أشار رئيس المجلس التفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين إلى أننا “مسؤولون جميعًا عن الحفاظ على مناعة بلدنا ووحدته، بغض النظر عن الذين أساؤوا ويسيئون، فكل يوم هناك من يسيء إلى كل عناصر قوتنا وإلى الشرفاء في بلدنا، لكن هؤلاء كانوا موجودين في السابق، أي منذ الثمانيات حتى الآن، ونحن نرى الحقد واللؤم والخبث لديهم لمناسبة أو لغير مناسبة، هؤلاء الذين فسدوا وأفسدوا هذا البلد، هم الذين أضمروا السوء لهذا البلد بكل ما قاموا به وما فعلوه، كل هؤلاء لا ينبغي أن يجعلونا نيأس أو نضعف”.
وأضاف، خلال حفل تأبيني أقامه الحزب عن روح شهيده محمد باقر روماني وفي الذكرى السنوية لاستشهاد أخيه علي الأكبر روماني، بمشاركة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ومسؤول منطقة الجنوب الثانية في الحزب علي ضعون وفاعليات: “نحن كنا نتحمل المسؤولية بمقدار معين، واليوم نحن أقوى وأقدر على أن نحدد المسارات، وأن نساهم في تحديد مسارات المستقبل لهذا البلد، فلا يصح أن نيأس على الإطلاق، على الرغم من المشاكل الكبيرة والكثيرة على المستوى المالي والنقدي والإجتماعي والمعيشي، فالمهم أن يحدد اللبنانيون الأولوية، والمطلوب من الحكومة التي دعمناها وندعمها ونؤيدها ونحن فيها، كما هو مطلوب من الزعماء والسياسيين الحريصين على هذا البلد، بأن يحددوا الأولوية، فليس بإمكان لبنان أن يعالج اليوم كل مشاكله، هذا هو الواقع، المطلوب أن تتحدد الأولويات، والأولوية هي للقرارات السريعة والجريئة ولا أقول المتسرعة لكن البطء ليس في محله على الإطلاق، لا بد من اتخاذ قرارات سريعة وجريئة وحاسمة للوصول إلى علاجات يمكن أن تجد طريقها إلى التطبيق في ما تبقى من وقت، والوقت ليس لمصلحة بلدنا، والتباطؤ ليس لمصلحتنا على الإطلاق”.
ورأى أن “الاجتماعات مهمة والاستشارات مهمة واللقاءات أيضًا مهمة والتصريحات أحيانا مهمة، لكن الأهم هو العمل، ونحن بحاجة إلى قرارات وإجراءات عملية تعطي أملًا واقعيًا وتجترح حلولًا حقيقية. اللبنانيون ينتظرون هذه القرارات بالشكل السريع والوافي والكافي للبدء بالحلول، أما إذا بقينا نتحدث عن نظريات فالجميع سيمل”، وقال: “لبنان ليس بحاجة إلى النظريات بل إلى اتخاذ قرارات تحسن الوضع المالي والنقدي والاقتصادي والمعيشي، لنتقدم خطوات عملية إلى الأمام، فنحن سنعمل على هذا وسندعم الخطوات التي توصل إلى حلول يمكن أن يكتب لها النجاح بالتعاون والتكافل والتضامن”.
وأكد أنه “بعد استشهاد قاسم سليماني أصبحت مقاومتنا أكثر قوة على المستوى المادي والتسليحي والصاروخي، وما يجب أن يفهمه الإسرائيلي، أن المقاومة الإسلامية في لبنان بعد استشهاد سليماني ازدادت قوتها على مستوى الإمكانات والقدرات، والأهم من ذلك ازدادت عزما وإرادة وجهوزية لمواجهة كل عدوان والوقوف بوجه كل التحديات الأميركية والإسرائيلية في لبنان وفي كل المنطقة”.
وختم: “هذه هي الأصل، والحصن، والعز والعنفوان، وهي التي تبعث فينا الأمل للمستقبل، ويجب أن تبقى الميزان والمعيار، وبإذن الله تعالى نحن وأنتم سنبقى على هذا العهد والوفاء لشهدائنا ولعظمائنا، وسنحميها وندافع عنها ونكون معها، ونكون جنودًا مجندين في خدمة قوتها وعزها وكبريائها إلى آخر الطريق، حتى لو استشهد منا من استشهد، أو جرح منا ما حرج، أو قدم منا ما قدم نفسه أو أبناءه أو أحبته، فالأصل هو أن تبقى هذه المقاومة لأنها النبع والشرف والعز والوجود لكل ما يمكن أن نتحدث عنه من مستقبل لأنفسنا ولمجتمعنا وبلدنا وأمتنا”.