كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
وثّق “حراك” النبطية “ثورته الشعبية” بالصور، وافتتح للغاية معرضه الأول، ضمّنه عشرات الصور التي تحاكي شعارات وصرخات الناس، سعى من خلاله للتذكير بضرورة تلاحم الشعب في الدفاع عن حقوقه.
إستحوذ المعرض، الذي أقيم في ساحة “حراك النبطية”، وتضمن صوراً لعددٍ من مصوري “الثورة”، على انتباه المارة. حاكى هواجسهم، معاناتهم، صرخاتهم، والأهم انه ذكّرهم بضرورة مقاومة الاستسلام ومواجهة الأزمة بصلابة.
مع بداية “الثورة” استقطبت النبطية اهتمام الرأي العام، نظراً لهويتها الخاصة، نالت لقب “عروسة الثورة”، إلتزمت بالحيادية والسلمية، وهذا ما اعتبره محمود بدران، أحد المصورين المشاركين، جانباً حضارياً في “الحراك”.
خلف الصور قصص كثيرة رصدتها عدسات المصورين، هم كانوا نبض الناس، لاحقوا تحركاتهم، وثّقوها بصورهم. باسم نحلة أحد المصورين المشاركين استطاع بعدسته أن يرصد وجع الناس، ظلمهم، معاناتهم، لم يترك ثائراً إلا والتقط صوره في كل صرخاته.
طيلة أيام “الحراك”، كان نحلة لصيقاً بيوميات الانتفاضة، هو أيضا شاعر، وثق الكثير من أحداثها بالشعر. وقام بتجريد خشب مجسم “الثورة” المحترق حين تمّ الاعتداء على خيمة الحراك، لإعطائه هوية تشبه حكاية “ثورة النبطية”. كما يقول: “الفن الرقمي يمثل اسطورة تاريخية، هو سياسة تتماهى مع الناس، قريبة منهم، ناطقة باسمهم، لا يحتاج معها المشاهد للترجمة، تتحدث بكل اللغات”.
محمود بدران كان يراقب مدى انعكاس الصورة على الرأي العام، يؤكد أنّ للصورة قانونها ودستورها “يجب ألا ننسى أن الصورة تعبر عن كياننا، وهنا تكمن اهميتها في توثيق الحدث التاريخي”. لا ينكر انه تعرّف عن كثب الى رغبة الناس في قلب معادلة حياتهم، يأسف لخروجهم من الساحات، لكن صورهم ستحفر في ذاكرة المدينة، يوم انتفض أبناؤها رفضاً للغلاء، للمعاناة، رفضاً للذل على ابواب المستشفيات. أكثر من يهم بدران أنّ الصور دخلت قلوب الناس.
الى جانب معرض الصور كان للشعر مساحاته، حيث استقبلت ساحة النبطية الشعراء كوثر بدوي، فادي زراقط ونور وهبي، وهم من ساحة العلم في صور. كل حمل رؤيته في قالب قصيدته وجاء لينشدها في النبطية، مدينة لطالما اشتهرت بعشقها للشعر.