثوانٍ. غريبٌ هو هذا النائب الذي لم يفهمه لا الموالون ولا المعارضون، ولا المحبون ولا الكارهون، ولا تياره، “التيار الوطني الحرّ”، ولا كلّ كلّ الآخرين!

زياد أسود، القادر على الإستدارة في لحظاتٍ، من القلب الأبيض الى القلب الأكثر قتامة، ونائب جزين منذ أحد عشر عاماً، غير محبوب لا بين السياسيين ولا بين من “ناضلوا” ذات يوم، من أبناء جيله من العونيين، ما جعله يراكم عداوات أكثر من صداقات، وانتقادات أكثر من إطراءات. وكثيرون من رفاق أمسه تهامسوا، من فمٍ الى أذن، عن “تبدّل” الأسود بسرعة هائلة وإصراره دائماً على المزايدة في الموضوع المسيحي وكأنه “أم الصبي”.

سعادته قادر أن يقلب، بين لحظة وأخرى، شفتيه المبتسمتين ويستنفر كلّ حواسه ويرمي زميلاً، وزيراً، بهاتفه الخليوي، كما فعل مع جمال الجراح مردداً: “أقعد محلّك ولاه… سدّ بوزك… ما تتمرجل…”. هي استعارات حاضرة دائماً على لسانه في المجالس الرسمية والشعبية أيضاً. أوَلم يقل للشباب الثوار: “ما حدا يلعب معنا… المزح إنتهى”. عبارات الرجل دائما حاضرة.

هو منسجم جداً مع شبكات التواصل الإجتماعي. يقفز من الفيسبوك الى تويتر، ومن “شبق” الإشتراكي بتهمة الى رمي المستقبل بنعوتٍ الى قذف أمل بتغريدة من “تحت الدست”، الى المرور على القوات بلومٍ ونعتٍ وتهم… إنه يتعامل مع الملفات دائماً من منطلق عنصريّ وطائفي، معتقدا أنه من خلال الشتائم والسباب والضرب على الوتر الطائفي و”نبش القبور” والعودة الى زمن الحرب وتحطيم كل المسلمات بين المناطق والطوائف، يبني لنفسِهِ “جبروتاً” وقوّة ويزايد على كلّ ما عداه من العونيين أولاً والمسيحيين ثانياً واللبنانيين عموماً.

يبدو النائب أسود، بعودتِهِ الى كلّ ما هو أسود، عاشقاً للون الأسود. وهو لم يترك في العامين الماضيين أي طرفٍ إلا وعاداه، حتى في قلب البيت، من جيل العونيين الأوّلين. ومن لا يُصدّق، فليراجع، بحسبِ صديق سابق له، كلّا من زياد عبس وأنطوان نصرالله ورمزي كنج ونعيم عون ونديم لطيف.

لم يستطع الرجل، في أيّ محطة من محطات غضبه، السيطرة على انفعالاته.

علاقته مع جبران باسيل ليست أبداً سويّة. فرئيس “التيار” ليس راضياً كثيراً على أسلوب أسود وعلى المعلومات الأكيدة التي وصلته عن محاولة الرجل اللعب على الحبلين. فباسيل تأكد أن أسود قال ما قال للحريريين عن “أن باسيل يحرضه على بيت الحريري” وللقواتيين “أن باسيل يحرّضه على معراب”. وكم تمنى جبران باسيل أن يكون بديل الأسود أمل أبو زيد القادر على مدّه بسيولةٍ يفتقر إليها “عنترة بن شداد”، وهو اللقب الذي يُحبّ البعض إغداقه على أسود لغضبه الدائم وظنّه أنه “عنترة”.

كان يفترض أن تُشكّل الإنتخابات النيابية في الجنوب، في جزين، “نهايته” السياسية لولا أن حظّه “بيفلق الصخر” وقرار “فخامة الرئيس” إخراج جان عزيز، الذي كان يفترض أن يكون بديله، من اللعبة السياسية في اللحظة الأخيرة. لم يترك أسود، من نواب وفاعليات جزين، صاحباً. فتح حرباً على سمير عازار. وفتح حرباً مع نجل ميشال حلو. وفتح حرباً مع أمل أبو زيد. ولا يزال كلام رجل الأعمال العوني جاد صوايا، الذي ترشح الى مقعد جزيني، يتردّد وبعض ما فيه: “ما بتحب حدا يبيّن بوجودك في المنطقة. وشعارك أنا أو لا أحد”.

يعاني أسود من عقدة “المتمولين” وضرورة إنتقام “المناضلين” منهم، بدليل غيرته من أبو زيد ومن صوايا ومن كلّ من مروا في جزين. وهو يشعرُ، في قرارةِ نفسه، أن هناك من يحاول دائماً “إزاحته” من الطريق. هذا الشعور يدفعه الى الذهاب الى الأمام، مزايداً بأسلوبٍ غير سياسي، مليء بالشتائم، على كلّ الآخرين في محاولة مزدوجة الأهداف: القول أنا هنا والقول للتيار الوطني الحرّ أن “صوته” لا غنى عنه في اللحظات الصعبة.

زياد أسود الذي أطاح بتغريدةٍ له محاولة تقارب بين “التيار” و”المستقبل” قبل خمسة عشر يوماً من ولادة “17 تشرين” عاد وأطاح ثقة كثير من الشباب بتغريدة كتب فيها: إنتهت أعمال الشغب يا بختي… مسافر الليلة في يختي”.

هو “فل” أوّل البارحة من وجه الثوار، بالفعل لا بمجرد القول، لكن هرباً في “فلوكة” لا في يخت!