Site icon IMLebanon

أحمد توفيق.. “شهيداً” جديداً لـ”ثورة 17 تشرين”

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

لفّ الحزن طرابلس وعكّار ومناطق الشمال، على رحيل الشهيد أحمد محمد توفيق (علوش)، وهو عكّاري من سكان مدينة طرابلس، وافته المنية ليل الاثنين الماضي إثر تعرّضه لإصابة برصاصة في البطن، في أحداث الجميزات في طرابلس والتي اندلعت بعد أقل من أسبوعين على انطلاق “ثورة 17 تشرين”، عندما دارت مواجهات بين الجيش ومتظاهرين أقدموا على نزع الصور والأعلام الحزبية عن مكتب “التيار الوطني الحر” في الشارع الآنف الذكر.

وشيّعت بلدة تلحياة وأهالي سهل عكّار و”الرفاق الثوار” – الذين أتوا من طرابلس وعكار ومختلف المناطق – أحمد توفيق “شهيداً” جديداً من “شهداء ثورة 17 تشرين”، ووري الثرى وسط حالة من الحزن العميق والغضب الشديد بسبب سلطة تترك مواطنيها يموتون ولا تستجيب لمطالبهم.

وكان أحمد قد خضع للعناية الطبية المشددة بعد تعرضه للإصابة في مستشفى النيني في طرابلس، محاولاً مقاومة جروحه والتغلّب على إصابته، على أمل العودة لمزاولة يومياته من جديد. لكنّ آلامه وجراحه تغلّبت في النهاية، فانتقل أحمد إلى جوار ربه مساء الإثنين الماضي، بعدما أمضى قرابة الثلاثة أشهر تحت العلاج في المستشفى.

كيف بدا أحمد في آخر أيامه؟ محمد توفيق (والد الشهيد)، روى لـ”نداء الوطن” كيف كان أحمد في آخر أيامه وقال: “لقد ساءت أوضاع ابني كثيراً، فخضع لأكثر من عملية جراحية، حتى أبلغنا الطبيب في النهاية، أن إمكانية النجاة أصبحت صعبة”. أضاف: “عاش أحمد بطلاً ومات بطلاً… في آخر أيامه كان يتمسّك بالأمل بأنه سيعود إلى حياته ليبني منزل أحلامه ويؤسس عائلته”. فقد اشترى أحمد لوازم البناء من حديد وغيره، وجهّز كل المستلزمات لبناء منزلٍ له في عقار تملكه العائلة. لكنّ أحمد رحل وترك الدنيا.

ووجّه الوالد رسالة إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون بالقول “أطلب منك حقي وحق إبني من العنصر الذي أطلق النار عليه وهو الآن في السجن… أطلب منك إنصاف روح إبني بإحقاق الحق وتحقيق العدالة”.

علي الخلف الناشط في “ثورة عكّار” شارك إلى جانب “رفاقه الثوار” في تشييع الشهيد أحمد توفيق، وقال لـ”نداء الوطن”: “مصابنا كبير وخسارتنا أكبر. لكننا نؤكد لروحه بأن ثورتنا مستمرة ولا عودة عنها حتى تحقيق الأهداف التي خرجنا من أجلها”.

أضاف: “في ظل وجود هكذا سلطة سياسية، فنحن كل يوم نعيش الأمرّين والشهيد أحمد مثال كل مواطن، ثار على الظلم والإستبداد من أجل كرامة المواطن والوطن، واستشهد لأجل ذلك. اليوم سقط أحمد وغداً قد يكون أي واحد منّا. لكننا نعاهد روحه بأننا لن نستكين حتى تتحقق العدالة التي نسعى لأجلها”.

وفي تحية إلى روح أحمد، رفع “ثوار طرابلس” صورة له على مبنى “الغندور” في ساحة النور (“ساحة الثورة”)، كتبوا عليها: “شهيد ثورة 17 تشرين وشهيد لبنان أحمد محمد توفيق”. وتعبيراً عن حالة الغضب تلك، أقدموا على نزع صور رئيس الجمهورية ميشال عون في المنية، كما أُزيلت صوره وصور نائب “التيار الوطني الحر” أسعد درغام التي كانت مرفوعة في منطقة سهل عكّار.