كتبت كريستينا جبر في صحيفة “الجمهورية”:
أزاح «حزب الله» الستار عن تمثال لقائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في بلدة مارون الراس الحدودية جنوب لبنان. وفي النصب، يظهر سليماني منتصباً، خلفه علم فلسطين ويشير إليها بإصبعه. وعقب هذا الحدث، توالت التعليقات، بين مؤيّدة ومعارِضة.
سأل النائب السابق أنطوان زهرا عبر «الجمهورية»: «ألم تعد التماثيل أصناماً؟ معطياتي تشير إلى أنّهم لا يؤمنون بالأصنام ويعتبرون التماثيل أصناماً وكفراً، فكيف تغيّرت الآية؟».
أضاف: «المشكلة أنّ الدولة غائبة وتعتبر نفسها ذكية أنّها لا توجّه لهم أي سؤال، وكأنّها بذلك تتجنّب المشاكل»، مشيراً، أنّهم «لا يعترفون بوجود الدولة إلّا عند احتياجهم إليها فقط ويتجاوزونها «بأزمنة» عندما لا يكونون بحاجةٍ لها. ففي حين يفتحون حروباً في الإقليم ولا يسألون عن أحد، يطلب منّا السيد نصرالله «الاتفاق على دعم الحكومة لأنّ السقف يقع علينا كلّنا»، سائلاً: «كيف يمكن محاسبة هؤلاء».
وشبّه زهرا «حزب الله» بالوصاية السورية التي كانت تمنع اللبنانيين من تناول وجوده في لبنان واعتباره غير طبيعي، «فالحزب يتصرف مثل السوريين تماماً، يحاول فرض نمط سلوك معين، بحيث يعتاد اللبنانيون على عدم السؤال او الاحتجاج او محاسبة ما يقوم به «حزب الله» من أفعال تتجاوز القانون، وهو الذي يعتبر انّ القانون يسري على غيره ولا يسري عليه».
كذلك، رأى الرئيس فؤاد السنيورة، أنّ «الأراضي اللبنانية يملكها أشخاص، أمّا الشوارع فهي مساحات عامّة، وبالتالي يُفترض ألّا يضع أيُّ طرف نُصباً معيناً قبل استشارة الحكومة اللبنانية في الحدّ الأدنى». وقال لـ«الجمهورية»: «البلد مش ناقصها» وإقامة التمثال خطوة غير مفيدة وعمل غير رصين».
أمّا عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب أنور جمعة، فعلّق على الإنتقادات، وقال: «هناك شوارع عدّة مسمّاة بأسماء أعداء لبنان في العاصمة بيروت، لنغيّر أسماء شوارع الجنرال فوش وغورو اللذين احتلّا لبنان»، منتقداً الهجمات التي تطاول إيران دائماً، التي تمدّ دائمًا يد المساعدة للبنان، في حين يخنقنا الأميركيون». وقال: «نحن نضع النصب أمام محتلّ كان يذلّنا، والآن لا يتجرّأ أن ينظر إلينا، يكفينا هذا العزّ».
من جهته، قال اللواء أشرف ريفي عبر «تويتر»: «إنّ إقامة نصب لسليماني في الجنوب لا علاقة له بمواجهة إسرائيل بل بتأكيد وصاية إيران على لبنان. فيلق القدس لم يقاتل من أجل القدس، بل دمّر سوريا والعراق وحوّل لبنان الى دولةٍ فاشلة. وصاية إيران تعمّق أزمتنا الإقتصادية، وهذا برسم رئيسَي الجمهورية والحكومة والمسؤولين».
اسرائيل من جهتها، اعتبرت انّ المشروع الإيراني في لبنان يتعزز يوماً بعد يوم، وقال الناطق بإسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر «تويتر»: «في ظلّ الأزمات السياسية والاقتصادية يُكشف الستار عن تمثال لقاسم سليماني في مارون الراس جنوب لبنان… فهل ارتدى لبنان العباءة الإيرانية رسميًا؟ هل سيتمّ قريباً تطويب التمثال في ملاهي بيروت؟ لماذا لم نرَ تمثالًا يجسّد مايكل دبغي الطبيب العالمي وأحد رواد جراحة القلب ابن مرجعيون؟».
أضاف أدرعي: «نسأل حول خلفيات رفع تمثال قاسم سليماني في مارون الراس في الجنوب، الذي يفتقد لعدد من المعالم الثقافية اللبنانية. وقد أغنى لبنان العالم بأدمغة خرجت من أرضه.. فلماذا لا يُرفع مجسم لحسن كامل الصباح المخترع اللبناني الذي وصل الى العالمية وهو ابن النبطية؟».
وتابع: «القادمون إلى لبنان من الخارج، وبدلاً من أن يُستقبلوا بمجسم لمفكر لبناني أو صاحب انجاز من وطن الأرز، إذ بجادة للأمام الخميني تنتصب أمامهم على طريق المطار، وكأن الرسالة باتت واضحة: لبنان تحت العمامة الايرانية».
وسأل: «هل رفع الستار في منطقة مارون الراس جنوب لبنان عن تمثال سليماني هو تأكيد لدعم سياسته التي تمثلت وتتمثل بقتل الأبرياء في اليمن والعراق وسوريا … وصولًا إلى لبنان؟ هل هذه ثقافة الشعب اللبناني».