Site icon IMLebanon

خمس طلقات اخترقت جسد المؤهّل العطار قبل انتحار المجرم

كتبت أسرار شبارو في “النهار”:

 

لى مذبح الوطن ارتقى اليوم الشهيد المؤهل زياد العطار ملتحقاً بالرائد الشهيد جلال شريف، بعدما اصابتهما يد الغدر الثلاثاء لتخطفهما وهما يؤديان واجبهما الوطني… سالت دماؤهما داخل مخفر الأوزاعي، مقر عملهما. نقل العطار الى مستشفى الزهراء مصاباً بخمس طلقات نارية، قاوم الموت ساعات ليعلن الأطباء استشهاده صباح الاربعاء.

إشكال دمويّ

بلدة شعث –بعلبك ارتدت ثوب الحداد على فقيدها وفقيد كلّ لبنان، الذي رحل تاركاً ثلاثة أولاد (فتاتان وشاب) في أمسّ الحاجة اليه، “اليوم كان يجب أن يُؤذَن العطار ليعود الى حضن عائلته، لكنه أُذن الى الأبد بقرار من مجرم لم يتوانَ عن إزهاق روح انسان لا لذنب ارتكبه، إلا لأنه كان يخدم وطنه ويحافظ على أمنه”، وفق ما قاله ضياء العطار ابن شقيق الشهيد لـ”النهار”، مضيفاً: “أي دولة هذه تضع أربعة عناصر أمنية في فصيلة تضم 30 سجيناً؟ وما علمناه حتى اللحظة أنّ الشهيدين دفعا حياتهما ثمن إشكال بين المجرم حسن الحسين وشقيقه حسين السجين في فصيلة الأوزاعي ليتطوّر الأمر ويسرق القاتل مسدساً من أحد العناصر مُطلقاً النار. أصاب عمي بأربع طلقات في البطن وواحدة في الفخذ، فنقل الى المستشفى في حال حرجه ليلفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم”، لافتا الى أنّه “لا معلومات دقيقة لدينا عن الحادث الدموي الإجرامي الجبان. ننتظر نتائج التحقيق لكشف كلّ ملابسات ما حصل”.

التحقيق مستمرّ

“كتب على العطار أن يمر لخمسين سنة على الأرض، أمضى منها 28 سنة في مؤسسة قوى الأمن الداخلي. كان من خيرة الناس، عرف بطيب معشره وايلائه الأولوية لعائلته وتربية أبنائه، وإذ بكل شيء ينتهي في غفلة بجريمة أقل ما يقال عنها مرّوعة”، قال ضياء. وتابع: “غداً سيوارى الشهيد في الثرى في بلدته، سنزفه إلى مثواه الأخير شهيداً نفتخر به”، في حين أكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار”، أنّ “التحقيق لا يزال مستمراً في القضية، ووفق ما ظهر، فإنّ خلافاً وقع بين حسن وشقيقه السجين، فما كان منه الا أن اطلق النار قبل أن يُقدم على الانتحار”، وفيما إن أُوقِف حسين بعد هروبه من السجن، أجاب: “نعم”.

استنكار وتبرؤ

علماء وفاعليات وبلدية ومخاتير واهل سحمر، مسقط المجرم، اصدروا بيان استنكار لـ”الجريمة النكراء التي حصلت في مركز فصيلة الأوزاعي، من قبل المدعو حسن الحسين المسجّل في نفوس بلدة سحمر، والذي لم يعرفها يوماً ولم يزرها، ولم يلتقِ بإخوة له فيها، بل كان شخصاً مريضاً نفسياً تتم معالجته في دير الصليب، لكن رغم ذلك فالجرح كبير بفقدان الأحبة”، مهيبين بـ”الأجهزة المختصة أن تقوم بالتحقيقات اللازمة وصولا للعدالة”، كما اعلنوا “البراءة من الفاعل وفعلته، ومن المجرم وجريمته”.

كما اصدرت عائلة الحسين في سحمر بياناً تقدّمت فيه بـ”أحرّ التعازي وبالغ الحزن الشديد من عائلة وأقارب وقوى الأمن الداخلي”، مستنكرة “الفعل الشنيع للقاتل الذي أصابنا جميعاً في وطننا بهذا الاعتداء الغادر”، وأعلنت “التبرؤ منه ومن فعلته في الدنيا والآخرة”.