كتب علي عواد في “الاخبار”:
سريعاً وبدون مقدمات، يبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد منذ اليوم الأول 76828 شخصاً، شُفي من هؤلاء 18909 أشخاص، فيما لقي 2250 شخصاً حتفهم. أرقام المصابين المتبقية هي 55669 شخصاً، 78 في المئة منهم (أي 43589 شخصاً) حالتهم متوسطة وهم قيد المعالجة، فيما 22 في المئة (أي 12071 شخصاً) حالتهم حرجة. بالنسبة إلى معدل الوفيات العالمي بالمرض فهو 2.1 في المئة، بينما في ووهان، المدينة الأكثر تأثراً بالفيروس، فهو 4.9 في المئة، ما يعني أن البشرية أمام فيروس سريع الانتشار ولكن بمعدل قتل منخفض. وهذا بحسب الأرقام الصينية ومنظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض (CDC).
ما قدمته منظمة الصحة العالمية عن الفيروس حتى الساعة:
– الفيروس اسمه كورونا الجديد، شكله دائري وتحيط به تيجان ومن هنا أتت التسمية، فيما المرض اسمه كوفيد-19. (يشبه الأمر فيروس HIV فيما المرض الذي يتسبب به هو الإيدز).
– عوارض المرض تتمثل بـ: التهاب رئوي حاد، سُعال، حرارة ومشاكل في التنفس. في بعض الحالات الحرجة عانى المصابون من فشل في أعضاء الجسم. فيما الشفاء يعتمد على قوة جهاز المناعة لدى المصاب به، علماً أن غالبية الوفيات كانت لأشخاص إما كبار في السن أو لديهم جهاز مناعي ضعيف.
– بالنسبة إلى كيفية الانتشار، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس ينتشر بين البشر عن طريق الهواء، أو عبر تلوث يدي الأفراد من أشخاص مصابين ومن ثم ملامسة وجههم أو أفواههم بأيديهم المصابة.
كيف نحمي أنفسنا:
غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون (20 ثانية على الأقل)،
تغطية الوجه أثناء السعال أو العطس،
تجنب الاتصال المباشر بأي شخص يسعل أو يعطس.
إذا كان الشخص مصاباً، عليه ارتداء قناع لحماية الآخرين
وقد يكون الإسهال وسيلة ثانوية لنقل المرض، بحسب فريق من الباحثين.
وأشار علماء صينيون في مجلة «نيو انغلاند جورنال أوف مديسن» إلى أن الشخص المصاب سينقل المرض إلى ما معدّله 2,2 شخص. وتعتبر هذه نسبة أعلى من نسبة انتقال الإنفلونزا الشتوية (1,3)، وأقلّ من أيّ مرض معدٍ آخر مثل الحصبة (أكثر من 12)، وشبيهة بنسبة السارس (3) الذي انتشر في الصين عامَي 2002 و2003.
العلاج:
لا علاج حتى الساعة لفيروس كورونا الجديد، فيما الأفراد الذين شُفوا من المرض، تم إعطاؤهم مزيجاً من الأدوية المضادة للفيروسات مع الأدوية الخاصة بمرض الايدز لرفع مناعتهم. علماً أن مختبرات الأبحاث حول الكوكب تجهد للوصول الى ترياق. وبالتوازي تختبر الصين دواء فوسفات الكلوروكين، وهو دواء مضادّ للملاريا، تبين أن له تأثيراً علاجياً معيناً على المرض الناتج عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). فيما يجب التنبه إلى أن المضادات الحيوية لا تنفع في هذه الحالة إذ هي مخصّصة لمكافحة البكتيريا وليس الفيروسات.
معطيات يجب الالتفات إليها:
اعتقد العلماء في البداية أن الفيروس يصبح معدياً بعد أيام من بدء ظهور الأعراض، كما حدث في حالة فيروس سارس، بحسب ما ذكر أرنو فونتانيه من «معهد باستور» لوكالة «فرانس برس». إلا أنهم يعتقدون الآن أنه يمكن أن يصبح معدياً قبل ذلك. وقال فونتانيه: «اليوم، الجميع متفقون على أن فترة العدوى تبدأ فور ظهور الأعراض». وأضاف إن «بعض حالات العدوى سُجّلت من أشخاص لم تظهر عليهم الأعراض، والشخص الذي لا تظهر عليه الأعراض لا يسعل، لذا، إن انتقال الفيروس من هؤلاء يجعل من احتواء الفيروس عملية صعبة نظراً إلى صعوبة رصدهم». هذه الحالات من العدوى دفعت بنائب رئيس مكتب الشؤون المدنية في شنغهاي، تسنغ تشون، ليقول في مؤتمر صحافي: «إن فيروس كورونا الجديد يمكن أن ينتقل عبر الـ aerosol»، بمعنى أن الفيروس، لحظة خروجه من المصاب به، يندمج مع جزيئات أخرى في الهواء، ما يعطيه القدرة على التنقل إلى مسافات أبعد، ليعود ويصيب من يتنشّق الهواء فيها.
الوضع الحالي عالمياً
من جهته أكد مدير منظمة الصحة العالمية أمس، أن فرص منع تفشي فيروس كورونا المستجدّ «تتقلّص» مع ارتفاع عدد الإصابات المسجلة خارج الصين. ولذلك دعونا المجتمع الدولي إلى التحرّك بسرعة بما في ذلك في مجال التمويل. ليس هذا ما نراه حالياً، لكنه أشار إلى أن احتواء الوباء لا يزال ممكناً. وأعلن أن فريق الخبراء الدولي بقيادة المنظمة المتواجد في الصين سيتوجه السبت إلى مدينة ووهان، بؤرة الوباء.
في السياق ذاته أعلنت إيران أمس الجمعة وفاة شخصين بفيروس كورونا المستجدّ لترتفع حصيلة الوفيات بالمرض في الجمهورية الإسلامية إلى أربع. وأعلن رسمياً في إيران عن أول حالات إصابة بمرض كوفيد-19، وأول حالات وفاة في الشرق الأوسط. فيما بحسب المتحدث باسم الوزارة كيانوش جهانبور على تويتر «تم تأكيد 13 إصابة جديدة». هذا وظهر الفيروس في إيران الأربعاء الماضي، عندما أعلن مسؤولون أنه أسفر عن وفاة شخصين مسنّين في مدينة قم (150 كلم جنوب طهران) التي تحتضن عدداً كبيراً من الطلبة والزوار.
أما جمهورية الصين الشعبية فقد نجحت إلى حدٍّ كبير، بكبح جماح فيروس كورونا الجديد. لذا بتنا نرى يومياً انخفاضاً في أعداد الإصابات الجديدة. وعليه، يجب على حكومات البلدان التي بدأت تكتشف إصابات مستجدّة لديها مثل لبنان، أن تتواصل مع الصين للاستفادة من الخبرات التي باتت لدى الخبراء الصينيين، وليس فقط مع منظمة الصحة العالمية، وخصوصاً أن الأخيرة أشادت منذ اليوم الأول بالإجراءات الصينية المذهلة، مضيفةً أن الصين تشتري الوقت للعالم كله للتحضير لما قد يتطور.