نددت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي، المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بـ«التقاعس» الدولي عن إيجاد حل للصراع في سوريا، وبـ«وحشية» القوى التي تؤجج هذا الصراح لتحقيق مصالح شخصية.
وقالت جولي، في مقال كتبته لمجلة «التايم» الأميركية: «لقد زرتُ سوريا نحو 10 مرات، منذ بدء الصراع في 2011. في البداية، كان لدى العائلات التي قابلتها نظرة تفاؤل كبيرة نحو المستقبل، وطلبوا مني أن أخبر الناس بمعاناتهم وما يحدث لهم، حيث كان لديهم ثقة بأنه بمجرد معرفة الحقيقة، سيأتي العالم لإنقاذهم».
وأضافت: «لكن بعد ذلك، تحوّل الأمل إلى غضب وصراع من أجل البقاء. ذلك الغضب الذي رأيته في عيني أب حمل طفله لي، وسألني: (هل هذا إرهابي؟ هل ابني إرهابي؟)، ورأيته كذلك في عيون عدد من العائلات التي قابلتها، وعبروا لي عن عدم تمكُّنهم من الحصول على الطعام والأدوية لأطفالهم».
وعبرت جولي عن حزنها بسبب التقاعس الدولي عن مساعدة الشعب السوري في معاناته، منددةً بـ«وحشية» القوى التي تؤجج الصراح في سوريا لتحقيق مصالح شخصية.
وأضافت أن هناك بلداناً أخرى «صبّت تركيزها على مكافحة الإرهاب أو على جهود الإغاثة الإنسانية، في حين أن الحرب نفسها كانت تنزف بقوة وكان لا بد من إيجاد حل لها أولاً».
وأشارت نجمة هوليوود في مقالها إلى أن القوانين التي تحظر قتل المدنيين وقصف المستشفيات والمدارس، والمعاهدات التي تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية والاتفاقيات الموقعة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوقف الصراع، كلها لم تُستخدم أو أسيء استخدامها، مؤكدة أنه منذ عام 2014، لم تتمكن الأمم المتحدة من إحصاء عدد القتلى في سوريا، في حين يقدر البعض أن أكثر من نصف مليون سوري ماتوا حتى الآن نتيجة للصراع.
ورأت جولي أن ما يحدث في سوريا دليل على أن الافتقار إلى القيادة والدبلوماسية له عواقب جسيمة.
كما شددت على ضرورة استخدام أميركا قوتها الدبلوماسية للإصرار على وقف إطلاق النار في سوريا والوصول إلى اتفاق سلام قائم على قدر من المشاركة السياسية مع ضمان العودة الآمنة للاجئين.
وازدادت حدّة الصراع في سوريا منذ شهر كانون الأول الماضي، حيث تقاتل قوات النظام السوري للقضاء على آخر معاقل للمعارضة في محافظتي إدلب وحلب.
وتسبب هذا التصعيد بمقتل أكثر من 380 مدنياً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وبنزوح أكثر من 800 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.
وباتت قوات النظام السوري، المدعومة من روسيا وإيران و«حزب الله» اللبناني تسيطر على أكثر من 70 في المائة من سوريا، وقد تعهّد بشار الأسد استعادة السيطرة على كل مساحة البلاد.