IMLebanon

احتفال 14 شباط في بيت الوسط: وضع النقاط على الحروف

كما بات محسومًا، فإن احتفال الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه سيُقام ابتداءً من الرابعة عصر الجمعة المقبل في بيت الوسيط بدلًا من واجهة بيروت البحرية لاعتبارات أمنية مرتبطة بحال الطرقات والأوضاع الاستثنائية التي فُرضت على وسط العاصمة منذ 17 تشرين الأول.

وينهمك تيار “المستقبل” في التحضير للاحتفال ليكون مطابقًا لمواصفات المرحلة الاستثنائية التي يمرّ بها البلد وللظروف التي حتّمت نقله من مجمّع “البيال” إلى مقرّ إقامة الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط.

الدعوات للاحتفال اكتملت، وهي وُجّهت إلى قادة ما كان يُعرف بتحالف “14 آذار”، أي رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، وشخصيات سياسية أخرى تدور في فلك هذا التحالف، إضافةً إلى مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين. كما أن منسقيات “المستقبل” في مختلف المناطق بدأت تحشد المناصرين للمشاركة في الاحتفال، خصوصًا أن الدعوة باتت مفتوحة للجميع بعدما كانت محصورة في السنوات السابقة بالمدعوين فقط.

أما فريق التيار “الوطني الحر”، فبات محسومًا عدم دعوته ورئيسه النائب جبران باسيل، في ظل القطيعة السياسية بين الطرفين على خلفية التطورات التي اطاحت التسوية القائمة بينهما منذ ثلاث سنوات.

وحرصت مصادر مطّلعة في تيار “المستقبل” التأكيد لـ”المركزية” أن “العلاقة بين “التيار” وحلفائه التقليديين لا تزال قائمة ومستمرة رغم التباين في وجهات النظر”، مشددةً في هذا الإطار على “أهمية العلاقة مع “القوات اللبنانية” وما يربطنا استراتيجيًا”، موضحةً أن “قرار مشاركة “الحكيم” شخصيًا بالاحتفال يعود له حصرًا”.

واعتبرت أن “مستوى مشاركة “القوات” في الاحتفال سيُعطي إشارة إلى معالم المرحلة المقبلة لجهة مستقبل العلاقة بيننا والتي نحرص جميعنا على ترتيبها بعد المطبّات التي مرّت بها أخيرًا، لاسيما في استحقاق الاستقالة من الحكومة ومن ثم عدم تسمية الحريري”.

وفي ما خص برنامج الاحتفال، فإنه يُقسم إلى قسمين وفق المصادر المطّلعة. الأوّل يتضمّن شريطًا مصوّرًا مدته 20 دقيقة يُفنّد بالأرقام والوثائق والوقائع المسؤولية عمّا وصل إليه البلد من اهتراء اقتصادي ومالي تحت عنوان “مين المسؤول”. وبدأ “التيار” التمهيد لهذا الجزء من الاحتفال بتوزيعه سلسلة فيديوهات صغيرة بعنوان “مين المسؤول” يطرح من خلالها اسئلة عدة مثل: مين عطّل البلد لولد الولد؟ مين أبطال الفراغ بالسنين والشهور والأيام؟ مين أوصل البلد للانهيار من نهار لنهار؟ الجواب في 14 شباط بالوثائق والأرقام وبالصوت والصورة. أما الأهم بحسب المصادر، الجزء الثاني من برنامج الاحتفال الذين سيُخصص لكلملة التي يُلقيها الحريري، إذ توقّعت أن تكون مفصلية وفي مستوى المناسبة وتوقيتها هذا العام”.

وأشارت إلى أن “رئيس التيار سيضع النقاط على حروف الحوادث الأخيرة بعد 17 تشرين الأول وسيُقاربها بشكل نقدي وسياسي وتنظيمي، خصوصًا أن نقل الاحتفال إلى بيت الوسط رسالة بحدّ ذاتها إلى الذين يراهنون على نهاية “الحريرية الوطنية” بعد خروج الحريري من السلطة وانضمامه إلى صفوف المعارضة”.

وأكدت المصادر المطّلعة أن “الاحتفال هذا العام سيكون مناسبة لإجراء جردة حساب للسنوات الثلاث من عمر التسوية وهي السنوات الثلاث الأولى من العهد، تتناول الجوانب الاقتصادية، لاسيما لجهة عمل الحريري وفريقه على السير بالإصلاحات في قطاعات عدة أبرزها الكهرباء، والسياسية لجهة إصراره على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي وإبعاد لبنان عن لعبة المحاور وعدم جعله منصة للتصويب على الأشقاء العرب وأصدقائه الغربيين”.