“أوركسترا تعمل ضد البلد، ليس ضد الحكومة”، جهة اتهمها الرئيس حسان دياب حين اراد ان يطل يوم امس من مجلس الوزراء بموقف سياسي، على الرغم من ان موضوع الجلسة بالدرجة الاولى مخصصا لمواجهة تفشي “كورونا”.
واعتبر مصدر نيابي معارض ان الموقف الذي عبّر عنه الرئيس حسان دياب في مجلس الوزراء، بغض النظر عما اذا كان مضمونه صحيحا او خاطئا، هو اعتراف بفشل، بمعنى انه لم يستطع بعد تسجيل اي نقطة ايجابية، فحاول رمي المسؤولية على اطراف تحاول ان تشوّش عليه.
ولفت المصدر الى انه اذا كان هناك قرار عربي خليجي او دولي اوروبي اميركي، بالانفتاح على لبنان وبدعم هذه الحكومة، فان هذا القرار لن يتأثر لا بأوركسترا ولا بتشويش من هذا ولا شائعة يطلقها ذاك! وبالتالي فان كلام دياب عن أوركسترا بدأت تحرّض في الخارج ضد لبنان لمنع الدول الشقيقة والصديقة من مساعدة لبنان مالياً ومنعه من الانهيار، هو تحميل للمسؤوليات في غير مكانه.
واضاف المصدر: لو كان الرئيس سعد الحريري يستطيع ان يؤثر على السعودية والامارات لكان اثّر عليهما من اجل ان يبقى هو في الحكم.
العجز…
واعتبر المصدر انه بعد اقل من عشرة ايام من نيل الحكومة ثقة محدودة، سجل الرئيس دياب “فاولا سياسيا”، الى جانب “فاول” سابق قامت به وزارة الصحة وباقي مؤسسات الدولة المعنية لجهة التعاطي مع مواجهة انتشار فيروس “كورونا”، و”فاول” مالي لجهة الضياع في التعاطي مع صندوق النقد والمؤسسات المالية والدولية.
وبالتالي هذه الحكومة التي شُكلت على اساس انها حكومة اختصاصيين وتقنيين وتكنوقراط، بغض النظر عن اسماء وزرائها والجهات التي عيّنتهم، تبدو وكأنها اعجز من حكومة سياسيين، من خلال تعاطيها مع المؤسسات الدولية ولا بل الملفات التقنية حوّلتها الى سياسية.
واضاف المصدر: حتى اللحظة، لم تتخذ القرار عما اذا كانت ستأخذ بتوصيات صندوق النقد الدولي الذي ارسل وفدا الى لبنان بناء على طلبها، وما اذا كانت ستعتمده لادارة عملية الإنقاذ الاقتصادي والمالي، ام ان الامر يقتصر فقط على الاستشارة؟!
عون تدخل
وفي هذا السياق، انتقد المصدر اسلوب الموافقة على الاستعانة بالاستشاري الماليLazard والاستشاري القانوني Cleary Gottlieb لتقديم خدمات استشارية للحكومة ومواكبة القرارات والخيارات التي سوف تتخذها في إطار إدارة الدين العام، بعدما تم تشكيل نادي مغلق للشركات المالية التي قدّمت العروض، ونشرت اسماءها وزارة المال، مع العلم ان هناك شركات اخرى لم تستطع الاستحصال على دفتر الشروط، وكأن هناك اتفاق مسبق على واحدة من تلك الشركات. وكشف المصدر عن أن الرئيس ميشال عون اضطر الى التدخّل للطلب من دياب تقديم دفتر الشروط الى شركات اخرى، لكن كان قد سبق السيف العزل.
واضاف: في نفس الموضوع لم يتّضح بعد ما هي الخطوات المستقبلية، هل ستتم جدولة الدين او هيكلته هل ستُدفع السندات، مستغربا كيف ان الدولة ما زالت تدّعي ان الفترة لم تنتهِ بعد وان الموضوع قرار البحث، في حين ان ايام معدودة تفصل عن موعد الاستحقاق الاول في التاسع من آذار.
واشار الى انه في هذا الوقت النزف يزداد في البلد والمصارف تقنّن سحب الودائع، وتشحّ العملة اكثر فاكثر، والاستيراد متوقف والتصدير ايضا، نظرا الى ازمة الدولار، مضيفا: ان الشعب كمريض في الطوارئ وبدل ان يأتي الطبيب (اي الحلول من قبل الدولة) مسرعا، اذ به “يتغندر”.
حزب الله لمّ شمله من ايران
اما بالنسبة الى “الفاول الصحي”، اعتبر المصدر ان تعاطي الجهات الرسمية المعنية مع تسجيل اول حالة “كورونا” في لبنان، بدا وكأنه جزء من مصالح “حزب الله” الحيوية، في حين ان كل الدول المجاورة لايران لا بل الحليفة والصديقة اغلقت حدودها، وفي مقدمها العراق، وتركيا والدول الآسيوية المحيطة بها كباكستان وافغانستان… في حين ان الدول الاوروبية حيث سجلت اصابات بأعداد منخفضة جدا اقامت حظرا فوريا لمدن كاملة، حتى ولو سُجّل فيها حالة واحدة، اما في لبنان فيتم التعاطي باستخفاف.
واشار المصدر الى ان اكثر ما يثير الاستغراب تحويل ملف صحي بحت الى ملف سياسي، فتم تأجيل اتخاذ القرار بتخفيض عدد الرحلات من ايران (مع العلم انه كان يفترض الحظر التام)، اذ انه في الاسبوع الفائت كان يسجل يوميا هبوط ما بين طائرتين او ثلاثة في مطار رفيق الحريري الدولي آتية من ايران، وسط اجراءات وتدابير عادية. وذلك في وقت تتّخذ فيه السلطات الايرانية تدابير مشدّدة اكثر بكثير من التدابير التي اتخذها لبنان.
… ولم تقلّع
وتابع المصدر، متحدثا عن عجز الحكومة عن ضبط الاسعار بدءا من المواد الغذائية والاستهلاكية، عدم التدخل لدى المصارف من اجل تليين الشروط لسحب الاموال، ولا بل على العكس يوما تنخفض القدرة على السحب.
وختم المصدر: هذا الكلام لا يحاسب الحكومة من الباب السياسي، بل على الملفات التي يفترض ان تعالجها فورا وتنجح فيها كونها “حكومة تكنوقراط” .. ولكنها حتى اللحظة “لم تقلّع”.