IMLebanon

كيف خرجت الكمّامات من لبنان؟

كتب علي عواد في “الاخبار”:

في هذا البلد العجيب، تجد نفسك مضطراً إلى أن تبحث عن كلّ شيء بنفسك. تجدُ نفسك، مثلاً، مضطراً إلى البحث على «غوغل» عن مصدر الصوت الذي يصدر من سيارتك. صحيحٌ أن الميكانيكي الذي تعرفه سيصلح العطل في نهاية المطاف، لكن، بعد أن يكون قد استبدل نصف ما في المحرك من قطع. ومن هنا أيها اللبناني تتعلم، عبر التجربة، أن عليك أن تفعل كل شيءٍ بنفسك. هذه التجربة الفريدة من نوعها لتدريب المواطن على تثقيف نفسه وعدم الاعتماد على التجّار، ستجدها في كلّ شيء، حتى عندما تحاول شراء «كمامة» لتقي نفسك من مرضٍ، رغم خطورته المنخفضة، إلا أنه سريع الانتشار بحسب منظمة الصحة العالمية.

مع وصول أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد الى لبنان، شعر العديد من اللبنانيين بالقلق بشأن صحتهم وسلامتهم، إذ إن الأقنعة التي تمثل خط الدفاع الأول للحماية ولفلترة الجزيئات المحمولة بالهواء – والتي قد تكون مفيدة بشكل خاص في الأماكن المزدحمة والمطارات والمستشفيات – فُقدت فجأة من الصيدليات، فيما شهدت أسعارها ارتفاعاً جنونياً.

تُعدّ الصين المصدر شبه الوحيد للتجار اللبنانيين لاستيراد معدات الوقاية الفردية الطبية (PPE)، وفق تجمّع مُستوردي المُستلزمات والأجهزة الطبية.

وتُفيد المعلومات بأنّ الشركات الصينية التي كانت تُصدّر للتجار في لبنان تلك المعدات، وأبرزها الكمامات، عمدت منذ «اندلاع» أزمة فيروس كورونا إلى التواصل معهم و«سحب» البضاعة بأسعار مُضاعفة.

وعليه، وأمام عرض الصينيين «المُغري» للتجار، عمد هؤلاء إلى بيع مخزونهم بأسعار مرتفعة جداً، بحسب ما تُفيد به مصادر معنية باستيراد المُستلزمات الطبية، مُشيرةً إلى لجوء بعضهم الى استيراد المعدات من بلدان أخرى كتركيا ومن ثم تصديرها إلى الصين.

«هذا الأمر، أدّى حالياً إلى وجود شحّ في تلك الكمامات»، على حدّ تعبير عضو التجمّع جورج خياط، لافتاً إلى «وجود كميات قليلة حالياً من الكمامات، وهو أمر يقود حُكماً إلى ارتفاع أسعارها».

اللافت هو ما تُشير إليه المصادر نفسها لجهة بيع التجار اللبنانيين من المخزون لدول الخليج، «كنوع من التجارة المُربحة جدّاً».

وفيما يُتوقّع أن تصل شحنات التجار المُقرّرة مُسبقاً إلى لبنان (قبل تسلّل الفيروس إلى لبنان) خلال الفترات المُقبلة، تتّجه وزارة الاقتصاد والتجارة إلى «فرملة» أعمال التجار، ومنع تصدير المعدات، وفق ما جاء في مقررات «لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية»، مكلفةً الوزارة بإحصاء المخزون المحلي منها وتأمين استيراد الكميات اللازمة.

القلق الذي شعر به اللبنانيون، حصل مثله في الصين، منذ بدء انتشار وباء فيروس كورونا الجديد في ووهان. ولتقديم فكرة تقريبية عن كمية الطلب على الأقنعة، يقول موقع «Taobao» الصيني للشراء عبر الإنترنت إنه قام خلال يومين ببيع أكثر من 80 مليون كمامة، فيما المصانع الصينية تنتج ما يقارب الـ600 ألف كمامة من النوع الفعّال «N95» في اليوم الواحد، بحسب وزارة الصناعة الصينية. أما الكمامات التي يستعملها الجرّاحون في غرف العمليات، فتنتج الصين منها ما يقارب الـ20 مليوناً في اليوم، إلا أنها لا تحمي مرتديها من الفيروس. واستوردت السلطات الصينية، بين 24 كانون الثاني والثاني من شباط، 220 مليون كمامة للوجه. والجدير ذكره، هنا، أن الأقنعة على شاكلة «N95» لا يمكن ارتداؤها سوى لثماني ساعات بشكلٍ متواصل، ويجب استبدالها بعد ذلك.

ما هي الكمامة الفعالة؟

في ما يأتي، سنعرض الفرق بين أنواع الأقنعة ومعايير FFP1 / FFP2 / N95 / FFP3 / N100.

تظهر الصورة أعلاه، وضع مواطنين لبنانيّين لما يسمى «كمامة»، وكما يبدو واضحاً في الصورة، لا تغطي الكمامة وجنتي الفتاة بالكامل، بل، هي عملياً تتنفس من خلال الجوانب غير المعزولة عن محيطها.

معلومات عن هذه الكمامة:

– تستخدم لتغطية أنف الجرّاح وفمه من تناثر دماء المريض خلال قيام إجراء جراحة.

– لا تحمي من يضعها من الجزيئات المحمولة بالهواء، ولا تفلتر سعال أو عطسة مصاب قريب منها.

– غير حائزة معايير السلامة العالمية (NIOSH وEN).

– فضفاضة وبالكاد تغطي الأنف والفم.

في هذه الصورة، تضع إحدى العاملات في مستشفى رفيق الحريري الحكومي كمامة من نوع آخر، تسمى «Respirator» («الكمامة المنفسة»). وتظهر الصورة كيف أن أنف العاملة وفمها محصنان بالكامل، وكيف تلتصق الـ«Respirator» على الوجه بشكل يمنع أي تسرب للهواء غير المفلتر.

يستخدم الاتحاد الأوروبي معيار «FFP» اختصاراً لـ«Filtering Face Piece» وتأتي بثلاث درجات 1,2,3 بحسب نسبة قدرة القناع على فلترة الهواء، فيما يعتمد المعيار الأميركي الذي تديره NIOSH (جزء من مركز السيطرة على الأمراض «CDC») على الـ«Respirator» نوع N95 وهي الأكثر شيوعاً.

معلومات عن الـ«Respirator»:

-أقنعة ضيقة مصمّمة لختم الوجه وعزله كلياً عن الخارج.

-تحمي من يستخدمها عن طريق فلترة الهواء الذي يتنفسه بحسب الدرجة التي صنعت من أجلها (النسب في الفقرة المقبلة).

-موجوة بأشكال ثلاثة: يمكن رميها بعد الاستعمال، نصف وجه والوجه بالكامل.