Site icon IMLebanon

هل تؤسس إدلب لبداية طلاق روسي – تركي؟

حضرت التطورات المتسارعة على الارض في الشمال السوري، في اتصالين لافتين بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان اليوم، وبين الاخير والرئيس الاميركي دونالد ترامب.

فقد اعلن الكرملين ان بوتين تباحث مع نظيره التركي في شأن الصراع المتزايد في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا. وأورد بيان مقتضب من الرئاسة الروسية، أن بوتين وأردوغان اتفقا في اتصال هاتفي على أهمية تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين موسكو وأنقرة بشأن سوريا. وأكد قائدا البلدين اللذين طفت بينهما الخلافات، مؤخرا، على ضرورة مواصلة الاتصالات بشأن سوريا، من خلال الوكالات المعنية، وفق رويترز.

وليس بعيدا، قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم إن وفدا من بلاده سيزور موسكو خلال الأيام القادمة، لبحث الصراع المتصاعد في إدلب، مضيفا أن قرابة مليون شخص نزحوا هناك بسبب الهجمات السورية التي تدعمها روسيا. وأضاف أوغلو في مؤتمر صحافي في تيرانا أن ألمانيا قدمت 40 مليون يورو (44 مليون دولار) دعما لخطط تركيا لتوطين السوريين الفارين من إدلب. الى ذلك، بحث اردوغان مع ترامب هاتفيا، الوضع في إدلب السورية. ويأتي هذا التواصل عشية زيارة رسمية يعتزم مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، إجراءها إلى العاصمة التركية أنقرة في الساعات المقبلة. وبحسب مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، فإن جيفري سيلتقي مع عدد من المسؤولين الأتراك. ومن المنتظر أن يبحث مستجدات الأوضاع في سوريا، وخاصة في محافظة إدلب التي تشهد هجوما عنيفا من قِبل قوات النظام السوري وداعميه.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جدد وقوف بلاده إلى جانب تركيا حليفتها في الناتو، وذلك ردا على هجمات النظام السوري وروسيا في إدلب. وقدم بومبيو في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” تعازيه إلى عائلات الجنود الأتراك الذين قتلوا في هجوم إدلب، وقال إن الاعتداءات المستمرة من قبل نظام الأسد وروسيا يجب أن تتوقف، مشيرا إلى أنه أوفد السفير جيمس جيفري لتنسيق الخطوات للرد على ما سماه الهجوم المزعزع للاستقرار.

حركة الاتصالات الدولية هذه تعقب سيطرة الجيش السوري، في الساعات الماضية، على أوتوستراد الـ”M5″ الاستراتيجي الدولي الواصل بين دمشق وحلب، بشكل كامل، وذلك بعد استكمال استعادة منطقة الراشدين الرابعة في ضواحي مدينة حلب. في المقابل، قال أردوغان، في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، اليوم، إن أنقرة عازمة على إبعاد القوات السورية خلف مواقع المراقبة التركية في إدلب مع نهاية شباط الجاري. وأكد أردوغان أن تركيا ستفعل كل ما يلزم ضد الجيش السوري، بما في ذلك استخدام الوسائل البرية والجوية، مضيفا أن “القوات المدعومة من تركيا قد احتشدت لإخراج الجيش السوري من إدلب”. وحذّر الرئيس التركي في كلمته الجيش السوري من استهداف الجنود الأتراك في شمال سوريا، قائلا: “إذا أصيب أي جندي تركي آخر في إدلب فسنضرب قوات الجيش السوري في أي مكان”.

ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، وفي ضوء مجريات الارض، سيعمل الروس والاتراك على اعادة صوغ تفاهم ميداني بينهما، شبيه باتفاق سوتشي، الذي انشأ منطقة خفض تصعيد في ادلب في ايار 2017 (وآخَر لوقف النار في ادلب وقع في كانون الثاني الماضي). لكن هذه المرة، فإن أنقرة قد تشترط منطقة آمنة خاضعة لها في الشمال… وهذا المطلب، في حال تمسك به اردوغان ورفضه بوتين، قد يؤسس لبداية طلاق بين شريكي استانة