كتب مايز عبيد في “الجمهورية”:
في الميناء- طرابلس، البلدية موجودة وغير موجودة، تكسير واجهة المبنى الواقع قبالة الواجهة البحرية، وعدم إصلاحه منذ حوالى الشهرين هو أكبر دليل على أوضاع هذه البلدية.
مرّ قرابة الشهرين على تقديم 15 عضواً من أصل 21 استقالاتهم من مجلس بلدية الميناء إلى محافظ الشمال رمزي نهرا والذي بدوره حوّل هذه الاستقالات إلى مكتب وزيرة الداخلية آنذاك ريا الحسن للبت بالأمر.
الإستقالات هذه جاءت على خلفية انهيار مبنى الفوال في حي الأندلس في الميناء التابع لآل (كاخيه)، ووفاة الشاب عبدالرحمن وأخته راما كاخيه في هذه الحادثة، التي شكلت غضباً كبيراً وواسعاً على المجلس البلدي ورئيسه من قبل الأهالي، وما أعقب ذلك من تظاهرات أمام مبنى البلدية، وتكسير واجهتها من قِبل الأهالي الغاضبين. فالمحتجون آنذاك طالبوا باستقالة رئيس البلدية عبدالقادر علم الدين والمجلس البلدي، حيث استجاب 15 عضواً لمطالب الأهالي وقتها، بينما لم يتقدم علم الدين باستقالته وترك البلاد وتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ومنذ ذلك الوقت والمجلس البلدي في حالة شلل ومصالح الناس والمنطقة معطلة. فالواجهة التي تكسّرت ما زالت على حالها، وهناك عشرات القرارات والإلتزامات بحاجة إلى توقيع من رئيس البلدية، الذي تقول المعلومات أنه “عاد إلى لبنان لكنه لم يعد إلى ممارسة عمله وتوقيع المعاملات على الرغم من أنه لم يتبلّغ بعد أي قرار رسمي بحل المجلس البلدي”، لأن الموضوع الآن أصبح في عهدة وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي الذي من المفترض أن يتخذ القرار ويبت مصير مجلس بلدية الميناء وتحديداً بحل المجلس وتسليم مهامه إلى المحافظ رمزي نهرا الذي قد يكلّف القائمقام بالقيام بأعمال رئيس البلدية.
يقول عبدالرحمن لبدة وهو عضو مستقيل من مجلس بلدية الميناء في حديثه إلى “نداء الوطن”: “إنّ عبدالقادر علم الدين هو رئيس بلدية دكتاتوري لا يسمع رأي الناس ولا رأي الأعضاء معه حتى. في وقت الأزمة والتظاهرات ترك لبنان وسافر، والآن عاد إلى لبنان لكنه لا يمارس مهامه، وكأنّ مصالح الناس ومصالح أهالي الميناء لا تعني في حساباته شيئاً. فهناك موظفون لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين، ولا يقوم بتوقيع التزامات العمال والمحروقات وغيرها من الإلتزمات على البلدية، وهو يحق له ذلك طالما لم يتبلغ أي شيء رسمي حتى حينه”.
أضاف: “هذا الوضع لم يعد مقبولاً في بلدية الميناء، ولذلك فنحن نتمنى على وزير الداخلية والبلديات الجديد، قبول استقالة الأعضاء فالبلدية منذ حوالى الشهرين مكانك راوح”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المجلس البلدي في الميناء، كان قد طاوله الكثير من الإتهامات من الأهالي، والكثير من النقد من أبناء الميناء، الذين كانوا ينتقدون “التقصير الفاضح للبلدية وغيابها الدائم عن القيام بدورها والأعمال المنوطة بها، لا سيما متابعة أوضاع الطرقات والشوارع والأحياء الداخلية، والمنازل الآيلة إلى السقوط، وغيرها من المشاكل اليومية والمزمنة التي كان يطرحها الأهالي”. بالإضافة إلى أنّ علاقة رئيس البلدية عبدالقادر علم الدين مع باقي الأعضاء لم تكن دائماً على ما يرام وشابَها الكثير من المد والجزر، بسبب اتهام الأعضاء لعلم الدين بالإستفراد بالقرارات وعدم مشاورة أحد، حتى جاءت حادثة سقوط مبنى الفوال ووقوع ضحايا فيه، والتظاهرات الشعبية، فطفت كل هذه الخلافات على السطح، وأدت إلى فرط عقد المجلس البلدي بعد استقالة العدد الأكبر من أعضائه.
وكان رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين قد انتُخب رئيساً لاتحاد بلديات الفيحاء في أول محاولة لخرق العُرف المعمول به في الإتحاد منذ زمن، ما أدى برئيس بلدية طرابلس رياض يمق إلى الإستقالة من الإتحاد احتجاجاً على هذا الأمر، لكنّ علم الدين عاد وقدّم استقالته من رئاسة الإتحاد بعد أسبوعين فقط على تسلّمه رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء.