IMLebanon

الفاتيكان يبدي استعداده لمساعدة لبنان وخروجه من الأزمة

يعود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى لبنان في 22 الجاري، بعد زيارة الى الفاتيكان استمرت اسبوعين، على رأس وفد بطاركة الشرق الكاثوليك من لبنان وسوريا ومصر والعراق، ضمّ البطاركة يوسف العبسي بطريرك انطاكية للروم الملكيين الكاثوليك، يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، الكاردينال لويس ساكو بطريرك بابل للكلدان، ابراهيم اسحق بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك، غريغوار بطرس العشرون غبرويان كاثوليكوس كيليكيا للارمن الكاثوليك، حيث التقوا البابا فرنسيس وبحثوا معه قضايا كنسية، اضافة الى الاوضاع في الشرق الاوسط، وسلّموه مذكرة تتضمن شرحًا مفصّلاً عن الاوضاع في المنطقة، وهواجس بطاركة الشرق حيال صفقة القرن وأضرارها وانعكاساتها السلبية على المنطقة وخطورة تنفيذ المشروع، بحسب ما علمت “المركزية”.

وأشارت أوساط مطلعة لـ”المركزية” أن الحديث تمحور حول الأوضاع الصعبة التي تشهدها المنطقة مع إيلاء اهتمام خاص بالكنائس المحلية في كل بلد، في ضوء المشاكل التي يواجهها الشرق الاوسط، كالاضطهاد والعنف والتهميش والأصولية خاصة في العراق”. في المقابل، عبّر البابا، وفق الاوساط، عن تفهمه لمعاناة الشعوب في هذه البلدان، مشيراً إلى “أن الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط قلة وهي تواجه صعوبات ولديها في الوقت نفسه دعوة لا بد من الالتزام بها، ألا وهي الشهادة لإيمانها، للإنجيل والأخوّة واحترام الحياة والطبيعة أيضا، وعبّر البابا فرنسيس أمام البطاركة عن صداقته وقربه منهم، مؤكداً أنه يصلي من أجلهم”.

وتطرق اللقاء مع البابا الى الحروب والأزمات التي أدّت إلى هجرة المسيحيّين، وكانت مناسبة للتأكيد على أهمّيّة كلمة وموقف البابا للشعوب المسيحيّة في المنطقة، التي تعيش نموذج عيش مشترك مع المسلمين لبناء أوطانها والحفاظ على تراثها الغني، إلى جانب التشديد على دور الكرسي الرسولي وعلاقاته الدبلوماسية مع الأسرة الدولية من أجل وضع حدّ للحروب والنّزاعات الّتي يعاني منها العالم العربيّ.

كما كانت للبابا لقاءات فردية مع عدد من البطاركة، حيث قدّم كل منهم لمحة عن الأوضاع في كنائسهم وبلدانهم.

من جهته، تحدث البطريرك الراعي مع البابا، وفق معلومات “المركزية”، عن دور لبنان وأهميته في الشرق وعن الوضع اللبناني وحساسيته، إضافة الى الوضع الاقتصادي السيئ والظروف التي يعيشها اللبناني والخوف من التوطين والنزوح الضاغط على البلد. كما تطرق الراعي الى الملف اللبناني مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي أبدى إهتمامه ومتابعته لما يجري في لبنان، وإستعداد الفاتيكان للمساعدة قدر المستطاع لقيام لبنان وخروجه من أزمته.

أما البطريرك ساكو فأكد في حديث صحافي، “عن رغبة البابا في زيارة العراق، بيد أن الظروف ليست مؤاتية في المرحلة الراهنة، وسنرى ما إذا كانت الزيارة ستتحقق في أواخر العام الجاري”، متمنياً أن يوقّع البابا وثيقة كتلك التي وقّعها في الامارات، قائلاً: “لقد وقّع على وثيقة الأخوّة مع السنّة، ونتمنى أن يفعل الشيء نفسه مع المراجع الشيعية، كي يتحمّل العالم الإسلامي كلّه هذا الالتزام لصالح التعايش المتناغم والسلمي بين جميع البشر”.