Site icon IMLebanon

هل تُشكّل جبهة تطالب بانتخابات نيابية فرئاسية مبكرة؟

أخرج رئيس تيار المستقبل سعد الحريري كل ما في صدره من عتب وغضب على شريكه في التسوية الرئاسية التيار الوطني الحر، أمس. وأفرغ على مسامع اللبنانيين كلّهم، ما نام عليه لسنوات حتى عيل صبره، معلنا ان الاتفاق الذي بموجبه وصل العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وهو، الى السراي، بات من الماضي وسقط الى غير رجعة.

أبرز ما تضمنه خطاب الزعيم السني كان اذا كسر الجرة مع الفريق البرتقالي وتاليا مع “العهد”. اما السبب، فهو تصرفات الوزير السابق جبران باسيل الذي كان يعتبر نفسه، بحسب تعبير الحريري نفسه، رئيس الظل. فعطّل قرارات وحكومات لاسباب ميثاقية تارة والغائية طورا ووضع فيتوهات على هذا وذاك، كما قال رئيس الحكومة السابق، لينتزع في كل مرة ما يتلاقى ومصلحة فريقه السياسي ومشاريعه وخططه، قبل اي مصالح واعتبارات اخرى.

لكن وبغض النظر عن موقف الرئيس الحريري من هذه الممارسات حين كانت تحصل، وقد سكت عن معظمها وقتها، حتى انه خاصم حلفاءه في 14 آذار لـ”عيون صديقه جبران”، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان السؤال الذي يفرض نفسه اليوم، هو “الى اين بعد خلط الاوراق على الطاولة السياسية المحلية”؟ وما الذي سيعقب سقوط النواة الاصلب التي اسست للعهد وعنينا تحالف البرتقالي والازرق”؟

الجواب غير واضح بعد، تقول المصادر. فالحريري وجّه تحية مباشرة الى الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط امس، الا انه لم “يمد اليد” صراحة الى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في الاسلوب نفسه، وإن كان غازل القوات حين بدا يقر بأنها تعرضت لظلم على يد التيار الوطني الحر الذي انقلب على تفاهم معراب وحاول وضعها خارج اللعبة السياسية او تقليص حضورها فيها، الى الحدود الدنيا. رغم ذلك، تشير المصادر الى ان هذه اللفتة قد تفتح الباب اوسع على تقارب اضافي بين الحزبين في الفترة المقبلة.

لكن هل سنرى “الثلاثي” يشكل جبهة معارضة في قابل الايام؟ هل سيتحالف اركانه في صورة واضحة ورسمية؟ والاهم، ما الذي سيلتقون عليه؟ المصادر تشير الى ان “الخيارات الاستراتيجية” تجمع بينهم، تماما كما اصرارهم على محاربة الفساد، أقلّه في الطاقة والاتصالات (وهذا ما تبين بعد كلمة الحريري امس). ولكن هذه الامور قد تكون غير كافية لمواكبة المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان في اعقاب 17 تشرين، بحسب المصادر. والمطلوب في رأيها للخروج من المأزق الكبير الذي تتخبط فيه البلاد سياسيا واقتصاديا وماليا وشعبيا، ان يرصوا الصفوف للمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة تحصل في اسرع وقت. وفي حال فرزت مجلسا بتوازنات جديدة، قد يصبح مطلب انتخابات رئاسية مبكرة ايضا مشروعا، خاصة بعد ان بات ذلك مطلبا صريحا لدى المختارة، وبعد ان اشتكى الحريري من رئيس الظل امس، وقد سبقهما الى هذا الانتقاد اللاذع رئيس القوات حين تحدث عن “قوم بوس تيريز”. فهل يسلك الثلاثي درب التغيير الشامل؟