أكدت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري أن “التربية هي البنية الأساسية للتغيير الفردي والمجتمعي والعدالة التربوية هي أساس العدالة الاجتماعية، وهذا ما آمن به وعمل له الرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال مسيرته الانسانية والوطنية وأرساه من خلال مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة”، مضيفةً: “التربية هي تنمية قدرات والعدالة الاجتماعية هي تكافؤ فرص والمساواة بين المواطنين بالحقوق والواجبات والهدف الأسمى أن نصل إلى بناء وانتظام الدولة وهذا الهدف لن نحيد عنه لأنه هو من يحمي الأجيال القادمة”.
كلام الحريري جاء خلال لقاء حواري أجراه معها تلامذة الصف السابع في مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري في مجدليون، في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري واليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، حضره مدير المدرسة الدكتور أسامة أرناؤوط وعدد من رئيسات الأقسام والمعلمات.
وتابعت: “إن مؤسسة الحريري التي عملت على مساحة الأرض اللبنانية وعلمت 35 ألف طالب من كل المناطق والطوائف، ساهمت بتطبيق العدالة التربوية التي بطبيعة الحال تؤدي إلى العدالة الاجتماعية لأنها تعني تكافؤ الفرص وهذه كانت منهجية الرئيس الشهيد رحمه الله. وفي كل مكان تستطيع فيه أن تبني قواعد للعدالة الاجتماعية وتترك أثرًا وتفتح آفاقًا فيه كانت المؤسسة تبادر وخاصة في قضية المرأة وتمكينها لأن ذلك يشكل أساس التوازن المجتمعي”.
وردًا على سؤال أين تجد نفسها بين التعليم والنيابة، قالت: “حتى في النيابة اشتغل تعليمًا من خلال لجنة التربية النيابية. وفي النيابة أيضًا كل يوم نتعلم لنترك أثرًا في التشريع. نحن نؤمن بالتعليم المستدام لأن التربية هي تنمية قدرات والعدالة الاجتماعية هي تكافؤ فرص والمساواة بين المواطنين بالحقوق والواجبات، والهدف الأسمى أن نصل إلى بناء وانتظام الدولة وهذا الهدف لن نحيد عنه لأنه هو من يحمي الأجيال القادمة”.
وعن رؤيتها المستقبلية للتعليم، قالت: “أن يكون هناك تكافؤ فرص بين التعليم الرسمي والخاص ولكل طالب على الأرض اللبنانية الحق في التعليم الجيد وسواء كان في المدرسة الرسمية أو الخاصة يجب أن يحصل على نوعية التعليم نفسها، وهذا ما نحاول أن نصل إليه”.
وفي الرسالة التي توجهها لطلاب البهاء وطلاب لبنان، قالت: “أتمنى لكم أن تحققوا أحلامكم وألا تتوقفوا عنها لأن الحلم هو البداية والعلم يوصلك إلى تحقيقه. طلاب البهاء لهم مكانة خاصة عندي، ولكن قلبي يتسع لكل طلاب لبنان لأنكم الرأسمال البشري ومستقبل البلد بيدكم، وأدعوكم لأن تكون علاقتكم بالمجتمع وثيقة، لأن التعليم لا يقتصر على داخل الصف. وعلى كل منكم أن يكتشف موهبته لنساعدكم على تطويرها، فالتعليم ليس فقط شهادة وعلامات وإنما بناء شخصية قيادية وطموحة ولديها ثوابت وقيم وتطوير قدرات وابتكار افكار جديدة، وهذا ما زرعه فينا رفيق الحريري”.
وعن سر نجاح الرئيس رفيق الحريري وما كونه من صداقات وعلاقات مع الدول، قالت الحريري: “رفيق الحريري هو قدوة، منذ بداياته كانت لديه ككل الشباب وعندما أكرمه الله فكر ببلده الذي كان فريسة للحرب الأهلية في زمن كانت كل الأمور استثنائية وفي ظل غياب كامل للدولة. فكر رفيق الحريري بداية كيف يخدم أبناء بلده بالتعليم، ثم كان همه الأساسي وقف الحرب فقام بمبادرات بدعم من المملكة العربية السعودية، وساهم بالخطوات التي قادت إلى اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب لأنه يحب بلده. ثم كانت إزالة آثار الحرب وإعادة الإعمار هي الأساس بالنسبة إليه، وفي الوقت نفسه لإعادة الثقة بلبنان وجذب المستثمرين فوظف علاقاته الشخصية لمصلحة لبنان، هذا ليس سرًا، وهذا ألف باء المواطنة”.
وردا على سؤال عن دور البيت والأهل في تكوين شخصية رفيق الحريري وما تحلى به من قيم ومبادئ، قالت: “كان أساسها البيت الذي ولد وتربى فيه ودور الوالدين رحمهما الله في تربية أبنائهما على الإيمان بالله والصدق والشجاعة في قول الحق ومساعدة الناس، فانطبعت أعمالهما لديه قيمًا، وعندما أكرمه الله كان من الطبيعي أن يجسدها عملًا ومنهجية حياة. رفيق الحريري آمن بحق الإنسان في أن يعيش بكرامة ويتعلم ويحصل على فرصة عمل، كل هذه القضايا طبقها رفيق الحريري في حياته”.
وختمت: “مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري أرادها رفيق الحريري تحقيقًا للعدالة التربوية والاجتماعية، وإن شاء الله ستستمر هذه المدرسة وأنتم على السكة الصحيحة، وأدعوكم إلى ألا تنسوا مدرستكم بعد أن تتخرجوا لأنكم أنتم من سيكمل الطريق، ولأن تعتزوا بقيمكم وتتمسكوا بها وتحبوا وطنكم وتخدموا مجتمعكم لأن على كل إنسان إذا كان قادرًا، واجبًا تجاه مجتمعه وكل منكم يستطيع أن يتابع ويعمل بقيم رفيق الحريري”.