أجرى وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي محادثات، في قصر بسترس، مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس تلاها خلوة دامت عشر دقائق.
وقال حتّي، بعد اللقاء: “هذه الزيارة تعكس العلاقة الطيبة التي تجمع بين البلدين وبين الشعبين اليوناني واللبناني. لنا تاريخ مشترك يجمع بيننا، بحرنا الأبيض المتوسط والكثير من العادات والتقاليد المشتركة وأهم ما يجمع بيننا هو إرادة وحب الحياة وحب المبادرة الفردية والاندفاع نحو العمل والابتكار. ومن لا يجد فرصته ضمن حدوده الوطنية يبحث عنها في أقاصي الأرض. والمراكب الفينيقية والإغريقية حملت إنساننا وحضارتنا وثقافتنا إلى أقصى أقاصي المعمورة”.
وتابع: “اليوم تركز الحوار بين الأصدقاء على التعاون الاقتصادي بين بلدينا في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها اليوم في لبنان، واستمعنا من الوزير الصديق عن تجربة بلده في هذا المجال وكيفية مواجهة الأوضاع الصعبة التي مروا بها علها تكون دروسًا مفيدة لنا، خصوصًا أن اليونان تمكنت من التعافي”، مشيرًا إلى أن “النقاش تناول ضرورة تعزيز التبادل التجاري بين البلدين عبر تشجيع الصادرات اللبنانية الزراعية والصناعية، واليونان دولة أساسية في الاتحاد الاوروبي وهذا مدخل آخر ومهم جدًا باتجاه الاتحاد الأوروبي والقرب الجغرافي يساهم كثيرًا في هذا المجال”.
وأردف: “كما تحدثنا في مسألة تعزيز القطاع السياحي كالسياحة التقليدية والثقافية وكافة أنواع هذه السياحات المنتجة جدًا والتي تعزز العلاقة بين البلدين في مجالات عدة ما يسمح لنا في لينان بتعزيز المؤسسات السياحية للحفاظ على العاملين فيها. اليوم همنا الأول هو اقتصادي وسنبذل ما بوسعنا في لبنان لإنقاذ القطاعات الإنتاجية والمحافظة على الوظائف”.
وأضاف: “تطرقنا أيضا إلى قطاعي النفط والغاز في البلدين ووجوب أن نتشارك في الخبرات والمعرفة لضمان استخراج أكبر كمية وبأقل كلفة ممكنة. اليونان سبقتنا ولها تجربة رائدة ويمكن أن تفيدنا جدا في هذا المجال. كما تناول الحديث أيضًا التطورات في المنطقة، وهنالك اتفاق بضرورة احترام وتفعيل قواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة لتكون كلها المرجع لتسوية أي صراع أو نزاع أو خلاف في المنطقة. تعلمون أن لبنان واليونان وقبرص تستعد لعقد قمة ثلاثية أواخر شهر آذار المقبل، وكان من الطبيعي أن نناقش هذه الأجندة وندرس الأمور والقضايا المطروحة عليها، ومتابعة التحضيرات لها”.
وختم: “هذا بشكل أساسي ما تحدثنا به، أرحب مجددا بالوزير الصديق في بلده الصديق لبنان، وهذه بداية لتوثيق وتعميق علاقات التعاون القائمة بين بلدينا وبيننا شخصيًا”.
بدوره، تحدث دندياس متوجها إلى حتّي قائلًا: “من دواعي سروري أن أهنئك وأتمنى لك النجاح في مهامك الجديدة. إن العلاقة بيننا قائمة على أساس صلب وعلى الصداقة والاحترام المتبادل وهذا ما تأكد لنا في المحادثات التي أجريتها حيث اتفقنا على إيجاد سبل تعميق هذه العلاقة السياسية والاقتصادية والثقافية سواء كان على الصعيد الثنائي أو الثلاثي مع قبرص. وهذا التعاون الثلاثي كان له نتائج ايجابية حتى الآن”.
وأكد “دور اليونان البناء في دفع علاقات لبنان مع الاتحاد الاوروبي إلى الأمام”، قال: “أعربنا عن دعمنا لأجندة الإصلاحات من قبل الحكومة. وتبادلنا وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية ونشدد على دعمنا للحلول السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة سواء في ليبيا أو سوريا أو دول العالم”.
وقال: “استمعت إلى آراء المسؤولين اللبنانيين حيال الوضع في سوريا وأعربنا عن إعجابنا بما يقوم به لبنان من جهود كبيرة حيال النازحين وهذا ما يشكل اهتمامًا كبيرًا بالنسبة لبلدينا حيث أن اليونان تشكل الدولة المدخل إلى قارة أوروبا. كما بحثنا الوضع في ليبيا وقرار مجلس الشؤون الخارجية أخيرًا حول لبنان وندعم جهود المبعوث الأممي غسان سلامة”.
وأضاف: “وبناء على مذكرة التفاهم بين أنقرة والسيد سراج أؤكد مجددًا على وجهة نظرنا وهي أنه رغم أن هذه المذكرة لاغية وباطلة كونها خارج إطار القانون الدولي ولا تحمل أي تبعات قانونية تشعل فتيل الحرب الأهلية وتشكل محاولة لوضع يد القوى الخارجية على ليبيا. بالإضافة إلى ذلك تعطي للنزاع طابعًا دوليًا بانتهاكها لحقوق السيادة الخاصة باليونان وبذلك تهدد السلم والاستقرار في شرقي المتوسط. علي أن أقول بعد اجتماعات عقدتها مع شركاء اليونان في جامعة الدول العربية لدي الانطباع بأن جهود تركيا الرامية إلى توسيع نطاق نفوذها على المناطق التي كانت سابقًا جزأ من السلطنة العثمانية شكلت مصدر قلق ورفض من قبل هذه الجهات”.
وختم بتجديد شكره للوزير حتي على “حسن استقباله وضيافته”، مؤكدًا “الاستمرار في التعاون بين البلدين لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
بعد ذلك أولم حتي على شرف ضيفه اليوناني والوفد المرافق.