IMLebanon

الاتفاق بشأن إدلب معقد… ذهاب تركيا أبعد ميدانيًا بات صعبًا؟

 يبدو الاتفاق بين الأتراك والروس حول التطورات في شمال سوريا أمرا صعبا وشائكا هذه المرة، وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”، بفعل اصرار أنقرة على منطقة آمنة خاضعة لها في المنطقة من جهة، وموافقة موسكو الضمنية على تمدد النظام السوري نحو الشمال بعد ان اخفقت تركيا، في نظر الكرملين، في تطهير الشمال من “الارهابيين”، من جهة ثانية.

في السياق، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم أن إذا لم تتوصل روسيا وتركيا إلى نتائج في مباحثات موسكو حول إدلب، فمن الممكن عقد لقاء على مستوى رئيسي البلدين خلال الأيام المقبلة. ونقلت قناة “TRT” التركية عن أوغلو هذا التصريح في وقت تتواصل فيه في العاصمة الروسية موسكو، لليوم الثاني على التوالي، مباحثات بين الوفدين التركي والروسي لمناقشة الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد شمالي سوريا. ويشارك في مباحثات اليوم التي بدأت عند العاشرة صباحا في مقر وزارة الخارجية الروسية، ديبلوماسيون ومسؤولون عسكريون واستخباراتيون من الجانبين. ويترأس الوفد الروسي كل من نائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين ومبعوث الرئيس الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، فيما يترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، علما ان جولة أمس من المباحثات في موسكو حول إدلب اختتمت من دون نتيجة واتفاق الطرفين على مواصلة الحوار اليوم.

في الميدان، معارك مستمرة وحركة نزوح كثيفة. فقد أعلنت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه أن ما يقرب من 300 مدني قتلوا في هجمات في شمال غرب سوريا هذا العام مشيرةً إلى 93 بالمئة من هؤلاء راحوا ضحية ضربات نفذتها الحكومة السورية وحليفتها روسيا. وأدانت باشليه في بيان عبرت فيه عن “الفزع من حجم الأزمة الإنسانية” بسبب الضربات المباشرة أو قرب مخيمات النازحين والمنشآت الطبية والتعليمية بما في ذلك مستشفيان أمس الاثنين. وقالت باشليه من قبل إن “ضربات كتلك قد تصل إلى حد جرائم الحرب”. وفي إفادة صحافية في جنيف، قال المتحدث باسم باشليه روبرت كولفيل ردا على سؤال عما إذا كانت سوريا وروسيا تتعمدان استهداف المدنيين ومنشآت محمية بموجب القانون الدولي: “كثافة الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية والمدارس تشير إلى استحالة أن تكون جميعها عرضية”.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن جهود الإغاثة في شمال شرقي سوريا “مستنزفة” بسبب ارتفاع عدد النازحين مع استمرار هجوم القوات الحكومية في محافظة إدلب. وجاء التحذير الأممي في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس السوري بشار الأسد بمواصلة عمليات الجيش في شمالي البلاد. وقال الأسد “معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة”، بعد أن تقدمت قواته في مناطق جديدة في نهاية الأسبوع.

وأمام المعطيات الميدانية والسياسية الراهنة، تقول المصادر ان تركيا قد لا تتمكن من الذهاب بعيدا في خيار المواجهة العسكرية. فإلى غياب الدعم الروسي لأنقرة، يبدو الناتو ايضا لن يقدم اي مساعدة لتركيا. فقد أبلغ مصدر في حلف الناتو، وهو ديبلوماسي يعمل في بعثة إحدى الدول الأعضاء في مقر الحلف ببروكسل، وكالةَ أنباء “تاس” الروسية، منذ ساعات، بأن الحلف لا ينوي تقديم الدعم العسكري لأنقرة في حال قيامها بهجوم أو اجتياح شمال سوريا. وأضاف: “دول الناتو لن تدعم تفعيل البند الخامس بسبب مقتل عسكريين أتراك في إدلب مطلع شباط”، مشددا على أن الحلف “لا ينظر في إمكان تقديم مساعدة عسكرية لتركيا في حال القيام بعملية في هذه المنطقة”.