كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
مع اشتداد برودة الطقس وتدنّي درجات الحرارة بقوّة، يبحث الإنسان عن شتّى أنواع الوسائل التي تؤمّن له الدفء وتحميه من الأمراض التي قد تُصيبه. لكن إذا كنتم تعتقدون أنّ تناول الحساء هو السبيل الطبيعي الوحيد لمواجهة الصقيع، فأنتم تُخطئون كثيراً!
قالت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ”الجمهورية” إنه “لحسن الحظ، هناك مأكولات عدة يمكن التركيز عليها خلال الشتاء لتوفير الدفء اللازم الكفيل بمحاربة البرد مهما بلغت حدّته، والفضل في ذلك يرجع تحديداً إلى قدرتها على تنشيط الدورة الدموية وتزويد الجسم بطاقة حرارية مرتفعة”.
وعرضت في ما يلي أبرز 10 أطعمة ثبُت علمياً أنها تؤدي دوراً ملحوظاً في هذا المجال:
غنيّة بالسعرات الحرارية، بحيث أنّ كل 100 غ تحتوي على 90 كالوري، وبالتالي فهي تولّد الحرارة اللازمة لشعور الجسم بالدفء. تحتوي البطاطا الحلوة على نسبة عالية من الفيتامين A والنشويات الكفيلة بمنح الجسم طاقة عالية، ومن أبرز خصائصها أنها تحافظ على معدل السكر في الدم، وتؤثر إيجاباً في صحّة العيون والبشرة، وتكافح أنواعاً كثيرة من السرطان خصوصاً البروستات والرئة بفضل تضمّنها الكثير من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة.
استُخدمت جذوره منذ القِدم لمعالجة التقيؤ والغثيان، وتخفيف آلام الدورة الشهرية وأوجاع المفاصل، وتخفيض أعراض البرد والسعال، لذلك وُصف الزنجبيل بالمدفّئ الطبيعي للجسم. وبما أنه ينشّط الدورة الدموية بشدّة، فإنّ إضافته إلى الأكل تمنح الطاقة الحرارية المطلوبة لمقاومة برودة الجوّ.
تحتوي على الفيتامينات B التي تنظّم عمل الغدّة الدرقية التي بدورها تنظّم حرارة جسم الإنسان. لذلك فإنّ الفاصولياء تمدّ الجسم بالطاقة والدفء لمدة طويلة خلال الشتاء، ويمكن تحضيرها مع الكمّون لتعزيز عملية الدفء، والمساعدة على توفير شبع أكثر لاحتوائها تحديداً على الألياف. إشارة إلى أنّ الفاصولياء غنيّة بالبروتينات النباتية، والفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة التي تحارب أخطر الأمراض.
مصدر مليء بالسعرات الحرارية والطاقة، بحيث أنّ كلّ ملعقة كبيرة تؤمّن 94 كالوري، ما يزوّد الجسم بالطاقة الحرارية اللازمة لمقاومة نزلات البرد وبرودة الجوّ. اللافت أنّ زبدة الفستق مهمّة جداً بما أنها تحتوي على المعادن، والفيتامينات، والدهون الصحّية أبرزها حامض الـ”Oleic” الضروري لخفض الكولسترول في الدم وتقليل الإصابة بأمراض القلب.
كالفلفل الحرّ، والقرنفل، والبهار الأسود… إنها لا تمنح الأطباق مذاقاً مميّزاً فحسب، إنما أيضاً تزوّد الجسم بالحرارة اللازمة كي يشعر بالدفء. الفلفل الحرّ يحتوي على مادة “Capsaicin” التي ترفع حرارة الجسم طبيعياً، وتساعد على تعزيز الأيض وحرق سعرات حرارية إضافية، جنباً إلى خفض الشهيّة. إنه مهمّ خلال الشتاء لأنه يساهم في ضخّ الدم إلى أعضاء عدة في الجسم، وله فوائد كثيرة أبرزها حماية القلب من الأمراض، وخفض آلام المفاصل والتهابها.
ما يميّزها أنه يمكن إضافتها إلى المشروبات الساخنة أو الحلويات، وقد تبيّن أنها تمدّ الجسم بالطاقة والدفء طبيعياً، وهي مهمّة لمرضى السكري لأنها تساعد على ضمان استقرار معدل السكر في الدم، وتكافح الالتهابات والجراثيم، وتدعم عملية خسارة الوزن.
استُخدم منذ مئات الأعوام كعلاج غذائي طبيعي للجسم لاحتوائه على مركّبات نباتية فعّالة جداً. أهمّية العسل شتاءً ترجع تحديداً إلى قدرته على مدّ الجسم بطاقة ودفء طبيعيين بفضل مادة الفروكتوز المتوافرة فيه، جنباً إلى فاعليته في تقوية الجهاز المناعي، والقضاء على البلغم والسعال وحساسية الصدر.
يُذكر أنّ العسل مصدر مهمّ لمضادات الأكسدة لأنه يحتوي على مركّبات الفينول التي تقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع عدة من السرطان. فضلاً عن اعتباره معقّماً طبيعياً للجسم لأنه يقتل البكتيريا والفطريات الضارة، وبالتالي فهو مثالي لمقاومة نزلات البرد خلال الشتاء.
يميل الإنسان بطبيعته إلى تناول مزيد من الشوكولا خلال الشتاء للشعور بالدفء، وهذا صحيح لأنه يحتوي على سعرات حرارية عالية جداً، بحيث أنّ كل 10 غ من الشوكولا تؤمّن ما بين 50 إلى 60 كالوري، ما يمنح الجسم الطاقة اللازمة. ناهيك عن أنّ مادة الكاكاو المتوافرة في الشوكولا الأسود تحتوي على البوليفينول المضادة للأكسدة والتي تساهم في تهدئة الأعصاب، ورفع هورمون السعادة “سيروتونين”، وبالتالي الشعور بمزاج جيّد.
يمنح الجسم الحرارة والدفء بشكل قويّ، ويوفر الشبع لفترة طويلة لاحتوائه على الألياف، جنباً إلى مغذيات مهمّة جداً تسهّل عملية الهضم وتُزيل النفخة تُعرف بالبروبيوتك.
عند البحث عن الدفء والكالوريهات القليلة، فإنه لا يوجد أفضل من التلذّذ بالحساء خلال الطقس البارد خصوصاً عند تحضيره بالخضار والمكوّنات المنخفضة السعرات الحرارية، ولكنها في الوقت ذاته تساهم في التغلّب على نزلات البرد والسعال.
وختاماً، قدّمت قسطنطين مجموعة نصائح جوهرية يجب عدم تجاهلها خلال الشتاء:
– بما أنه يتم التركيز على المشروبات الساخنة خلال الشتاء للشعور بالدفء بما فيها الكابوتشينو، والقهوة، والسحلب، فلا بدّ من الانتباه إلى كميتها والنوع المختار.
– يجب الحذر جداً من الشهية خلال هذا الموسم. فبما أنّ النهار يصبح أقصر، تطول فترة العشاء ما يدفع إلى الشعور بجوع أكبر والميل إلى تناول كميات طعام أكبر. المطلوب استهلاك الوجبة المسائية باكراً، وفي حال الاستمرار في الشعور بالجوع، يمكن الحصول على سناك خفيف عبارة عن فاكهة بدلاً من المواد الأخرى المليئة بالكالوري.
– النوم أساسي خلال الشتاء حفاظاً على حرارة الجسم، وقلّته تخفض الطاقة فيشعر الإنسان ببرودة أكبر.
– من الضروري الاستمرار في احتساء جرعات جيدة من المياه خلال البرد حفاظاً على سلامة الدورة الدموية والتمكن من حرق الدهون.
– التمسك بالحركة لأنّ ذلك يؤمّن دفئاً طبيعياً ويضمن دورة دموية صحّية.
– تعزيز المناعة قدر الإمكان من خلال تناول كميات جيدة من الخضار والفاكهة المليئة بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، جنباً إلى الحصول على مكملات الفيتامين C من حين إلى آخر تفادياً لنقص مستوياته بما أنه أساسي للمناعة.